يلتحق أزيد من 8 ملايين تلميذ اليوم بمقاعد الدراسة عبر كامل التراب الوطني؛ إيذانا بالدخول المدرسي 2016 2017. دخول وفرت له الدولة كافة شروط النجاح المادية والبشرية بما يضمن تجاوز عقبة الاكتظاظ وتوفير المرافق التربوية المرفوقة أيضا بجملة من الإصلاحات التي أقرتها الوزارة الوصية التي تواجه رهانات عدة، تتعلق أساسا بمحاربة الرداءة في التسيير أو الممارسة في الأقسام، وهي الوضعية التي تتطلب تضافر جهود الجميع، حسب وزيرة القطاع، التي وعدت بضمان دخول هادئ رغم توقعها مزيدا من المعلومات الخاطئة والإشاعات حول جهود الوصاية؛ على اعتبار أن سنة 2017 ستميزها استحقاقات سياسية، سيسعى البعض إلى جعل المدرسة وسيلة لبلوغ أهداف شخصية. الدخول المدرسي لهذا الموسم يتميز بانتقال بن غبريط إلى السرعة القصوى لبناء مدرسة جزائرية بامتياز، تستمد أسسها من الثوابت الوطنية المرسخة في الإسلام والعروبة والأمازيغية، ومتفتحة على العصرنة والنوعية وفق مناهج تربوية، تتكيف والسياق الجديد وكذا قوانين الجمهورية، وتستجيب للرهانات المفروضة على القطاع، لا سيما ما تعلق باحترام القانون وتثمين العمل والجهد وتحسين ظروف عمل الأساتذة والموظفين وظروف التمدرس... ويُتوقع أن تستقبل المؤسسات التربوية عبر الوطن مع الدخول المدرسي 2016-2017 المقرر اليوم، نحو 8.691.006 تلميذ، بطاقة تأطير بيداغوجي تتجاوز 495.000 أستاذ، من بينهم أزيد من 28.000 أستاذ جديد. الدخول المدرسي الذي ستعطي وزيرة التربية إشارة انطلاقه الرسمي من ثانوية الإخوة دربال بولاية النعامة، سيحتفظ بطابعه الاجتماعي واستبعاد أي شكل من أشكال التقشف في قطاع التربية، الذي خصصت له الدولة ميزانية تفوق 15 مليار دج لمواصلة سياسة التضامن مع الفئات المتمدرسة المعوزة. وفي السياق، ستقوم وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط مرفقة بوزير المجاهدين، بتسليم مساعدات مدرسية للتلاميذ المعوزين قبل أن يقوم الوفد الوزاري بزيارة تفقدية لبعض الهياكل التربوية. وسيتناول موضوع الدرس الافتتاحي للدخول المدرسي الجديد (2016-2017)، الذاكرة التاريخية الوطنية، الذي سيتم فيه إبراز قيم ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة لفائدة الأجيال الناشئة. وبلغ عدد التلاميذ المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة والتحضيري، 8.691.006 تلاميذ. ويُنتظر استقبال 493.626 تلميذا في القسم التحضيري، و4.209.022 في الابتدائي و2.727.160 في الطور المتوسط، في حين سيصل عدد التلاميذ في الطور الثانوي إلى 1.261.198 تلميذا. أما عن التأطير البيداغوجي فسيؤطر السنة الدراسية المقبلة، 258.403 إداريين و459.10 أساتذة، منهم 4.878 من خرّيجي المدارس العليا و28.075 أستاذا جديدا. أزيد من 60 مليون كتاب وستكون لهذه السنة حظيرة هياكل قاعدية بعدد إجمالي يصل إلى 26.488 مؤسسة تربوية، منها 146 جديدة إضافة إلى 14.427 مطعما مدرسيا. وفي إطار السياسة التضامنية للدولة، تم تخصيص 9 ملايير دج للمنحة الدراسية، و6,5 ملايير دج لمجانية الكتاب المدرسي، مع الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من المنحة والكتاب المجاني بلغ 3 ملايين تلميذ متمدرس.. كما تم توفير 60.800.000 كتاب، من