جدد أعضاء الحكومة ليلة السبت إلى الأحد بالجزائر المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة من اجل تحقيق التنمية الوطنية والنهوض بمختلف القطاعات. وأشار السيد سلال وزير الموارد المائية في إجابته على أسئلة نواب المجلس الشعبي الوطني في إطار مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2009 الى أن هذا التطور الحاصل في الميدان لم يتحقق الا بفضل سياسة الإنعاش الاقتصادي. وتتوفر الجزائر اليوم -حسب المسؤول- حوالي 60 سدا من مختلف الأحجام بعد ان كان العدد لا يتجاوز الثلاثين في أواخر التسعينات "مما يبين الجهد الكبير الذي قامت به الدولة لتدارك التأخر الكبير الذي سجل في هذا المجال". وأشار الوزير إلى أن "التقرير السنوي للمجلس الدولي للماء يبين بوضوح ان "الجزائر استثمرت في قطاع الموارد المائية أكثر من اي دولة" ومدعما قوله بأن معدل استهلاك الماء أصبح اليوم 165 لتر/مواطن بعد ان كان لا يتجاوز 23 لتر/ مواطن في السنوات الفارطة ومؤكدا في ذات الوقت ان الدولة ستواصل تدعيم سعر الماء. وفي حديثه عن الانجازات خلال السنة الحالية ذكر الوزير استلام -خلال الأسبوع الفارط- سد كدية السردون بالاخضرية الذي سيسهم في حل مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب في خمس ولايات هي البويرة وتيزي وزو والمدية والمسيلة وكذا الجزائر العاصمة. كما تم فتح الشطر الاول من مشروع سد تاقصبت بولاية تيزي وزو الذي استفادت فيه 14 بلدية و 300 قرية من التزود اليومي بالماء. وحول المشكل الذي يعاني منه الغرب الجزائري، اكد المسؤول ان مشروع (مستغانم -أرزيو- وهران) سيقضي بعد انجازه على مشاكل العجز في المياه الصالحة للشرب بالنسبة لوهران والولايات المجاورة لها في أفاق 2010. ونحى وزير التربية الوطنية نفس المنحى بتأكيده على الجهود التي قامت بها الدولة في هذا القطاع حيث اشار الى ان "ديمقراطية ومجانية التعليم ليستا مجرد شعارات بل هي واقع ملموس". وكشف في ذات الصدد عن تخصيص حوالي 60 مليون كتاب مدرسي خلال الدخول المدرسي الفارط بغلاف مالي يصل الى 5،6 مليار دينار مع تخصيص 4 ملايين كتاب بالمجان للتلاميذ المعوزين، مؤكدا في ذات الصدد "خلو هذه المراجع من الاخطاء". ومن جهته تطرق وزير السكن السيد نور الدين موسى إلى برنامج مليون سكن الذي يهدف إلى حل مشكل السكن في الجزائر معلنا ان" 750 الف وحدة من مختلف الصيغ قد تم تسليمها فعليا اي بنسبة 75 من البرنامج". ومن جهته ركز وزير الاشغال العمومية السيد عمار غول في مداخلته على مشاريع القطاع الذي يشهد انجاز مشاريع كبيرة في كافة مناطق الوطن، موضحا ان شبكة الطرق الجزائرية التي تقدر ب 100 الف كيلومتر منها 92 ذات مستوى مقبول وتحمل مواصفات دولية . وحول مشروع الطريق السيار شرق-غرب اكد السيد غول انه جاء نتيجة سياسة الانعاش الاقتصادي وقد مكن هذا المشروع الذي وصلت فيه نسبة الأشغال الى 75 بتوفير حوالي 100 الف منصب شغل وتوظيف 4 آلاف اطار جامعي. ومن جهته اكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية ان الجزائر استثمرت في التجديد الريفي عبر خلق 600 مشروع جواري لحوالي مليوني عائلة. وتدخل هذه المشاريع في اطار سياسة الدولة الهادفة إلى عصرنة القرى والمداشر وتكثيف الأنشطة الاقتصادية وحماية الثروات الطبيعية. وتهدف هذه المشاريع إلى "تحقيق تنمية منسجمة بالعالم الريفي بإشراك المعنيين أنفسهم في إعداد هذه المشاريع". وفي رده على سؤال حول أهمية انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية أكد وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب أن "الموقع الطبيعي للجزائر هو داخل المنظمة للمشاركة في سن قوانينها بدلا من التقيد بها فحسب". وأوضح المسؤول أن أمر الدخول إلى هذه المنظمة "محبذ" والاختلاف يقع حول شروط الدخول "وهو هدف اجتماع الهيئة الحكومية اليوم (السبت) لتدارس هذه الشروط أو العروض لقبول ما يمكن قبوله والتحفظ على ما يمكن التحفظ عليه". ومن جانبه عبر وزير العلاقات مع البرلمان السيد محمود خوذري على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار انخفاضات محتملة لأسعار البترول في وضع قانون المالية لسنة 2009. وبخصوص الممارسات الديمقراطية في المجلس الشعبي الوطني، حذر السيد خوذري من "العنف اللفظي المنافي لمبادئ الديمقراطية القائمة على أساس احترام الرأي الآخر". وتجدر الإشارة إلى مجموعة برلمانيين من حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية قاطعوا تدخل الوزير وانسحبوا من قاعة الجلسات. وفي تصريح للصحافة قال رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية السيد سعيد سعدي أن أسباب انسحاب تشكيلته من الجلسة قبل نهايتها يعود إلى ''هجوم التشكيلات السياسية على التجمع'' مضيفا أن السبب الثاني لمقاطعة تشكيلته لهذه الجلسة هو "منع رئيس المجلس احد نواب التجمع من التدخل وهدده".