«البروز في كرة السلّة أو الوصول بها إلى المستوى العالمي ليس سهلا وليس كما هو الحال في الرياضات الجماعية الأخرى، مثل كرة اليد أو كرة القدم"، ذلك هو الكلام الذي نسمعه عادة من الرسميين والأوساط الرياضية للعبة الكرة البنفسجية لمّا نستفسرهم عن تباطؤ التطور الذي يعرفه هذا الفرع في الجزائر منذ عدة سنوات. يبدو هذا الرأي أقرب إلى الصواب، إذ أن السيطرة عالميا على هذه اللّعبة ينحصر بين عدد قليل من الدول كالولايات المتحدّة الأمريكية وروسيا وأذربجان وكوبا وإيطاليا، والتي تتقاسم فيما بينها ألقاب الكؤوس والبطولات العالمية، لكن المفارقة الكبيرة الموجودة لدى كرة السلّة الجزائرية هي أنّ اكتسابها لألمع اللاعبين على مر السنين، لاسيما في السبعينات والثمانينات، لم يسمح لنخبتها الوطنية من الوصول إلى أسوار المستوى العالمي سوى مرة واحدة، وكان ذلك سنة 2002 لمّا تأهل المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب فايد بلال إلى بطولة العالم التي جرت أطوارها في المدينةالأمريكية أنديانا بوليس وخرج فيها مقصيا في الدور الأوّل، وقتها كان الفريق الوطني مشكلا من جيل ذهبي من اللّاعبين المحلّيين والمحترفين منهم بوزيان، بوقدير، بولحية، هاروني، برمضان وسايح، دون أن ننسى مشاركة التشكيلة الوطنية في بعض نهائيات بطولات أمم إفريقيا، ولا تزال السيطرة على المستوى القاري ترجع عادة إلى منتخبات معروفة وهي تونس ومصر وبدرجة أقل المغرب. الدرك الوطني.. أحسن فريق على مر السنين ومن جهة أخرى، فإن السيطرة على أطوار البطولة الوطنية وكأس الجمهورية منذ نشأتهما كان واضحا وبصفة متباينة من حيث أنّ فريق الدّرك الوطني كان الأول من فرض، انطلاقا من السبعينات، هيمنة مطلقة على هذا المستوى لمدة قرابة الخمسة عشر سنة، على حد أقوال مدرب إتحاد الجزائر في الستينات والسبعينات، دان مولاي الذي قال في هذا الشأن "فريق الدرك الوطني كان أحسن من التشكيلات الأخرى المشاركة في البطولة بفضل امتلاكه للاعبين ماهرين، أمثال خاياس وجعجع وزنّاتي وغيرهم من اللاعبين الآخرين الذين صنعوا شهرة هذا الفريق في السبعينات والثمانينات وإلى غاية السنوات الأولى من التسعينات. كان فريق الدّرك يواجه منافسة عنيدة من إتحاد الجزائر الذي ضمّ في تلك الفترة لاعبين كبار مثل نور الدّين زغبي وبركة فيصل ودالي سعيد ورابح بوعريفي وقدور عمر، وفريق نصر حسين داي الذي كان يلعب في صفوفه اللاعبون المشهورون آنذاك الإخوة ركيك، مصطفاي، غربي وميالو الطيب بن عباس، إلى جانب فريق صلب عنابة الذي كان يضم الإخوة شويحة يوسف وفؤاد ودودو وبلال وبن سعيد نبيل، إلى جانب فريق جمعية وهران العريق في هذه اللعبة الذي ضمّ هو الآخر ألمع اللاّعبين على المستوى الوطني، أمثال قدور بلخيدر، المرحوم أحمد براهيتي الإخوة بن مسعود وشاويش. كل هؤلاء اللاّعبين مروا على الفريق الوطني أكابر وأصبحوا فيما بعد مدربين وتقنيين بارزين ساهموا في تكوين أجيال عديدة من لاعبي كرة السلّة، فمنهم من استمرّ في مهنة التدريب ومنهم من انسحب نهائيا من هذا الميدان. وبعد زوال فريق الدّرك الوطني، ظهرت أندية أخرى في المستوى العالي، منها وداد بوفاريك الذي كان يمثل نادي متمكّن في جانب التكوين سمح له