بينها 4.728.000 كتاب جديد للسنة أولى ابتدائي، و4.046000 للثانية ابتدائي و8.774.000 للسنة أولى متوسط. ويتميز الدخول المدرسي 2016-2017 بتنصيب مناهج تعليم محسنة للسنتين الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط، ووضع تحت تصرف الأساتذة والمفتشين، دليل استعمال الكتب والوثائق المرافقة لها. وضمانا للتطبيق الجيد للمناهج الجديدة، سيتم تكوين المفتشين والأساتذة ومديري المؤسسات التربوية وتنظيم دورات تكوينية للأساتذة الجدد الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة. وسيكون تلاميذ الصفوف الأولى والثانية ابتدائي وكذا السنة أولى متوسط، على موعد هذه السنة مع كتب جديدة أو بما يسمى "الجيل الثاني"، تكسبهم قيما حضارية مستمدة من الدستور الجزائري، كما هو محدد في القانون التوجيهي 2008، وهي إعادة قراءة أو "إعادة كتابة للمنهج الذي يتطلب كتابا جديدا يترجم فلسفته"، علما أن المنهج السابق الذي أُعد في 2003، اتسم ب "الاستعجالية"، وصيغ قبل 2008، ولم تُعد قراءته رغم صدور القانون التوجيهي. وقد شرعت وزارة التربية الوطنية هذه المرة في تقديم 8 كتب جديدة في المستوى الابتدائي للسنتين الأولى والثانية، وتخص كتابا موحدا أول في "اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المدنية"، وكتابا موحدا ثانيا في "الرياضيات والتربية العلمية"، وكل كتاب مرفق بدفتر أنشطة. أما في السنة أولى متوسط فتضع الوزارة بحوزة المتمدرسين 11 كتابا جديدا في القراءة العربية والرياضيات، ودفتر التطبيق في اللغة العربية والتربية المدنية والتربية الإسلامية والفرنسية والتربية العلمية والتكنولوجية والتاريخ والجغرافيا، ودفتر تطبيق الرياضيات وملحق كتاب الجغرافيا. التأطير البيداغوجي وسبل تحسينه هو أحد الرهانات التي تواجه القطاع والذي سيتم بخصوصه عقد ندوة في 17 سبتمبر القادم بولاية غرادية، تخصص لعرض نتائج عمل لجان التفتيش التي تتكفل بتحسين المعالجة البيداغوجية. وأكدت بن غبريط في السياق الأهمية القصوى التي أعطيت "للجانب البيداغوجي" لتحسين الممارسة التربوية؛ تحسبا للموسم الدراسي الجديد، حيث سيتم العمل على تحسين تكوين الأساتذة مع أخذ بعين الاعتبار، الصعوبات التي يتلقاها التلميذ داخل القسم في مادتي اللغة العربية والرياضيات، كما تم إعطاء الأولوية للغة العربية؛ كونها لغة التدريس ومادة للتدريس. البكالوريا هي واحدة من الملفات الحساسة التي تعكف الوزارة على معالجتها. وأكدت الوزيرة بشأنه أنه لن يتم إقصاء أي مادة في امتحانات شهادة البكالوريا، وأن الاقتراحات التي تم الإجماع عليها مع الشركاء الاجتماعيين سوف تعرَض لاحقا على مجلس الوزراء. وأوضحت السيدة بن غبريط أن ما أشيع بخصوص إلغاء مادة التربية الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا، "لا أساس له من الصحة"، وأن هذا الموضوع "لم يتم التطرق له على مستوى الوزارة، وإنما كان الحديث حول كيفية احتساب نتيجة بعض المواد"... وأضافت أن الاقتراحات التي تم الاتفاق عليها مع أغلب الشركاء الاجتماعيين حول شهادة البكالوريا، تتمحور أساسا حول "عدم إلغاء أي مادة، إضافة إلى كيفية تثمين التقييم المستمر وتقليص عدد أيام الامتحانات والتطبيق التدريجي للاقتراحات".