يتحدث السيد علي شايب رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، عن العمل التوعوي المكثف الذي تقوم به الجمعية في كامل الوطن من أجل الوصول إلى تحقيق أهداف رؤية 2020 الخاصة بالاتحاد الدولي للتنظيم العائلي، والمتعلقة بالحق في الصحة الجنسية والإنجابية للشباب. وأوضح في حديث ل"المساء"، أنه تم تحسيس آلاف الشباب عبر الوطن في هذا المجال، مع تحسيس أصحاب القرار حول مواضيع تتعلق بمحاربة العنف ضد المرأة وحول ترقية صحة المرأة والتنظيم العائلي. ❊ كيف تقيمون وضعية التنظيم العائلي حاليا في مجتمعنا؟ — نستطيع القول بأن وضع الأسرة الجزائرية تغير نحو الأحسن بفضل الجهود المبذولة عموما في تحسين وترقية صحة الأم، ومن ذلك أيضا توعيتها بأهمية التنظيم الأسري، ونقصد بهذا تحديد عدد الولادات. وإذا تحدثنا عن مساعي الجمعية في هذا السياق، يمكن أن نقول بأن تجربتها في مرافقة المصالح الصحية في سياق تنظيم الأسرة، ومن ذلك توزيع موانع الحمل، ساهمت بشكل كبير في التوعية التي بفضلها عرفت الأسرة الجزائرية تغيرا خلال سنوات السبعينات والثمانينات من معدل 5 إلى 6 أطفال، ليصبح في نهاية التسعينات وبداية الألفينات 3 أطفال على أكثر تقدير، وهذا نقيمه بالمعتدل بالنظر إلى ظروف المعيشة التي تزداد صعوبة. ❊ هل معنى هذا أن الأسرة أصبحت واعية بالتحديات الصحية الحالية، أي مختلف الأمراض وغيرها؟ — إلى حد ما نعم، فجمعيتنا من أقدم الجمعيات العاملة في مجال التوعية بترقية صحة الأم منذ نشأتها عام 1987، وإذا قلنا ترقية صحة الأم معناه ترقية صحة الأسرة بوجه عام. ونذكر في السياق أن الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي أصبحت عضو الاتحاد الدولي للتنظيم الأسري سنة 1998، وهي وفق ذلك تعمل على أساس خمس محاور رئيسية، منها محور خاص بصحة المراهقين والحق في التثقيف الجنسي والصحة الإنجابية، والثاني يخص التوعية بالأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا، والثالث يتعلق بحق الوصول إلى الخدمات والرابع يتعلق بالإجهاض غير الآمن، والأخير يتعلق بتحسيس أصحاب القرار فيما يخص مختلف المحاور الأربعة السابقة. فمثلا قمنا بمشروع العنف ضد المرأة، حيث أقيم في 15 ولاية واستمر لخمس سنوات، كما قمنا بتكثيف عمليات التحسيس لصناع القرار بأهمية إدراج قانون يحمي المرأة من كل أشكال العنف، وتوجت مساعينا بإقرار القانون الأخير الذي يحمي المرأة من كل أشكال العنف. ❊ وفي مجال التوعية بصحة الشباب، ماذا حققت الجمعية؟ — لدينا برنامج خاص بتوعية الشباب الأقل من 25 سنة بحقوقهم في الصحة الجنسية والإنجابية، وهو برنامج يمتد منذ سنوات، واستطاعت الجمعية عن طريقه توعية آلاف المراهقين والشباب بحقهم في صحة إنجابية آمنة وتوعيتهم جنسيا، حماية لهم من الأمراض المتنقلة جنسيا، ومنها السيدا، حسبما تنص عليه أهداف الألفية للتنمية الدائمة التي تحث على ضمان حقوق الصحة الإنجابية للشباب حماية للمجتمع من مخاطر الأمراض المتنقلة جنسيا ومخاطر الحمل غير المرغوب فيه وحتى مخاطر الإجهاض غير الآمن. ❊ ألا تعتقدون أن الحديث حول الحق في الصحة الجنسية قد يفهم عكس ما يتم الترويج له؟ — لا أبدا، نحن هنا نأخذ الجانب الإيجابي من المسألة، لا يخفى عليكم أن المراهقين والشباب اليوم متفطنون على كل مناحي الحياة، بما في ذلك الحياة الجنسية، فليست الأسرة من تثقفهم بذلك وإنما الفضائيات ومواقع الأنترنت وغيرها حتى وإن حاولت الأسرة جاهدة فرض مراقبتها حول هذا الأمر، لذلك علينا ألا نأخذ هذا المحور بحساسية وسلبية، وإنما نسعى من خلال التوعية بالحق في الصحة الجنسية والإنجابية عن طريق ضمان إبعاد الشباب عن مخاطر الإصابة بالأمراض الجنسية، ومنها السيدا الذي يتوغل بين الشباب بسبب نقص التوعية، وفي هذا الصدد كونت الجمعية أكثر من 300 شاب مكوّن إضافة إلى تكوين الأقران وبعدها سيشرفون على تكوين الشباب حول مخاطر الأمراض المتنقلة جنسيا، إذ لا يمكننا ربح معركة هذه الأمراض إلا بالتوعية. ❊ هذا ما تشير إليه وثيقة رؤية 2020... — بالضبط وثيقة 2020 تأتي ضمن أهداف التنمية للألفية، بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب الذين تمسهم التوعية. ورؤية 2020 تخص أهداف الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وتخص الصحة الجنسية والإنجابية، وتطمح الوثيقة إلى دعم مجهودات الدولة في سياق ضمان احترام الحقوق المتصلة بالصحة الجنسية والإنجابية، حيث تم إدراجها كمحور أساسي في خلق التنمية المستدامة ضمن مساعي الألفية للتنمية. نشير هنا إلى أن هذه الوثيقة تأتي ضمن نقاط أساسية تتمحور كلها حول الحقوق والصحة الجنسية والإنجابية على مدى السنوات المقبلة لحماية المجتمعات.