بإعداد مواهب شابة كثيرة أصبحت تشكل ركائزه الأساسية في الفريق منها القائد المهناوي سمير وتاج الدين صحراوي، إلى جانب نادي برج بوعريريج ووفاق سطيف وصلب عنابة. وفي بداية موسم 89 - 90 الذي شهد انسحاب المؤسسات الاقتصادية من تسيير الأندية المذكورة أعلاه في إطار الإصلاح الرياضي الذي كان مطبقا آنذاك، رجعت السيطرة على منافسات البطولة والكأس لصالح فريق مولودية الجزائر الذي حمل تسمية المجمع البترولي، حيث أن بقاءه تحت مظلّة مؤسسة "سوناطراك" أعطاه أريحية كبيرة في الجانب المالي، مما ساعد لاعبيه على التألّق في منافسات كرة السلّة. تقريبا كل الأندية التي ذكرناها كانت تعمل كثيرا في ميدان التكوين وهو ما يفسر امتلاكها لعناصر بارعة في اللعب، لاسيّما في الجانب الفني، فمن منّا لا يتذكر المهارات الفنية الكبيرة التي كان يتميز بها اللاعبون جعجاي وعيواز والمهناوي سمير وخاياس والطيب بن عباس وبركة فيصل وغيرهم من اللاعبين الآخرين الذين كانوا يصنعون الفرجة في كل الملاعب التي تستقبل مباريات فرقهم. ومثل كل الرياضات الأخرى، عانت كرة السلّة من نقص القاعات وغياب مساحات اللعب في الهواء الطلق ومن عجز كبير في مختلف المنشآت الرياضية التي تعدّ ضرورية لتطوير هذه الرياضة، فضلا عن انسحاب الإطارات المختصة في التكوين بسبب تقدّمها في السنّ أو تهميشها بعد زوال سياسة الإصلاح الرياضي، وهو ما أكّده لنا المدير الفني الوطني للفرع فيلالي صالح الدّين الذي قال في هذا الموضوع "كرة السلّة عانت منذ بداية الألفينات من قلّة الإمكانيات المادية والمنشآت الخاصة، بينما كثير من مدربي الفئات الصغرى اضطروا إلى الانسحاب بعدما لم يتمكنوا من الحصول على مستحقّاتهم المالية، فتوقّف التكوين ولم يعد من الممكن إعداد الخلف في كل الفئات العمرية. وبسبب ضعف مستوى اللعبة، فشل الفريق الوطني في كسب رهان التتويج بكأس أمم إفريقيا التي جرت بالجزائر سنة 2005، حيث احتل المركز الرابع، ثمّ المركز الثامن في دورة الدّار البيضاء بالمغرب سنة 2009، ومنذ ذلك الوقت غاب الفريق الوطني عن المنافسة الإفريقية التي عاد فيما بعد إلى دوراتها النهائية في كل من كوت ديفوار (2013) وتونس (2015) وخرجا منهما فارغ اليدين. وقد حاولت الاتحادية الجزائرية لكرة السلّة من بعد ذلك إعادة تنظيم الفريق الوطني من خلال تغيير تركيبته المرفولوجية عن طريق استدعاء بعض اللاعبين ذوي القامة الطويلة، مثلما هومعمول به لدى المنتخبات العالمية الكبيرة. وتمّ استدعاء لهذا الغرض كل من بوخالفي فريد وإسماعيل محمد وبن سعيد نبيل ودغمان فريد كانوا كلّهم ضمن الفريق الوطني أواسط وتتجاوز قامتهم المترين أو أكثر من ذلك، ولا زالت الاتحادية معتمدة هذا الخيار، لكن في المقابل كرة السلّة لا تزال تواجه بعض الصعوبات التي تعرقل تطورها ومن أهمّها معانات الأندية من ضعف التأطير وصعوبة ضبط مشاريع تطوير رياضي في المستقبل على مستواها، باستثناء نادي المجمع البترولي الذي لا يعاني في هذا الجانب كونه مسير من قبل "سوناطراك" وليس له أي إشكال لاتباع سياسة واضحة المعالم في مجال تطوير الفرع على مستواه. من يتذكر فريق الدّرك الوطني لكرة السلّة ؟ في كرة السلّة لا يمكنك الحديث عن المراحل التي مرّت بها هذه الّلعبة دون ذكر فريق الدّرك الوطني الذي كان يمثّل أحسن تشكيلة خلال السبعينات والثمانينات، لما كان يتصف به من قوة وتنظيم غابا اليوم عن كثير من الفرق التي تلعب في بطولة المستوى الممتاز من هذه اللّعبة. ❊ ع . اسماعيل فريق الدّرك الوطني كان مشكّلا من لاعبين دركيّين منخرطين في هذا القطاع العسكري ولاعبين آخرين مجنّدين في إطار تأديتهم للخدمة العسكرية في تلك الفترة ، وهو المزج الذي سمح بخلق فريق متجانس في تركيبته وفي كيفية خوض مباريات البطولة، وقد تحدّثنا إلى أحد من صانعي ألعابه في تلك الفترة وهو سعيد خاياس الذي قال لنا ما يلي: "سلاحنا في تلك الفترة كان يتمثل بالدرجة الأولى في الجدّية التي ميزت دوما تدريبانا وتحضيراتنا قبل خوض أية مباراة، سواء ضد فريق كبير أو صغير ونعمل دوما على تفادي الغرور بالنفس مثلما كان يصرّ على ذلك مدرّبنا فيصل شاوي الذي كان هو أيضا دركيا منخرطا يحبّذ دوما الصرامة في اللّعب، وعادة ما كنا نصل إلى قضاء ثماني ساعات كاملة في التّدريبات. كان كلّ لاعب يتميز عن الآخر بالدّور الذي يجب أن يقوم به داخل الفريق وهو ما يجعل التنسيق متكاملا بيننا إلى درجة أننا نهاجم وندافع ككتلة واحدة متماسكة فيما بينها". ومثلما كان معروفا لدى كل من سبق له التقرب من هذا الفريق، فإنّ قوته الأخرى كانت موجودة أيضا في حسن تسييره من طرف النقيب سي حسان الذي كان مديرا للرياضة ضمن مصالح الدّرك الوطني، ويقول عنه سعيد خاياس "سي حسان كان منظما ماهرا وذكيا يقف على كلّ كبيرة وصغيرة لكي يتفادى تلقي المفاجآت الضّارة، فهو دوما قريب إلى فريق كرة السلّة وله فضل كبير في نجاح هذا الأخير لما كان يتسم به من فطنة ومهارة إحترافية في تسيير كل ما كان مكلّف بالإشراف عليه". وحسب محدّثنا، فإنّ سيطرة فريق الدّرك الوطني لعشرية كاملة على البطولة الوطنية لا تعني بتاتا أن منفاسيه كانوا أضعف منه كثيرا، بل الحقيقية غير ذلك، واستدلّ سعيد خاياس بالتّعداد الغني بالفرديات اللاّمعة التي كانت تتشكل منها آنذاك الفرق المنافسة لفريق الدّرك، حيث قال "كنّا نلعب ضد فرق كبيرة مثل نصر حسين داي الذي ضمّ في تلك الفترة لاعبين كبار ودوليّين في آن واحد مثل الطيب بن عباس، بركة فيصل، الإخوة ركيك، مصطفاوي، غربي وميّال، واتحاد الجزائر الذي أتذكر أنّه انتصر علينا في إحدى البطولات بفضل مهارة لاعبيه من أمثال نور الدّين زغبي وعمر قدّور، إلى جانب الفرق الأخرى القوية كتشكيلتي الرّاما واتحاد البناء وجمعية وهران، لكن على العموم كانت مباريات المنافسة الرسمية شيّقة في تلك الفترة وتميّزت بالتنافس العنيد، وعادة ما كانت تنتهي في روح رياضية عالية لأنّ لعبة كرة السلّة كانت خالية من العنف والتجاوزات الخطيرة". من جهة أخرى، تعداد الفريق الوطني لكرة السلّة في تلك الفترة كان مشكّلا في أغلبيته من لاعبي الدّرك الوطني تضاف إليه عادة بعض العناصر من فرق أخرى، وشاركت تشكيلة الدّرك في عدّة مظاهرات رياضية دولية خارج الوطن منها بطولات العالم في كل من سوريا وليبيا و إيران وإيطاليا واحتلت في دورة بن غازي المركز السادس ومثّلت فيها العرب، كما شاركت في البطولات الإفريقية ولاقت الإعجاب والتقدير في كل التّنقلات التي قادتها خارج الوطن. لكن