أكد السيد عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن الطفولة، أن الجزائر قطعت شوطا كبيرا في قضايا الطفولة والدفاع عنها، إلا أنّ إفرازات الواقع وتحولاته لا يمكننا التحكم فيها، خاصة في الشق المتعلق بالتكنولوجيا التي تعلق بها أبناؤنا وصارت جزءا أساسيا من حياتهم، إلا أن المخاطر التي تهددهم بسببها كبيرة وتختلف بين الشبكة ومحيطها أيضا، مما يستوجب الحماية الأبوية في المقام الأول، تليها حماية الدولة من خلال رصد قوانين وبرامج لحماية هذه الفئة الهشة، خاصة أن لدينا 13 مليون طفل أقل من 18 سنة. أضاف السيد عرعار في تصريح حصري ل«المساء" قائلا "نحن نناضل من أجل تحسين حقوق الطفل في الجزائر، خاصة أن عدد الأطفال الذين يتابعون الأنترنت و«الفايسبوك" بلغ 8 ملايين، ما يعني أن لدينا مجتمعا آخر ينمو خارج الرقابة والمراقبة وهذا ما سيزيد من متاعب المجتمع الجزائري والدولة إذا كانت هناك مخاطر في التكفل بالضحايا، فنحن مع مبدأ الانفتاح واستعمال التكنولوجيا والتقدم وهو أمر لا مفر منه، لكن لابد من توفر الحماية، خاصة في الفضاءات السبيرالية". وأشار عرعار إلى أن الشبكة تلقت الكثير من الحالات التي لها علاقة بابتزاز الأطفال والمراهقين عبر الأنترنت أو في محيطها، أي بنوادي الأنترنت، وكذا استغلال صور الأطفال في وضعيات مخلة بالحياء، وأخرى لمراهقين يصورون بعضهم البعض ويسربون الصور، وقد تم تسجيل انتحار ضحية، وهي فتاة تم ابتزازها من طرف زملائها، وهناك حالات أخرى للابتزاز من قبل الكبار الذين استغلوا وجود مجموعة من المراهقين في جلسات حميمية بنادي الأنترنت، وتم نشر صورها وإرسالها على الهواتف النقالة للأولياء، مما خلق تصادما وعنفا لدى العائلات، بحيث دخل الحي بكامله في عنف، كما تخلت الفتيات عن الدراسة وهجرن الحي بسبب التصرف غير المسؤول لصاحب النادي وقال "الحمد لله، الدرك الوطني تكفل بالقضية، حيث تم إغلاق المحل وعوقب الفاعل بالسجن". نحتاج إلى تشريع يسيّر الفضاءات "السّبيرالية" وأوضح السيد عرعار خطر الشبكة الذي يمتد إلى محيطها، أي الفضاء السبيرالي، حيث يتعرض الأطفال لسوء معاملة وتعد جنسي عند بقائهم لساعات متأخرة من الليل والمكان فارغ، فيتم الترصد لهم والتعدي عليهم جنسيا من طرف أصحاب النوادي، وأضاف؛ سجلنا حالات تمت معالجتها من قبل المصالح الأمنية وهنا تقع لمسؤولية على الأولياء الذين يتركون أبناءهم فريسة، كما أن لغة الحوار والمرافقة في البيت منعدمة، فهناك أطفال يدخلون في اتصالات مشبوهة مع الأجانب ويعطون كل المعلومات الخاصة بحياتهم وبعائلاتهم وهناك حالات مسجلة تمت فيها سرقة أغراض العائلة من طرف طفلها، بإيعاز من الصديق المحتال الفايسبوكي". ولهذا نحتاج إلى منظومة حماية القصر من الأنترنت -حسب عرعار إلى بناء وتدعيم، خاصة بعدما تم تدعيم منظومة الحماية في الشق القضائي والاجتماعي وقال "نحتاج اليوم إلى تشريع يسير فضاءت الأنترنت، فلابد من حجب كل المواقع الإباحية الخطرة والمشيدة بالإرهاب، الجريمة وانحراف القصر. وهذا لا يكون إلا بقرار سياسي يقضي بوضع حاجز لكل الأطفال والقصر الذين يدخلون الأنترنت، ويوضح المتحدث بأن الطفل يمكنه الدخول إلى المواقع من خلال الهاتف في غياب الولي الذي يكون مشغولا بالعمل، فلابد لوزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام أن تفتح هذا الملف وتعدل قانون 2008 الخاص بتسيير فضاءات الأنترنت، لأنه لا يعالج عملية التسيير وحماية الأطفال. وبأسف عميق يضيف "نفس الأمر حدث في بعض فضاءات الألعاب الإلكترونية لبعض الخواص، حيث يتم استغلال الأطفال بعد بناء علاقات حميمية معهم بفعل الوقت، ثم يتم استدراجهم للممارسات غير الأخلاقية، حسبما حدثتنا به أولياؤهم بعد عرضهم على الطبيب المختص". لابد من تكوين الأولياء حول المنتوج الجزائري في عالم التكنولوجيا، قال السيد عرعار إنه قليل جدا ومنحصر في البحوث والتمدرس، فكل المواقع التي يزورها أبناؤنا أجنبية، فأين المنتوج الجزائري؟ وقال "الطفل يحتاج للثقافة العامة والعلم بعمقه، فلا بد أن يكون هناك ما يشبع فضوله وأن يجد البديل المدروس وفق عاداتنا، وهذا لا يمنع متابعة المواقع الإيجابية الأخرى، ولكن لابد من تكوين الأولياء ومرافقتهم من قبل جمعيات المجتمع المدني"، وأضاف "نلاحظ أن العائلات الجزائرية، ماعدا الأطفال، هي بعيدة عن التكنولوجيا، وتستغلها في خدمات ضعيفة جدا لها علاقة بالحياة اليومية، ولكن كنمط معيشي تتحكم فيه وتكون في مستوى الأولاد نحن بعيدون عنه، لأنه ليس هناك عمل في هذا الاتجاه. لذا أتمنى أن يُفتح المجال أمام الجمعيات الفاعلة التي لها مصداقية للتكفل بالضحايا المسجلين في هذه الفضاءات، مع نشر ثقافة الحماية الذاتية من خلال تمكيننا من التكوين والتربية داخل المدارس وخارجها".