أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليزاريو"، السيد محمد عبد العزيز، أن الشعب الصحراوي لن يتخلى عن حقه المشروع في التمسك بمواصلة كفاحه ضد الاحتلال المغربي، إلى غاية تحقيق الحرية والاستقلال، موضحا أن النصر سيتحقق لا محالة مهما طال تعنّت المملكة المغربية في تقرير مصير الصحراويين، حيث أن المسألة تبقى قضية وقت فقط. وقال السيد عبد العزيز، خلال إشرافه، أمس الأربعاء، على افتتاح أشغال المؤتمر ال14 لجبهة البوليزاريو الشهيد الخليل سيد أمحمد، المنعقد بمخيّم الداخلة، تحت شعار"قوة، تصميم، وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة، "إن الصحراويون لا زالوا مقتنعين بفكرة مواصلة نضالهم المرير ضد المغرب رغم العراقيل والصعوبات التي يفتعلها في مسار تسوية القضية الصحراوية.."، مثمنا الصمود الكبير والتاريخي لهذا الشعب الأبي الرافض لكل أشكال الاستعمار والهيمنة رغم مرور أكثر من 40 سنة على غزوه من قبل المملكة المغربية. وأضاف مسؤول الجبهة في تدخل مقتضب له خلال افتتاح أشغال هذا الحدث السياسي الهام الذي يحضره 2472 مؤتمرا ومؤتمرة وأزيد من 600 مدعو يمثلون الدول المتضامنة مع قضية الصحراء الغربية، أن الشعب الصحراوي اليوم أمام حدث مصيري سيحدد بكل وضوح معالم خارطة كفاحه المستقبلي ضد المغرب، معتبرا أن هذا المؤتمر الرابع عشر يعد مفصليا بالنسبة لمستقبل القضية باعتباره ينعقد في ظروف دولية وإقليمية جد حساسة، حيث سيتخذ عدة قرارات مصيرية في خضم حالة الركود التي يطبع مفاوضات استفتاء تقرير المصير بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية. كما دعا المتحدث المؤتمرين عقب تقديم لائحة رئاسة المؤتمر وتسليم القيادة لهذه اللجنة التي تضم 07 أعضاء برئاسة رئيسها السيد خطري أدوه، إلى ضرورة العمل من أجل إنجاح فعاليات هذا المؤتمر من خلال إشراك كافة المعنيين بإبداء آرائهم وقناعاتهم ومقترحاتهم بكل ديمقراطية وشفافية، وفق ما تمليح لوائح ومواد القانون الداخلي مع ترك الحرية المطلقة للتصويت والمصادقة على المقترحات المقدمة للجنة التحضيرية. كما ذكر السيد أدوه بدوره المؤتمرين بالقانون الأساسي الذي يحدد الأطر السياسية والتنظيمية والقانونية لعمل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مشيرا إلى تسليم كافة الأوراق الخاصة بإعداد وتسيير هذا الحدث السياسي الهام الذي يشارك فيه 67.49 بالمائة من الرجال و32.51 بالمائة من العنصر النسوي وهذا من مجموع 2472 مؤتمرا. ويضاف إليهم، حسب المتحدث، أعضاء هيئات تكون منتخبة بالكامل لها الحق في استدعاء أعضاء الأمانة الوطنية. ناهيك عن منتخبين آخرين من قبل اللجان الشعبية المختلفة. وقال: "إن المؤتمر سيسلط الضوء على عدة قضايا ومسائل محورية في مسار جبهة البوليزاريو على غرار الحرب التنمية بالمخيمات والمناطق المحررة وتجديد القيادة ومسائل أخرى هامة تخص حياء اللجوء داخل المخيمات. وبدوره، تلا الوزير الأول عضو الأمانة الوطنية السيد طالب عمر التقرير الأدبي لجبهة البوليزاريو من خلال اعتماد تقييم شامل لمختلف القطاعات الحيوية ذات العلاقة المباشرة بحياة الصحراويين، بالإضافة إلى تقييم مكاسب الجبهة على شتى الأصعدة على غرار المستوى الدولي والقاري والجهوي، دون إغفال النشاط السياسي والتفاوضي على الصعيد الأممي. وفي السياق، جدّد وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال تدخل له، الموقف التاريخي والثابت للجزائر في دعم ومساندة القضية الصحراوية، محملا المغرب المسؤولية الكاملة في تعثّر تسوية هذه القضية وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية. وعبّر السيد زيتوني عن أمله في نجاح هذا المؤتمر المفصلي لجبهة البوليزاريو والخروج بتوصيات هامة تصب في مصلحة الشعب الصحراوي والدولة الصحراوية على حد سواء، بما يعجل بالتحرر والاستقلال. كما حيا ممثلو الوفود الأجنبية والإفريقية المشاركة من دول نيجيريا وغانا ونيجيريا وفرنسا والسويد وروسيا.. صمود وكفاح الصحراويين ضد الاحتلال المغربي، مطالبين الهيئات الأممية بالتدخل العاجل لتوقيف المغرب عند حده وجعله يمتثل للشرعية الدولية. وستستمر أشغال المؤتمر الى غاية 20 من ديسمبر الجاري مع احتمال تمديده ليومين آخرين، حيث ستقام ورشات نقاش مغلقة بين المؤتمرين لدراسة القانون الداخلي وتحديد عمل الجبهة للسنوات الأربع القادمة.