أقيمت أمس الجمعة، بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، المراسم الرسمية لتأدية العزاء على روح رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الفقيد محمد عبد العزيز، وسط جوّ من الخشوع ميّزه حضور رسمي لقيادات جبهة البوليزاريو، تحضيرا لتشييعه إلى مثواه الأخير اليوم السبت، ببئر لحلو بالمناطق المحررة. وكان في استقبال جثمان الفقيد محمد عبد العزيز، الذي نقل من كوبا نحو مطار تندوف العسكري ( الرائد فراج) على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من نوع "بوينغ 800-737، كل من الوزير الأول عبد المالك سلال، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الفريق أحمد قائد صالح، ووزير الدولة وقائد الناحية العسكرية الثالثة اللواء سعيد شنقريحة، ووزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، ووزير المجاهدين الطيب زيتوني، والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري، وسفراء بعض الدول كجنوب إفريقيا وكوبا وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، والسلطات المدنية والعسكرية بولاية تندوف، حيث قدّموا واجب العزاء وقرؤوا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، داعين الله عزّ وجل أن يتغمّده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه، منوّهين بالخصال الحميدة للرجل الذي وهب نفسه للدفاع عن قضية شعبه العادلة التوّاق للتحرر من نير الاستعمار. ورافق جثمان الرئيس الصحراوي الذي حطّته الطائرة بمطار تندوف، على الساعة الثانية عشرة وأربعة وثلاثين دقيقة بتوقيت المنطقة، عائلته وزوجته وزيرة الثقافة خديجة حمدي وأبناؤه، حيث قامت مجموعة من عناصر الحماية المدنية بحمل نعش الفقيد المسجّى بالراية الصحراوية ووضعه بساحة القاعة الشرفية، حيث ترحّم عليه الإمام وقرأ على روحه آيات من الذكر الحكيم، كما قدّمت له فصيلة من الجيش الوطني الشعبي التحيّة العسكرية، قبل أن ينقل في موكب جنائزي نحو مقر الرئاسة الصحراوية بمخيّم 27 فيفري بالرابوني. ونقل جثمان الرئيس عبد العزيز إلى مقر الرئاسة الصحراوية وسط تنظيم أمني محكم، حيث قدّمت له التحيّة العسكرية على طول المسار نحو الرابوني من قبل عناصر الدرك الوطني والشرطة، وألقيت عليه النظرة الأخيرة من قبل الوفد الرسمي الجزائري وقيادات جبهة البوليزاريو والضيوف والمتعاطفين مع القضية الصحراوية، حيث ينتظر أن يطاف به على كافة مخيمات اللاجئين بتندوف قبل دفنه بالأراضي المحرّرة. واصطفّ المئات من الصحراويين خارج مقر الرئاسة الصحراوية في انتظار وصول نعش الرئيس عبد العزيز، حيث هتفوا مطوّلا بشعارات وهتافات تدعو لمواصلة النضال والكفاح إلى غاية افتكاك النصر والاستقلال، فيما عبّرت النساء الصحراويات عن حزنهنّ العميق لرحيل أب المقاومة الصحراوية، معتبرة أن المرأة الصحراوية لن تتخلّى عن نضالها في مواصلة الكفاح رغم مصابها الجلل هذا. وستشيّع جنازة الرئيس عبد العزيز، الذي وافته المنية إثر مرض عضال عن عمر 68 سنة حسبما علم من مصادر رسمية صحراوية، وفق مراسم عسكرية تماشيا مع لوائح القانون الداخلي لجبهة البوليزاريو.