يستعرض كتاب "الصحافة والسياسة" لصاحبته قزادري حياة علاقة الإعلام بالسياسة وواقع هذه العلاقة في الجزائر، وكيف أن وسائل الإعلام تشكل أهم مصدر من مصادر الثقافة السياسية عند الأفراد. تساهم وسائل الإعلام في صياغة موقف الرأي العام المتوافق مع الطبيعة الثقافية للمجتمع، وبلورة قيمه واتجاهاته ومعارفه السياسية وتحديد وجهة تفكيره السياسي، ومن الممكن تغيير ملامح أية ثقافة سياسية نتيجة أفكار رافدة أو بسبب التصنيع أو القادة الجدد أو عوامل أخرى. دخول الجزائر إلى عهد سياسي جديد بإقرار مبدأ ممارسة الديمقراطية والاعتراف بالتعددية السياسية والإعلامية، التي توزع التوجهات الحزبية والانتماءات السياسية لدى المواطنين، أدى إلى ضرورة نشر ثقافة سياسة لترسيخ المفاهيم الديمقراطية في المجتمع، وأصبح من واجب وسائل الإعلام توفير زاد ثقافي ومعرفي سياسي للأفراد في الجزائر. تبحث الدراسة في مفهوم الثقافة السياسية عند الصحفيين وعلاقته بأدائهم المهني في ظل التعددية. باعتبار ممارستهم من بين ركائز الثقافة والمعرفة. استهل الكتاب بمقدمة تتناول أهمية الثقافة السياسية، ودور وسائل الإعلام في بلورتها. في الفصل الأول تم عرض منظور معرفي للثقافة السياسية، من خلال تحديد مفهوم الثقافة السياسية وأنواعها، والمؤسسات المكونة لها وبعص التجارب لممارسات الثقافة السياسية. أما الفصل الثاني فقد تناول الثقافة السياسية في الجزائر، حيث تم عرض الوضع الإعلامي والسياسي في الجزائر منذ الاستقلال وحتى الآن، كما تم التطرق إلى مرتكزات الثقافة السياسية في الجزائر وإلى الثقافة السياسية والوضع الإعلامي قبل التعددية. بالنسبة للإطار التطبيقي، فقد تضمن بناء الثقافة السياسية عند الصحفي الجزائري بعد التعددية، من خلال دراسة العلاقة بين الصحفي الجزائري ومفهوم الثقافة السياسية، وكذا ربط متغيرات الدراسة (السن، الخبرة المهنية، طبيعة المؤسسة الإعلامية، الانخراط الحزبي) بطبيعة العلاقة بين الصحفي ومفهوم الثقافة السياسية، في الأخير خلصت الدراسة إلى استنتاجات نهائية تمت فيها الإجابة عن تساؤلات البحث. أما الخاتمة فتضمنت الإجابة عن إشكالية الدراسة، بتوضيح الثقافة السياسية عند الصحفي الجزائري وعلاقته بأدائه المهني. تندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التي تهدف أساسا إلى التعرف على ظاهرة معينة بطريقة تفصيلية ودقيقة، ذلك أن البحوث الوصفية تقوم على تقرير وتحليل الحقائق وتنصب على الوقت الراهن، أي أنها تتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء الدراسة. استعانت الدراسة بمنهج المسح الاجتماعي، لكونه من أبرز المناهج المستخدمة في الدراسة الإعلامية. اشتملت الدراسة على عدة مجالات، منها المجال البشري الذي يتمثل في صحافيي المؤسسات الإعلامية، سواء العمومية أو الخاصة، وتتمثل في التلفزيون وقنوات الإذاعة (الأولى، الثانية والثالثة).. أما الصحافة المكتوبة فقد تم اختيار 18 جريدة وطنية منها "المساء"، علما أنه تم اختيار هذه الصحف لأنها أكثر ارتباطا بالعامل السياسي، إضافة الى وكالة الأنباء. المجال الآخر هو المجال الزماني، حيث يمتد البحث زمانيا من أكتوبر 1999 حتى جوان 2001.. تم المجال المكاني الذي يتمثل في الصحفيين المتواجدين بالعاصمة فقط، ويرجع ذلك إلى نقص الامكانيات المادية والمعنوية. للإشارة، تتمثل عينة الدراسة في 100 صحفي يمثلون مجتمعا صحفيا يتراوح بين 1500 و2000 صحفي، وقد تم اختيار هذه العينة بطريقة قصدية.