توجد العديد من الهياكل الصحية ببلدية براقي في حالة شلل تام رغم الحاجة الملحة لها، أما المراكز الصحية التي مازالت في الخدمة فهي لا تستوعب الكثافة السكانية العالية، مما نتج عنه تقديم خدمات ضعيفة ودون المستوى. تعرف الخدمات الصحية ببلدية براقي ضعفا كبيرا، حيث لم تعد تساير التوسع الكبير والكثافة السكانية العالية خاصة بعد العشرية الماضية، إذ تتوفر البلدية على مركز صحي بوسط المدينة، فرغم أنه يشغل المركز الرئيسي بالمدينة لكنه يبقى قادرا على التكفل بأبسط الحالات، فالقاصد لهذا المركز يتحتم عليه اقتناء المستلزمات الخاصة بتقديم الإسعافات الأولية، وأثناء زيارتنا لهذا المركز وقفنا على حالة رضيع ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير، غير أن مصلحة الاستعجالات طلبت ضرورة اقتناء مقياس الحرارة لأخذ قياس درجة حرارة الرضيع!. ورغم أن البلدية تتوفر على مراكز صحية بكل من حي 2004 مسكن وحي بن طلحة إلا أنها لا تفي بالغرض المطلوب، لتبقى مجرد هياكل بلا روح. وقد صرح لنا مسؤول سابق بالبلدية أنه تم في العام الماضي تخصيص سجل للمواليد من 300 صفحة لم يسجل عليه إلا مولود واحد، وللإشارة فإن بلدية براقي التي يسكنها 150 ألف نسمة، كانت تتوفر على عيادة للولادة، إلا أنها حولت إلى بلدية جسر قسنطينة، وبذلك فإن التوسع الرهيب للكثافة السكانية بأحياء البلدية ورغم إنجاز أحياء جديدة ببن طلحة على غرار حي 700 مسكن وكذا 200 مسكن إلا أن ذلك لم يسايره أي تطور في تحسين الخدمات الصحية، مما جعل مطلب توفير هياكل صحية جديدة وتجهيزها بمستلزمات عصرية المطلب الرئيسي لسكان البلدية، ورغم أن بلدية براقي كانت تتوفر على مستشفى من 80 سريرا في سنوات الثمانينات غير أنه حول إلى مقر للأمن أثناء العشرية السوداء، وبعد المطالبة الملحة باسترجاع المستشفى تمكنت مؤخرا المصالح البلدية من الاستفادة من مشروع إنجازمقر جديد للأمن بعد ترحيل وتهديم المساكن القصديرية بحي بيا وتخصيص تلك الأرضية لإنجاز المشروع، وبذلك يتم استرجاع واستغلال المستشفى.
هياكل منجزة وخدمات منعدمة ولئن كانت وضعية المستشفى قد بدأت بوادر الانفراج تلوح في الأفق، فإن مشكل انعدام عيادة للولادة لازال قائما رغم أن البلدية تتوفر على هياكل متخصصة كعيادة للولادة، إلا أن مديرية الصحة حسب مسؤول سابق بالبلدية رفضت طلب تجهيز العيادة بحجة انعدام الإمكانيات، وفي هذا الصدد حاولنا الاقتراب من المسؤولين المحليين الحاليين لبلدية براقي للاستفسار عن الأمر، إلا أنه تعذر علينا ذلك، لتبقى عيادة الولادة مجرد بناية والنساءالحوامل يتنقلن إلى المستشفيات في ظروف صعبة. كما تتوفر البلدية على عمارة إدارية استهلكت الملايير، إلا أنه لم يشتغل منها إلا طابق واحد كمصلحة للضرائب، ولذلك تم اقترح تحويل الفرع الادراي إلى العمارة الادارية وتحويل ذلك المقر إلى مركز صحي لصالح سكان حي المرجة الذي يبعد عن وسط المدينة بحوالي 2 كلم، إضافة إلى كثافته السكانية العالية، وبذلك يخفف الضغط على المركز الصحي المركزي ويتحقق مطلب سكان المرجة، وفي هذا الشأن قد تم مؤخرا تحويل الفرع الإداري إلا أن المقر القديم لازال مغلقا.