أنهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جميع الإجراءات المتعلقة بإنشاء مركز بحث يعنى بعلم الفلك "مركز البحث الفلكي"، وذلك بناء على توجيهات رئيس الجمهورية. وسيتم، حسب وزير القطاع السيد الطاهر حجار، عرض ملف المركز قريبا على مجلس الحكومة. وقد تم تحديد مكان هذه الهيئة العلمية التي تشرف عليها الوزارة والتي تُعد لبنة إضافية في عملية بناء المؤسسات العلمية الوطنية، وتقوم بدور حاسم في تطوير العلوم ذات الصلة بعلم الفلك. وأكد الوزير الطاهر حجار لدى إشرافه رفقة وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أمس على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "الضوء وعلم الفلك والذي يتوّج تظاهرة "السنة الدولية للضوء وتطبيقاته" في الجزائر، أن بلادنا تولي اهتماما كبيرا للعلوم والمعرفة، ومنها علم البصريات والفيزياء التي تحظى بمكانة مخصصة في البرامج الوطنية للبحث، وتتجلى هذه الأهمية - يقول الوزير - في تزايد أعداد الباحثين ومشاريع البحث المرتبطة بهذا الميدان، وفي الاعتمادات المالية الكبيرة التي تخصصها الدولة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في هذا الميدان. وانطلاقا من تزايد عدد المهتمين بعلم الفلك والفيزياء في الجزائر تَقرر فتح مركز بحث في المجال، يسهم في لمّ شمل العلماء الجزائريين سواء المتواجدون بأرض الوطن، والذين يتعدى عددهم 30 عالما، أو المنتشرون في مراكز ومراصد عالمية بأمريكا وأوربا.. والذين بإمكانهم تطوير مجالات البحث الفيزيائية والفلكية محليا، خاصة أن سماء الجزائر تفتح مجالات كبيرة لتوسيع نطاق البحث الفلكي والجيوفيزيائي، وهو المعروف عنها منذ قرون؛ بدليل اهتمام المستعمر الفرنسي بإنشاء مرصد لهذا الغرض وأغراض استعمارية وتوسعية أخرى.. وإلى جانب مشروع إنشاء المركز، تطرق الوزير لضرورة إرساء ثقافة علمية، والعمل على نشرها في أوساط المجتمع بلغة مناسبة وفي متناول الجميع، مبرزا ضرورة تطوير تدريس الاتصال العلمي؛ من خلال برامج جديدة في مستوى الليسانس والماستر في علوم الصحافة والوسائط العلمية في الجامعات، بالإضافة إلى تشجيع التفكير العلمي في المدرسة وترقيته؛ تزامنا والخطوات الأولى في اكتساب المعرفة. من جانبها، عبّرت مديرة الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم والتكنولوجيا السيدة زعاتري، عن ارتياحها العميق لقرب استكمال الإجراءات المتعلقة بإنشاء المركز الفلكي، والذي سيفتح آفاقا واسعة أمام المهتمين بعلم الفلك؛ باعتباره أم العلوم، مضيفة أن هذا المركز سيسمح بتأطير معمق وجاد لطلبة الجامعات المهتمين بعلم الفلك والفيزياء، إلى جانب تمكينه العلماء الجزائريين المتواجدين في الخارج، من إطار مهيأ لتقديم إسهاماتهم في المجال. للعلم، تُوّجت تظاهرة "السنة الدولية للضوء وتطبيقاته" في الجزائر، بإصدار طابع بريدي أصبح متداوَلا ابتداء من أمس. ويسمح الطابع بالتعريف بالمرصد الجزائري والإسهامات التي قام بها في المجال العلمي العالمي لأزيد من قرنين، والإسهامات التي قدّمها لعلماء الجزائر من خلال تحديد خارطة الكون والسماء، والاهتمام بوضع خريطة للأراضي الجزائرية والصحراء قبل اكتشافها.. وكانت منظمة الأممالمتحدة قد أقرت التظاهرة، وأسندت تنفيذها لمنظمة اليونسكو تحت علامة "ابن الهيثم"، الذي يصادف سنة 2015، ذكرى مرور 1000 عام على نشر أعماله السبّاقة في مجال الضوء وميكانزمات البصر المعروفة بالبصريات. حجار يدرج القرار في إطار الإصلاح الإداري نحو تحيين مرسوم معادلة الشهادات الجامعية كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار عن تحيين المرسوم المتعلق بمعادلة الشهادات الجامعية بما يتماشى وسياسة الإصلاح الإداري التي شرعت فيها الحكومة؛ حيث تم بهذا الخصوص تكييف المرسوم الصادر سنة 1971، وتبسيط العملية، وتقليص آجال دراسة الملفات التي كانت - كما قال الوزير - تستغرق وقتا طويلا. وفي السياق، أكد الوزير أن قطاعه سجل أزيد من 3000 وثيقة تمت معادلتها سنة 2014.وأكد السيد طاهر حجار أن المرسوم لم يغيَّر، بل أُدخلت عليه بعض التعديلات، التي تهدف إلى تخفيف الوثائق المطلوبة والإجراءات وكذا آجال تسليم المعادلات، مشيرا إلى أن المشكل الذي كان مطروحا في السابق، لم يكن في المعادلة في حد ذاتها، وإنما في آجال الإجابة والرد وتسليم المعادلات لأصحابها، ومنه تبسيط العملية وتسهيلها، والمندرجة في إطار الإصلاح الإداري الذي باشرته الحكومة لتسهيل المعاملات الإدارية للمواطنين؛ بما فيها قطاع التعليم العالي الذي انخرط في المسعى العام الذي انتهجته الدولة، لتخفيف وتحسين العلاقات بين المواطن ومؤسساته. وفي موضوع آخر، كشف الوزير عن تنظيم لقاء مع الشركاء الاجتماعيين للقطاع يوم 28 ديسمبر الجاري. وقال السيد حجار في تصريح للصحافة على هامش ملتقى دولي حول "الضوء وعلم الفلك"، إن العلاقة والاتصال مع الشريك الاجتماعي لم تنقطع؛ بدليل اللقاء المزمع تنظيمه نهاية العام الجاري، والذي يندرج في إطار اللقاءات الدورية التي برمجتها الوزارة.وأشار السيد حجار إلى أن هذا الاجتماع سيُتبع بلقاءات أخرى خلال شهري مارس وجوان القادمين، وفقا للبرنامج المسطر، موضحا أنه لا وجود لعلاقة بين الاجتماع والاحتجاجات. للعلم، كان المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي قد نظّم يوم 15 ديسمبر الجاري، وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من الأساتذة الذين طالبوا بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية.