هدد مجلس عمادة الصيادلة برفع دعوى قضائية ضد توفيق زعيبط، الذي ادعى اختراع دواء المعجزة لعلاج داء السكري، وذلك بتهمة الممارسة غير الشرعية للصيدلة، محذرا من عواقب استعمال هذا الدواء المروج له والتي من شأنها تهديد سلامة المواطن وصحته. وأكد رئيس العمادة، السيد لطفي بن باحمد، في تصريح ل "المساء" أن العمادة لا تعرف شيئا عن هذا الشخص ولا عن تفاصيل ادعاءاته معلنا عن الشروع في تحقيق للاطلاع عن حقيقة وتفاصيل هذا الموضوع الذي أصبح حديث العام والخاص هذه الأيام بعد أن روجت له بعض وسائل الإعلام الثقيلة، قبل اتخاذ أي إجراءات. لطفي بن باحمد استغرب وتأسف في آن واحد على إقدام إحدى القنوات الخاصة على الترويج لمثل هذه الادعاءات، مؤكدا أن اختراع أي دواء لا بد أن يمر على مراحل طويلة وصارمة وإخضاع التركيبة المخترعة لأبحاث وتجارب إكلينيكية دقيقة بالإضافة إلى كونه يتطلب أموالا كبيرة تعد بمئات الملايين من الأورو. كما يجب عند بلوغ مرحلة ما من البحوث والتجارب حسب محدثنا إخضاع أي دواء مخترع وحسب شروط علمية محددة ودقيقة للتجربة تكون في المرحلة الأولى على خلايا على ثم على الحيوانات قبل تجريبها على الإنسان وهي المرحلة التي توقف عندها الدكتور لطفي بن بأحمد الذي قال إن تجريب المدعي زعيبط ما اعتبره دواء من اختراعه مباشرة على المرضى يعد كارثة لا يمكن السكوت عنها، معبرا عن صدمته لكون في جزائر 2016 لا زلنا عاجزين عن مراقبة ومواجهة ممارسات ما وصفها بالشعوذة والتلاعب بمشاعر المرضى الذين يحاول البعض استغلال ضعفهم ومرضهم والتلاعب بمشاعرهم لتحقيق مصالح خاصة وأرباح. "إنهم يريدون إعادتنا إلى الجاهلية"، يضيف المتحدث، الذي أكد أن مرض السكري مرض معقد للغاية وله مضاعفات ثقيلة وخطيرة وأن الحديث عن دواء معجزة من طرف المدعو زعيبط بشكل علني وترويجي على وسائل إعلام ثقيلة من شأنه إثارة مشاعر وخلق الفوضى والشك لدى الملايين من المصابين بهذا الداء الذين نتفهم تجاوبهم مع أي خبر يدعي صاحبه بتوفر دواء قد يخلصهم من المعاناة التي تعكر صفوة حياتهم اليومية. الحديث بالشكل الذي يفعله المدعو زعيبط عن اختراعه وعلى الإعلام الثقيل الذي يدخل كل البيوت وادعائه بقدرته على شفاء مرضى السكري بعيد عن القواعد العلمية والأخلاقيات الطبية والصيدلانية يعد شعوذة ولا شيء غير ذلك يقول لطفي بن باحمد الذي أكد أنه في حال التأكد من تسويق الدواء الذي يدعي اختراعه وإذا ثبت تناوله حقا من طرف مرضى يكون الكثير منهم قد توقف عن تناول الأنسولين فإن أروقة العدالة أضحت الوحيدة أمام عمادة الصيادلة التي تحرص على توفير للمواطنين أدوية سليمة وآمنة لتجنيبهم أي خطر ومضاعفات قد تؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه. واغتنم محدثنا الفرصة ليوجه نداء لوسائل الإعلام لاسيما الثقيلة منها يدعوها إلى عدم الانسياق وراء كل ما يروج خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة المواطن، مؤكدا أنه من غير المعقول فتح المجال لمن هب ودب للترويج لمادة كما فعلت مؤخرا بعض القنوات الخاصة معتبرا إياها مسؤولة على أي ضرر قد ينجر عن استعمال الدواء المروج له. كما دعا الإعلام بالمقابل إلى تحسيس المواطنين بضرورة عدم تصديق كل من يدعي المعجزة وتناول أدوية غير تلك السوقة بالصيدليات والمستعملة بالمستشفيات كونها مسجلة ومراقبة وآمنة.