مع بداية العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر توقّف فريق الدّرك عن النّشاط الرياضي ودُعي كل لاعبيها إلى مهمات أخرى، مثلما أكّد لنا ذلك سعيد كاياس الذي قال بأنّ الواجب الوطني فرض علينا التكفل بمهمات لأكثر أهمية للوطن وأنّ ذكرى هذا الفريق وإنجازاته لا زالت حاضرة في مخيلته. وتحدّث سعيد كاياس من جهة أخرى بكثير من الحصرة والأسف عن الأوضاع المزرية للملاعب التي كانت تمارس فيها رياضة كرة السلّة وخرج منها لاعبون كبار وذكر بشكل خاص تلك الملاعب التي كانت موجودة في حي غرمول الذي كان ينشط فيه فريق البريد وملعب السيدة الإفريقية بأعالي باب الوادي وملعب قاتو بباب الوادي وغيرها من الملاعب الأخرى التي زالت من الوجود". وقتها أضاف خاياس - كانت السياسة الرياضية واضحة المعالم من خلال وجود تشجيع حقيقي من السّلطات العمومية للممارسة الريّاضية التي أنجبت أبطالا كبارا على مستوى المدارس والثانويات والأندية وتطورت خلال تطبيق الإصلاح الرياضي. اليوم ليس هناك وجود لهذه السياسة، ففقدت الجزائر هيبتها في المجال الرياضي". إلا أن محدّثنا قال بأنّه لم يفقد الأمل في إمكانية عودة كرة السلّة إلى مستواها الحقيقي، مستدلاّ بالفريق الوطني الحالي لأقل من 18 سنة الذي أعجب به كثيرا في مباراته الأخيرة التي لعبها ضد المغرب. وينبغي الإشارة إلى أنّ سعيد خاياس يترأس حاليا جمعية قدامى لاعبي كرة السلّة التي قال عنها بأنّ نشأتها ترمي إلى إعادة بعث العلاقات القديمة بين أفراد عائلة هذه الرياضة والوقوف إلى جانب اللاّعبين القدامى الموجودين في وضعية اجتماعية صعبة أو في حالة مرض، وكان آخر نشاط لهذه الجمعية خصته هذه الأخيرة لصالح اللاّعب الدّولي القديم هوبي. بني صاف .. منبع كرة السلّة الجزائرية إن المتعارف عليه في أوساط كرة السلّة أنّ هذه الرياضة أدخلها الأمريكيون إلى الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية التي شهدت مرور قواتهم العسكرية على شاطىء مدينة بني صاف الساحلية الواقع في الغرب الجزائري، وهو ما يفسر انتشار هذه اللعبة في هذه الجهة، وتحوّلها إلى أحد أقطابها البارزة في الجزائر انطلاقا من عام 1957 وهي السنة التي شهدت إنشاء أول فريق محلّي لهذه اللعبة حمل تسمية الشبيبة الشعبية لبني صاف، المدينة التي استقبلت في نهاية الخمسينات فرق كبيرة من الإتحاد السوفياتي سابقا ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين. وكان هذا الفريق مشكّلا في أغلبيته من المعمّرين ولاعبان جزائريان هما دوكالي بوسيف، إلى جانب عبد القادر سوداني الذي كان يتمتّع بشعبية كبيرة بالنظر إلى مستواه الفني الكبير الذي كان يميزه عن زملائه في نفس الفريق الذي فرض سيطرة مطلقة على البطولة والكأس في الغرب الجزائري من سنة 1958 إلى 1959، وفاز في موسم 1960 - 1961 بكأس شمال إفريقيا ضد نادي إليكترو وهران. وواصل فريق الشبيبة الشعبية لبني صاف مسيرته الرياضة بعد حصول الجزائر على الاستقلال وتشكل فيما بعد من لاعبين محلّيين جدد من أمثال غرباوي، سايح بوصيف وبن جبور، قادهم خلال عدة سنوات عبد القادر سوداني كصانع ألعاب ومدرّب. وكان سوداني يلقب بعدة تسميات منها "اللّؤلؤة السوداء " و«الأمريكي" و«تاتوم" نسبة