أكد المجاهد محمد عياشي خلال مشاركته، أمس، في اللقاء الجماعي ال72 لتسجيل الشهادات الذي ينظمه متحف المجاهد بالجزائر العاصمة، حول موضوع "دور الأغنية الشعبية في إلهاب حماس الجماهير إبان الثورة التحريرية"، أن الشيخة الرميتي أدت دورا بطوليا من خلال أغانيها وأنه لا يبالغ عندما يقول أنها كانت أحسن من العديد الأسماء الفنية المعروفة على غرار الكاردينال محمد العنقى. وقال المجاهد (الذي نشط بالولاية الخامسة، في المنطقة الثامنة في جبال بشار)، أن الريميتي قامت سنة 1959 بتسجيل أغنية مطلعها "الرقبة يروح يجاهد والهانة يبيع خوه"، التي تم بثها في إحدى سهرات لجنود فرنسيين بالنعامة دون أن يعلموا بمضمونها، وحركت هذه الأغنية قلوب الحركى وعملاء المحتل. بعد سماعهم لكلمات الأغنية انضموا إلى صفوف الثورة التحريرية في الجبال، ذلك أن كلمات الأغنية كانت قاسية عليهم ولم يقبلوا بوصف دنيء كالذي وصفته. وأضاف المتحدث أن المجاهدين كانوا يؤدون الأغاني الثورية خاصة لما يسيرون في درب طويل إلى مكان بعيد، وذكر أغنية للشيخ سالم دربال من كلماتها "راني نبات نخمم والقلب راه حيران وعلى أحمد بن بلة ما جاني خبر". من جهتها، أكدت المجاهدة مقراني صالحة التي شغلت في الولاية الثالثة، أن الأغنية الشعبية لعبت دورا فعالا في بث الحماس بين المجاهدين، مشيرة أن أشعار الجنود التي كتبوها قد تكون بسيطة وغير موزونة ولكنها كانت تعبر عن الشوق والأسى وكذا الفرح، وأن الأناشيد كانت بمثابة ملاذ ترفيهي لهم وأوكسجين لذواتهم. وكشفت صالحة مقراني أنه خلال طفولتها كان التسابق إلى حفظ الأناشيد متعة لها وأنها تحفظ أغلب الأناشيد الوطنية والتي تم الاحتفال بها يوم الاستقلال.وقالت أن موضوع اللقاء جاء متأخرا، ذلك أن المجاهدين كبروا وهناك من رحل ونسوا هذه التفاصيل، وأردفت "حبذا لو كان هذا البحث في السنوات الأولى بعد الاستقلال، لنقل الشهادات بشكل أفضل". ونقل المجاهد عبد المجيد عزّي (الولاية الثالثة، المنطقة الأولى، الصومام) شهادته في الموضوع، وقال أنه يذكر خلال سنتي 1947 و1948 بدأت قصة مع الأناشيد الوطنية لما كان عضوا في الكشافة الإسلامية، ولما انضم لجيش التحرير الوطني كان الجنود يغنون قبل وبعد أي عملية عسكرية، يمنحهم الخشوع الكافي لمواصلة النضال. كما كان لكل من يوسف بودرارن وزيار إسماعيل وأكلي أحمد نصيب في الإدلاء بشهاداتهم، التي تم تسجيلها سمعيا بصريا.