سادت أجواء الترقب في المقر الوطني لحزب العمال بالحراش أول أمس لاسيما وأنه أي المقر كان بمثابة مركز القيادة العامة· فمسؤولو الحزب كانوا كلهم في عين المكان بمن فيهم الامينة العامة السيدة لويزة حنون التي كانت تشرف على عملية جمع المعلومات من كل ولايات الوطن وبلدياتها لاستطلاع الاجواء العامة للانتخابات المحلية وتسجيل أي تجاوز لأصول الاقتراع وقواعد اللعبة· ذلك ماشدد عليه مستقبلنا في مقر الحزب السيد جلول جودي الذراع الايمن للسيدة حنون وعضو الامانة السياسية للحزب الذي التقيناه عشية الخميس ونحن متواجدون هناك لرصد الاجواء العامة السائدة، والاطلاع على اولى الانطباعات على مستوى الحزب بعد مرور نصف المدة المحددة للاقتراع· وتزامن وجودنا مع حضور زملاء لنا من جرائد أخرى وكلهم فضول لمعرفة تقييم الحزب الأولي لاسيما وانه معروف بانتقاداته المباشرة وغير المراوغة عندما يتعلق الأمر بالتجاوزات· وكان تساؤلنا الأول بالطبع هو كيفية تقييم الحزب لمجريات عملية الانتخاب لحد الآن خاصة في ظل الأحوال الجوية المضطربة التي عرفتها عدة مناطق من الوطن؟ جودي أكد في البداية على التواصل القائم وبصفة دائمة بين القيادة المركزية للحزب ومناضليه عبر كل ولايات الوطن، ليشرع بعدها مباشرة في تعداد أهم "المشاكل" كما فضل وصفها التي ميزت الاقتراع لحد الساعة الرابعة من مساء الخميس· وأشار محدثنا إلى تسجيل تجاوزات عبر مناطق مختلفة شرقا وغربا وحتى جنوبا لكن تبقى العاصمة رائدة، كما قال من خلال مالمسه الحزب من تعدد وتكرار لممارسات خارج أطر أخلاقيات اللعبة السياسية· ومن بين مالمسه المناضلون غير بعيد عن المقر الوطني غياب أوراق التصويت الخاصة بالحزب في احد المراكز الانتخابية في الحراش· وفي العاصمة كذلك كان ابرز تجاوز تحدث عنه جودي هو قيام بعض الافراد المنضوين تحت احزاب أخرى ب" الضغط" على المواطنين للانتخاب على قوائمهم كما قال من خلال منح اموال للناخبين الذين يظهرون الاوراق الانتخابية عند الخروج· تجاوزات اخرى سجلت في ولايات اخرى كمستغانم حيث تم خلط اوراق التصويت الخاصة بالحزب بين بلدية واخرى "لقد وجدنا ببلدية سيدي لخضر قائمة الحزب الخاصة ببلدية الحجاج"، قال جودي مضيفا انه في بلدية المحمل بولاية خنشلة لوحظ تعيين احد المترشحين في حزب اخر تحفظ عن ذكر اسمه مديرا لمركز انتخابي! وفي مثال اخر اشار الى ان بلدية تيميمون بالجنوب الجزائري شهدت وضع قائمة للحزب غير تلك التي كان من المفروض وضعها باعتبارها تضمنت اسماء ثلاثة مرشحين تم اقصاؤهم من الترشح "هذا المشكل للاسف لايمكن حله، ولاندري كيف ستتم معالجته بعد الانتخابات"، كما لاحظ جودي· امام مثل هذه التجاوزات تساءلنا هل هناك اتهامات لأطراف معينة؟ وهل يتعلق الامر بعمل مدبر سواء من الادارة أو الاحزاب؟ · السيد جودي نفى تماما بل وأكد وجود تنسيق بين الحزب والادارة ممثلة في وزارة الداخلية الذي اشار الى أن الحزب في اتصال مستمر معها عندما يتعلق الامر بتسجيل أي تجاوز· اكثر من ذلك يقر بانه منذ بداية الحملة الانتخابية "لم نجد أي مشاكل مع الادارة، الحملة جرت في ظروف جيدة، أما المشاكل التي سجلناها اليوم فقد طرحناها على الادارة" · مع ذلك فان الامور بالنسبة لحزب العمال ستحسم خلال عمليات الفرز، التي تعد حسب جودي اهم مرحلة في تحديد مدى نزاهة العملية الانتخابية· نفس الشيء بالنسبة لعمل اللجنة البلدية· وهو مايحرص الحزب على مراقبته من اجل منع حدوث أي خرق لقانون الانتخابات· كما ان حزب العمال وعلى لسان محدثنا اصر على عدم اتهام قيادة أي حزب بارتكاب مثل هذه التجاوزات، وفضل جودي الحديث عن "افعال معزولة وممارسات فردية" لايمكن تعميمها على جهة او حزب بعينه· بالمقابل اعطى الحزب تعليمات واضحة لمناضليه تمنعهم من الرد على الاستفزازات التي اعتبرها جودي "ممارسات غير ديمقراطية"، او اللجوء الى أي اساليب غير قانونية بل الالتزام بمبادئ حزب العمال· ولان الاضطرابات الجوية تواصلت طيلة يوم الخميس كان لابد لنا ان نتطرق الى مدى تاثير مثل هذا الجو على سير الانتخابات لاسيما وان اطرافا عديدة تنبأت بانخفاض نسبة المشاركة في المحليات بفعل الأحوال الجوية· وبالنسبة لحزب لويزة حنون لايمكن باي شكل من الاشكال اقتصار ربط انخفاض المشاركة على حالة الطقس لأن المسألة اعمق من ذلك والدليل كما قال جودي نسبة المشاركة التي سجلت في تشريعيات ماي الماضي والتي اعتبرها بمثابة "رسالة استغاثة" وجهها الشعب نحو السلطات المنتظر منها ان تتخذ "اجراءات تعيد الامل وقرارات وطنية"، وهو ماحاول الحزب القيام به مؤخرا في المجلس الشعبي الوطني كما قال محدثنا في اشارة الى الاقتراحات التي قدمها حزب العمال خلال مناقشة قانون المالية لسنة 2008 والتي اراد من خلالها العمل على الاستجابة لحاجيات المواطنين، والتي لم تؤخذ بعين الاعتبار نظرا للتمثيل غير القوي للحزب في الغرفة السفلى للبرلمان وهو مادفعه للقول "لابد من تغيير موازين القوى" · ومن نفس المنظور جاءت مشاركة الحزب في المحليات ب981 قائمة، وحتى وان تحفظ جودي عن تقديم توقعات حزبه بشان النتائج التي ينتظرها، فإنه اعتبر ان المحليات فرصة من اجل تطبيق برنامج الحزب في حالة فوزه وقال ان لحزب العمال "ثقة في برنامجه ومناضليه تجعله يأمل في الحصول على نتائج حسنة" لكن مع التشديد على كون الحلول يجب ان تكون "وطنية" باعتبار ان المنتخب المحلي لايمكنه وحده معالجة مشاكل المواطن·