للاّعب الأمريكي الشهير الذي كان يحمل ألوان تشكيلة "غلوب تروترس". وقد أبى سوداني أن يلعب مع فريق آخر غير فريق بني صاف بالرغم من العروض الكثيرة التي تلقّاها من أندية جزائرية، منها نادي كاسطور لوهران ونادي أنيسي الفرنسي الذي كاد ينضم إليه سوداني كلاعب محترف. وفي تلك الفترة، شكّلت مدينة بني صاف قاطرة رياضة كرة السلّة في الغرب الجزائري، الذي كان ينشط فيه حوالي ثلاثين ناديا، لهذا السبب كان الفريق الوطني مشكلاّ في غالبيته من لاعبين تابعين لهذه الأندية، منهم الإخوة سوداني، بلخيذر وهوبي حسين. وكان التنافس على اللقب الوطني على أشدّه في الستّينات بين فريق بني صاف وفريق جمعية وهران. هذا الأخير فاز بلقب البطولات الوطنية الثلاث الأولى، واحتل وراءه فريق بني صاف المركز الثاني ونال بعد ذلك لقب المنطقة الغربية. واستمر هذا الفريق الذي تحوّلت تسميته إلى الشباب الرياضي لبني صاف، في لعب الأدوار الأولى في مختلف البطولات الوطنية على مرّ السنين، إلى أن تراجع مستواه بانسحاب ألمع نجومه من أمثال محمد غرباوي وسايح بوصيف وعبد القادر سوداني الذي توفي سنة 2007. الاتحادية تريد تغطية القاعات الرياضية بمادة مصنوعة من الخشب يدرك المشرفون على كرة السلّة أنّ الإرادة وحب اللّعبة غير كافيين للوصول إلى تحقيق أحسن النتائج على المستوى الدّولي، وقد وصلت القناعة لديهم أنه بدون توفر وسائل حديثة في التدريب وفي الممارسة الرسمية، لا يمكن لهذا الفرع أن يتطور. اليوم الأغلبية الكبيرة من ميادين كرة السلّة في بلادنا مغطاة بمادة الممحاة التي تجاوزها الزمن، من حيث أن البلدان الأجنبية المتطورة في هذه اللعبة منعتها نهائيا وعوضتها بمادة مصنوعة من الخشب أصبحت تغطي ميادين الممارسة لكرة السلّة لديهم، بل حتّى بعض البلدان العربية كمصر ولبنان ذهبت إلى هذا الخيار. ويقول رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة السلّة السيد رابح بوعريفي في هذا الشّأن؛ "أصبحت تغطية ميادين كرة السلّة بالمادة المصنوعة من الخشب ضرورية، لها عدة مزايا، منها أنّها تخفّف من سقوط اللاّعبين وتحول دون تعرضهم لإصابات خطيرة، فضلا عن أنّها تسمح للاّعبين بالشّعور بالخفة فوق أرضية الميدان. هذه المادّة المصنوعة من الخشب موجودة في الخارج وسعرها ليس باهضا، لكن يمكن صنعها هنا في الجزائر بوسائل وتقنيات بسيطة". ولا تمثل هذه المادة المصنوعة من الخشب النقص الوحيد في ممارسة رياضة الكرة البنفسجية، بل هناك نقائص أخرى مثل تدهور العتاد التقني وتعطّل اللّوح الإلكتروني والعتاد الخاص الذي يتم به حساب ثواني المباريات. وحسب رابح بوعريفي، فإنّ كل القاعات التي تمارس فيها رياضة كرة السلّة تعاني الإهمال في العديد من الجوانب، بل تأسف عن غياب هذه اللعبة في الأماكن التي تطورت فيها هذه اللعبة، على غرار الأحياء المجاورة لساحة الوئام المدني (ستحة أول ماي سابقا)، منها غرمول وسيدي أمحمد، حيث تحوّلت فيها القاعات التي كانت مخصصة لكرة السلّة إلى مساحات لعب للأطفال. وبصريح العبارة كما قال رابح بوعريفي فإنّ كرة السلّة بحاجة إلى الاستفادة من منشآت رياضية جديدة من أجل بناء قاعدة صلبة تمكن هذا الفرع من تحقيق نمو سريع في المستقبل القريب.