يشرع بدءا من اليوم، المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر في زيارة جديدة إلى هذا البلد، تشمل كل من طبرق والعاصمة طرابلس، ضمن مسعى لتسريع تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي لا تزال تنتظر مصادقة مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام. ويلتقي المسؤول الأممي أولا بعقيلة صالح، رئيس مجلس نواب طبرق الذي يحظى باعتراف المجموعة الدولية قبل انتقاله إلى العاصمة طرابلس للقاء نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته. وقال عبد الرزاق بورواق، عضو اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطني "إن أبو سهمين سيطلب توضيحات من كوبلر بشأن مستقبل قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر في ظل الاتفاق السياسي الموقع مؤخرا بين الأطراف الليبية"، برعاية أممية. وأضاف أن أبو سهمين سيطلب أيضا من المبعوث الأممي إدراج "تعديل على مسودة الاتفاق السياسي، يتعلق بالتوازن التشريعي ما بين مجلس الدولة والبرلمان وعدم اقتصار دور مجلس الدولة على تقديم الاستشارات والعمل على الخروج من الأزمة الراهنة". وهو ما يؤكد أنه ورغم توقيع الاتفاق السياسي من قبل نواب من البرلمانيين المتخاصمين برعاية الأممالمتحدة، إلا أنه لا تزال هناك عقبات تعثر عملية تطبيق مضمونه على أرض الواقع وخاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوفاق الوطني. ولعل أهم النقاط الخلافية التي لا تزال عالقة، تتعلق بمصير الجنرال خليفة حفتر، قائد هيئة أركان الجيش الليبي الذي تتمسك به السلطة القائمة في طبرق بينما ترفضه تلك المتواجدة في طرابلس. ومن دون إيجاد تسوية لهذه النقطة بالذات ترضي الطرفين، فإن مهمة كوبلر في إقناع كل من عقيلة صالح وغريمه نوري أبو سهمين بقبول الاتفاق النهائي لن تكون بالسهلة. بل إن كلا المسؤولين سبقا وأكدا أن النواب الذين وقعوا الاتفاق السياسي لا يمثلون إلا أنفسهم. وبينما يواصل المبعوث الأممي مساعيه لاحتواء الأزمة الليبية، انتقد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي التدخلات العسكرية الانفرادية في البلدان التي تعاني من أزمات داخلية. وقال في رده على احتمال تدخل عسكري في ليبيا إنه "لا يمكن الشك بحقيقة أن التدخلات من جانب واحد لم تنجح.. ففي الماضي كانت هناك تدخلات انفرادية أصبحت متعددة الأطراف لاحقا لكن لا نرى أن هناك حاجة لذلك اليوم". ووصف رئيس الوزراء الإيطالي التدخل من جانب واحد بالخطأ الذي ستكون له عواقب وخيمة، مؤكدا أن موقف إيطاليا هو نفسه موقف الولاياتالمتحدة ودول أخرى بهذا الشأن. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي بعدما أبانت فرنسا عن رغبة ملحة في التدخل عسكريا في ليبيا بدعوى محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي استغل الفوضى الأمنية وازدواجية السلطة القائمة في هذا البلد لفرض منطقه بعدة مناطق ليبية. وفي سياق استمرار الفوضى الأمنية في ليبيا، قتل إمام وخطيب مسجد مدينة زليتن جراء تفجير سيارته بعبوة ناسفة بطريق عام بالمدينة مساء أول أمس في نفس الوقت الذي لقي فيه جندي ليبي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرين جراء الاشتباكات الجارية بمناطق متفرقة من مدينة بنغازي مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وأنصار الشريعة التي تصنفها سلطات طبرق ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.