أُسدل الستار على مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية المحترفة الأولى يوم السبت الماضي بإجراء كل المباريات، ليرسَّم اتحاد العاصمة بطلا شرفيا للمرحلة الشتوية، بإنهائه لها في المرتبة الأولى بدون أي منازع، وبرصيد 36 نقطة، وبفارق 10 نقاط كاملة عن الوصيف المباشر شباب بلوزداد، الذي، من جهته، حقق نتائج إيجابية هذا الموسم، واستطاع أن ينال المرتبة الثانية في المرحلة الأولى من البطولة الوطنية، حيث برزت أندية وأفلت أخرى لم تستطع أن تكون في المستوى. الرائد والبطل الشتوي اتحاد العاصمة، ورغم انهزامه في نهائي رابطة أبطال إفريقيا وخروجه المبكر من كأس الجمهورية في دورها ال 32 على يدي نادي بارادو، إلا أنه وضع كل إمكانياته في البطولة الوطنية، التي سيطر عليها طولا وعرضا، فهو فاز ب 11 مباراة من أصل 15 لعبها إلى حد الآن، وتعادل في ثلاثة لقاءات، وانهزم في مباراة واحدة، مما يجعل حصيلته ممتازة بعد أن جمع 36 نقطة، وكان أحسن ناد يتفاوض خارج قواعده، واستطاع أن يكون في محل الإمكانيات التي وُفرت له من قبل الإدارة، فهدف النادي هو التتويج باللقب، وهو يسير بخطى ثابتة نحو تحقيقه، وإن واصل على نفس الأداء والوتيرة فإنه سينهي الموسم رافعا يديه مهللا بالنجاح، وهذا بمدرب لم يكن معروفا؛ ميلود حمدي، وضعت فيه الإدارة كل الثقة، واستطاع أن يتألق هو أيضا مع النادي العاصمي ويصنع لنفسه اسما في هذا النادي الكبير. مولودية الجزائر وشباب بلوزداد يعودان بقوة عكس الموسم الماضي، أظهر فريق مولودية الجزائر وشباب بلوزداد إمكانيات لا بأس بها، ورغبة أيضا في تحسين صورتهما، فالشباب حافظ رئيسه رضا مالك، على الاستقرار رغم بعض الهزات التي طالته في بداية الموسم بعد أن طالب البعض بإقالة المدرب ألان ميشال، غير أن الأخير حظي بالثقة اللازمة من قبل الإدارة، وتمكن من إعادة القاطرة إلى السكة، منهيا مرحلة الذهاب بمرتبة ثانية وبرصيد بلغ 26 نقطة، وحتى وإن كان الفارق شاسعا بينه وبين الرائد، إلا أنه حافظ على نقطتين فاصلتين بينه وبين صاحب المرتبة الثالثة، مولودية الجزائر، عرفت، بقدوم إيغيل مزيان، نقلة نوعية من خلال تحسين نتائجها وحسن تسييرها للمباريات، سيما التي استقبلت فيها خصوصها على أرضية ملعب بولوغين، فالمدرب المحنّك وذو التجربة الكبيرة جاء بالحلول، واستطاع أن يعيد الانضباط، ومنه كانت الانطلاقة، إلا أن بعض الحاسدين ممن لا يريدون نجاح هذا الأخير، كانوا وراء المشاكل التي طالت المدرب الأسبق للخضر بعد أن اعتُدي عليه من قبل بعض الأنصار المحرّضين من بعض الأطراف، التي لازالت تصطاد في المياه العكرة، والتي لم تقبل بمغادرتها الفريق، فلم تؤثر هذه المشاكل على الرجل، الذي عرف كيف يحافظ على معنويات لاعبيه، وقادهم إلى العودة من سطيف بنتيجة التعادل السلبي وبنقطة ثمينة في آخر جولة، يضيفها إلى عدد النقاط التي يملكها النادي ويخزّنها لمرحلة العودة من البطولة الوطنية. مولودية بجاية تحافظ على مستواها وتاجنانت الاكتشاف ما يميز مرحلة الذهاب أيضا هذا الموسم محافظة مولودية بجاية على تألقها رغم تراجعها في الترتيب، إلا أن النادي برهن على مؤهلات لا بأس بها، جعلته ينهي هذه المرحلة في مرتبة رابعة ب 24 نقطة، جنبا إلى جنب مع اتحاد الحراش، الفريق الذي عكس عادته هذا الموسم، يحقق نتائج جيدة في صمت، فهو في مرتبة جيدة إن واصل على نفس الوتيرة إن لم يتراجع في الأداء والنتائج، ويبقى نادي دفاع تاجنانت الصاعد الجديد إلى الرابطة الأولى اكتشاف الموسم بمدرب هادئ الطبع، اليامين بوغرارة، الذي عرف كيف يصعد بهذا النادي وينافس الأقوى والأكبر في الرابطة الأولى، ويهزم أشرسها ويحاول أن يواصل بنفس الريتم في المرحلة القادمة، فبوغرارة صرح مرة، بأن الهدف الآن هو ضمان البقاء في هذه البطولة، قبل أن تكبر الطموحات بمرور المباريات. أندية كبيرة ستتنافس على ضمان البقاء في الإياب وستكون المرحلة الجديدة من البطولة الوطنية لضمان البقاء للعديد من الأندية التي أظهرت مستواها المحدود في الفترة الماضية، على غرار أندية كبيرة، مثل شبيبة القبائل ووفاق سطيف ومولودية وهران وشباب قسنطينة، الأندية التي تعاني من سوء النتائج؛ مما جعلها تتخبط في كل جولة، وأصبح مصيرها الآن مرهونا بما يجب أن تقدمه في مرحلة الإياب من البطولة، من أجل إنقاذ نفسها من السقوط، فالمشاكل هي السمة الغالبة في معظم هذه الأندية، على غرار المولودية الوهرانية التي تعاني من أزمة في الإدارة، والتي ضيعت نقاطا كثيرة على قواعدها، ووفاق سطيف الذي يحتل المرتبة التاسعة، والذي أدهش كل المتتبعين بسبب التقهقر الرهيب لناد كان مسيطرا على البطولة في المواسم الماضية. أما شبيبة القبائل فلم تجد بعد ضالتها، ورئيسها اعترف أخيرا بأنه لم يجر استقدامات في المستوى، في حين يتخبط شباب قسنطينة في مشاكله الداخلية التي أثرت على أدائه، وجعلته يحتل المرتبة 13 برصيد 16 نقطة فقط. ويعيش فريق أمل الأربعاء وضعية لا يُحسد عليها؛ فهو لم يحصد سوى 8 نقاط في 15 مباراة، وبهذه الحصيلة يمكن القول بأنه وضع رجله في الرابطة الثانية؛ لأنه حسابيا يحتاج إلى حصد على الأقل 25 نقطة في المرحلة القادمة من البطولة الوطنية، وأداء النادي في الفترة الماضية يعطي صورة على ما ينتظره في الإياب، وضعية صعبة أيضا وضع فيها فريقا سريع غليزان وجمعية وهران نفسيهما في مرحلة الذهاب، حيث ختما هذه المرحلة في المرتبتين ال 14 و15 على التوالي، وبرصيد 15 و13 نقطة، وهذا ما يتطلب من الناديين الاستفاقة والتنافس من جديد لدى استئناف البطولة من أجل محاولة إنقاذ نفسيهما من السقوط.