تأجلت أمس جلسة البرلمان اللبناني الخاصة بانتخاب رئيس جديد للمرة السادسة على التوالي بعد أن تعذر على فرقاء الأزمة اللبنانية التوصل الى أرضية توافقية حول الشخصية المناسبة لتولي رئاسة الجمهورية·وأعلن رئيس البرلمان نبيه بري ارجاء الجلسة التي كانت مقررة أمس لانتخاب رئيس جديد للبلاد الى السابع ديسمبر الجاري، لتبقى بذلك حالة الفراغ الدستوري قائمة في البلاد في ظل شغور منصب الرئيس للأسبوع الثاني على التوالي في سابقة هي الثانية من نوعها منذ استقلال هذا البلد عام 1943· وذكر بيان البرلمان أن قرار التأجيل اتخذ بهدف افساح المجال أمام المزيد من التشاور بين الفرقاء اللبنانيين للتوصل إلى توافق على انتخاب الرئيس· وأمام هذا الانسداد فقد بات من الضروري اللجوء الى خيار التعديل الدستوري كحل وحيد للخروج من المأزق السياسي الذي طال أمده في لبنان وأدى الى شغور منصب رئيس الجمهورية· وهو الخيار الذي يلقى شبه إجماع من المعارضة والأغلبية الحاكمة بعد أن استحال على الطرفين التوصل الى حل توفيقي لمعظلة انتخاب الرئيس· وقد أيد المعارض العماد ميشال عون الفكرة ودعا الى تذليل الصعوبات الدستورية التي تحول دون التوصل الى اتفاق حول رئيس الجمهورية· وهو نفس الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي نفى تصريحات كانت قد نسبت إليه بمعارضته تعديل الدستور في اشارة منه الى استعداده لقبول ذلك إذا استقر على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد· ويتوجه الإعتقاد على الساحة اللبنانية الى أن وزير الدفاع الحالي العماد ميشال سليمان سيكون الرئيس الجديد للبنان من منطلق أنه قد يحظى بالقبول من قبل الطرفين وأنه شخصية مستقلة· وشوهد العمال سليمان يتردد مرارا في اليومين الأخيرين على مكتب البطريرق الماروني نصر الله صفير في مسعى لحيازته على رضاه لتولي هذا المنصب· ورغم أن السنيورة امتنع عن الرد إن كان سليمان سيحظى بالقبول كمرشح توافقي إلا أنه قال أن هذه المسألة هي الآن موضوع تشاور بهدف الوصول الى نتيجة تضمن مصلحة البلاد والشعب· من جهته أعلن ميشال عون رئيس كتلة التغيير والإصلاح النيابية أنه سيتعامل مع هذا الترشح بجدية ولا يعارضه، في إشارة واضحة إلى أن المعارضة هي الأخرى ستدعم ترشح وزير الدفاع الحالي· وقال عون أن مبادرته التي كانت قد طرحها عشية انتهاء ولاية الرئيس السابق ايميل لحود ستتضمن اسم ميشال سليمان لكن الأغلبية الحاكمة رفضتها دون أن تقدم أي بديل· وكانت مبادرة عون تضمنت تخليه عن الترشح لرئاسة الجمهورية على أن يسمي مرشحا من خارج كتلته النيابية مقابل أن يسمي رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري رئيسا حياديا للحكومة· لكن عون أوضح ان قبوله بترشيح سليمان يأتي من منطلق أنه ابن المؤسسة العسكرية على خلاف فريق السلطة الذي طرح اسم سليمان وقبل تعديل الدستور لأجله مرغما بعد فشل الفريين في التفاهم على رئيس توافقي· ويتطلب انتخاب سليمان تعديلا دستوريا يسقط حظر ترشح موظفي الدولة البارزين لمناصب عليا شريطة تخليهم عن مسؤولياتهم· وكان هذا الطرح مستبعدا قبل أيام بسبب اعتراض واصرار حكومة السنيورة على إدارة شؤون البلاد وفقا للدستور الذي ينص على إحالة مهام رئيس الجمهورية على رئيس الحكومة في حال عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد في المهلة الدستورية المحددة لذلك· غير أن الرئيس السابق إيميل لحود الذي انتهت عهدته الرئاسية قبل أسبوع كان قد اعتبر حكومة السنيورة فاقدة للشرعية بسبب انسحاب وزراء المعارضة منذ أزيد من عام وطالب الجيش بالإمساك بزمام الأمور من منطلق أن البلاد تعيش حالة الطوارئ وذلك الى غاية انتخاب خلفيته·