توفي 1919 شخصا وأصيب 21290 أخرين بجروح متفاوتة وخطيرة تسببت في إعاقات دائمة خلال 14263 حادثا مروريا شهدته طرقاتنا خلال السداسي الأول من السنة الجارية. علما أن أغلب المتسببين في هذه الحوادث شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 سنة من الحاصلين على رخص سياقة في السنوات الخمس الأخيرة. الأمر الذي يؤكد مرة أخرى نقص وضعف التكوين الذي يتلقونه بمدارس السياقة التي يقصدونها لنيل رخصة السياقة وليس لاكتساب المهارة. أكد السيد نايت حسين أحمد، عميد أول للشرطة أنه بالرغم من أن حوادث المرور سجلت انخفاضا بنسبة 18 بالمائة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية إلا أن عدد القتلى لا يزال مرتفعا بسبب العامل البشري الذي يتسبب في 95 بالمائة من هذه الحوادث الخطيرة والمميتة نتيجة السرعة الفائقة وعدم احترام القانون وتهور السائقين خاصة الشباب. وذكر العميد الأول للشرطة خلال الندوة الصحفية التي نظمها المركز الوطني للأمن عبر الطرقات، أمس، بقصر الثقافة بالجزائر، للإعلان عن انطلاق حملة توعية لمستعملي الطريق خلال موسم الاصطياف، بأن 35.83 بالمائة من حوادث المرور يتسبب فيها الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 سنة والذين يمثلون أغلب القتلى. حيث سجلت الأشهر الستة الأولى من السنة وفاة 465 شابا تقل أعمارهم عن 29 سنة، موضحا بأن هذا الرقم يبقى نسبيا لأنه يتعلق بالقتلى الذين يفارقون الحياة في عين المكان عند وقوع الحادث، وأن الرقم الحقيقي قد يتجاوزه بكثير باحتساب الجرحى الذين يفارقون الحياة بعد أيام متأثرين بجروحهم. ووجه المتدخلون في الندوة أصابع الاتهام لمدارس السياقة التي لا تتخذ الوقت الكافي لتكوين المترشحين إذا علمنا أن 53.84 بالمائة من المتسببين في هذه الحوادث متحصلين على رخص سياقة يقل عمرها عن خمس سنوات، الأمر الذي يبين عدم تحكمهم في السياقة، متسألين عن كيفية تحصلهم على الرخصة التي أصبحت مدارس السياقة تمنحها لأي كان دون أن يتقن السياقة. كما أوضح المتحدث أن الذكور يمثلون نسبة 82 بالمائة من المتسببين في هذا الحوادث بسبب الإفراط في السرعة. وتسببت السيارات الخفيفة في 73.61 بالمائة من هذه الحوادث، أما الشاحنات فمثلت نسبة 9.1 بالمائة إلى جانب الدراجات النارية التي مثلت هي الأخرى نسبة 10.35 بالمائة من هذه الحوادث والتي كان أغلب ضحاياها من القتلى حسب المتحدث الذي أكد ارتفاع عدد الحوادث التي تتسبب فيها الدراجات النارية في السنوات الأخيرة بسبب عدم استعمال أجهزة الأمن والسلامة عند ركوبها خاصة ما تعلق بالخوذة. وفي هذا السياق اعترف السيد نايت حسين، بوجود فراغ قانوني في قانون المرور الحالي لتنظيم مجال استعمال هذه الدراجات على عكس ما هو معمول به في الخارج بالدول التي تفرض عقوبات صارمة وغرامات مالية مرتفعة على المخالفين للقانون عند استعمالها، أو عند عدم ارتداء الخوذة لحماية الرأس لفرض الوقاية وتفادي تسجيل قتلى عند وقوع الحوادث. مشيرا إلى أن قانون المرور المعدل الذي صادق عليه مجلس الوزراء مؤخرا سيأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار. كما عبّر المتحدث عن تفاؤله بمحتوى القانون الذي نص على إنشاء مندوبية وطنية للسلامة المرورية، وهيئة استشارية على مستوى الوزارة الأولى والتي ستعمل على اتخاذ إجراءات من شأنها تقليص عدد حوادث المرور. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر العاصمة احتلت المرتبة الأولى في عدد حوادث المرور ب869 حادثا وذلك نظرا لحركة المرور الكثيفة التي تعرفها والكم الهائل من السيارات التي تتوافد عليها يوميا، في حين صنفت ولاية الأغواط، التي تقع في الطريق الوطني رقم 1 الذي صنف أخطر طريق على المستوى الوطني في المرتبة الأولى من حيث عدد القتلى كون أغلب الحوادث التي سجلتها كانت مميتة. وذكر المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرقات، بأن معظم حوادث المرور المسجلة ببلادنا تقع ما بين الساعة سادسة مساء ومنتصف الليل، حيث تفرغ الطرقات من الازدحام ويستطيع السائقون السير بسرعة، الأمر الذي يستغله بعض أصحاب السيارات للسير بسرعة فائقة. وأمام نقص الرؤية بسبب الظلام وقلة الاضاءة فإن هذه الحوادث تكون مرشحة للوقوع. ويبقى محور الطريق " مسيلة، سطيف، وبسكرة" الذي يعد مفترق طرق يربط بين ولايات الشرق والجنوب، الطريق الذي يعرف عددا كبيرا من الحوادث، حيث سجل في الفترة المذكورة 1725 حادثا وهو ما يمثل نسبة 12.12 بالمائة من مجمل الحوادث. وللتذكير فإن حوادث المرور تكلّف خزينة الدولة سنويا ما يتجاوز 100 مليار دينار للتكفل بالضحايا الجرحى في المستشفيات. وبمناسبة عطلة الصيف وكثرة التنقلات إلى الولايات الساحلية والشواطئ أطلق المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرقات، حملة تحسيسية لتوعية المواطنين بخطورة السرعة التي تتسبب في حوادث المرور بكل ولايات الوطن تحت شعار "السفر بالسيارة متعة لا تجعله بتهورك نقمة" تتضمن توزيع مطويات وومضات إشهارية بوسائل الإعلام لتحسيس المواطن وتذكيره بما يجب أن يفعله قبل السياقة وأثناءها لضمان أمن وسلامة كل الركاب ومستعملي الطريق. 13 قتيلا في حوادث مرور خلال يومين لقي 12 شخصا حتفهم وأصيب 38 آخرون بجروح في 20 حادث مرور سُجلت الثلاثاء عبر 16 ولاية من الوطن، حسبما أفاد به أمس بيان للدرك الوطني. وسُجل أخطر حادث بولاية معسكر؛ حيث أودى بحياة سبعة أشخاص من بينهم السائق الذي فقد السيطرة على المركبة عند منعطف خطير على مستوى المحور الذي يربط هذه الولاية بولاية سعيدة، واصطدم بسيارة كانت آتية في الاتجاه المعاكس؛ مما تسبب في إصابة سائقها بعدة جروح. كما سُجل حادث مأساوي آخر بولاية تيبازة بسبب قيادة السائق بسرعة مفرطة، مما أودى بحياة شخص وإصابة 9 آخرين بجروح. هذا، وسُجلت حوادث أخرى خطيرة بكل من البليدة (قتيل و5 جرحى) وبجاية (قتيل وجريحان) وغليزان وميلة (قتيل وجريح في كل منهما). كما هلك شخص، وأصيب شخصان آخران بجروح متفرقة في حادث اصطدام سيارة نفعية بشاحنة لنقل البضائع أمس، بالمخرج الغربي لبلدية قالمة، حسبما عُلم من خلية الإعلام والاتصال للحماية المدنية. وذكر ذات المصدر بأن شابا في 26 سنة من العمر لقي حتفه بعين المكان في هذا الحادث الذي وقع في حدود الساعة 4 و30 دقيقة على نحو 1 كلم فقط من مخرج البلدية، على محور الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين قالمة وقسنطينة، مضيفا أن جثة الضحية تم نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحكيم عقبي بذات المدينة. وحسب ذات المصالح فقد تسبب الحادث أيضا في إصابة شابين آخرين يبلغان على التوالي 26 و23 سنة، بجروح متعددة، استدعت إسعافهما من طرف طبيب الحماية المدنية ونقلهما إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى الحكيم عقبي.