أكّد عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة أنّ جهدا كبيرا يبذل لإعادة مكانة السينما في الحياة اليومية للمجتمع الجزائري، ذلك أنّ السينما هي لغة العصر الكفيلة بصنع التاريخ والسياسة والأمل، والجزائر خلال ستة أشهر الأخيرة شهدت مهرجانات ثقافية سينمائية كثيرة، الأمر الذي يعكس اهتمام الوصاية بهذا الفن. أوضح عزّ الدين ميهوبي، أوّل أمس، لدى إشرافه على افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للسينما، أيام الفيلم الملتزم، بقاعة "الموقار"، أنّه في النصف الثاني من السنة، عرفت الجزائر عدّة تظاهرات سينمائية، بدأت بمهرجان وهران للفيلم العربي شهر جوان المنصرم، مرورا بلقاءات بجاية السينماتوغرافية ومهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ومهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو.. وستكون قسنطينة بعد أسبوع حاضنة لأيام الفيلم العربي المتوّج. واسترسل الوزير في كلمته الافتتاحية قائلا إنّ مهرجان الجزائر الدولي، أيام الفيلم الملتزم، فرض نفسه كحالة سينمائية متميّزة، من خلال عرض أفلام تناقش قضايا إنسانية وتروي تجاربهم في بلدان مختلفة، مشيرا إلى أنّ المهرجان حامل لرسالة نبيلة. وبالمناسبة، أكّد ميهوبي أنّ هناك جهدا كبيرا يبذل لإعادة السينما لمكانتها السابقة، مشيرا إلى أنّ الأمر يستدعي استرجاع قاعات السينما وإعادة تهيئتها وتوظيفها، حيث أنّ معظمها ما زالت تحت وصاية البلديات، وجلّها غير صالحة للعرض. من جهتها، قامت زهيرة ياحي، محافظة المهرجان بتكريم الراحلين السينمائي مليك آيت عودية وصديق المهرجان معمر مقران، وسط حضور أقرباء الفقيدين، وعدد من الوجوه الفنية التي عرفتهما. وختم حفل الافتتاح بعرض أوّل فيلم وثائقي في المنافسة عنوانه "المطلوبون ال18"، وهو فيلم فلسطيني للمخرجين عامر شوملي، وهو فنان فلسطيني يستخدم الفن التصوّري، والرسم، والقصص المرسومة والسينما، وبول كوان مخرج كندي، عمل فترة طويلة في الديوان الوطني للفيلم في كندا، أخرج أفلاما من نوع الوثائقي الخيالي وحصل على جوائز دولية عديدة. وللتذكير، مليك آيت عودية من مواليد تيزي وزو عام 1967، عاش بالجزائر العاصمة قبل الانتقال للدراسة بالسوربون. تعامل كصحفي مع عدّة جرائد ومجلات فرنسية، أخرج عام 1997 شريطه الوثائقي الأوّل تحت عنوان "ممارسة الحكم هو أن تختار" لحساب قناة "آرتي"، واشتغل مع حصص تلفزيونية كبيرة قبل إخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية حول العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، ونال جائزة في 2002 للاستطلاع الصحفي بالمهرجان الدولي للروبورتاج الكبير للأحداث، وفي 30 جويلية 2015 وافته المنية بعد مرض ألم به وكان قبلها يتطلّع لإنجاز روبورتاج هام عن سوريا. أما معمر مقران فيعدّ واحدا من الرجال الذين تركوا بصمات مشرقة في الحياة، كان رجلا كتوماً يحب العزلة ومتفانيا في العمل، يُشاهَد كلّ صباح في منصب عمله ابتداء الساعة الثامنة، كان أيضا عاشقا للحياة وللموسيقى والسينما والأدب والمطالعة ولكلّ ما يتعلّق بالثقافة وبالجزائر خاصةً، بالإضافة إلى ذلك كان إنسانيًا متعطّشا للعدالة ومحباً للطبيعة والسلام، كان أساسا صديقا وفيا يمكن الاعتماد عليه، قدّم مساهمة ثمينة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما بالسهر على فعالية تنظيمه وسيره بإخلاص وتواضع وحسّ رفيع في علاقاته الإنسانية.