كشفت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونساج» مديرية جنوب العاصمة، عن تراجع نسبة ملفات المقبلين على إنشاء مؤسسات مصغرة، بنسبة 82 بالمائة، وذلك بسبب التوجهات الجديدة في إعادة النظر في تحديد مجالات الاستثمار، وتجميد أخرى وصلت حد التشبع، حيث بلغ عدد الملفات المودعة لدى جهاز «أونساج» 418 ملفا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2015، ليسجل سقوط حر في نفس الفترة من السنة الجارية ب76 ملفا. وأكدت مديرة فرع «أونساج» لجنوب العاصمة، السيدة أميرة بوفروم، أن هيئتها التي تشرف على بلديات ثلاث دوائر وهي بئر توتة، براقي وبئر مراد رايس، أنه، ووِفق هذه المقارنة، فقد تراجع عدد الملفات المودعة لدى البنوك من 301 إلى 47 ملفا بنسبة 84 بالمائة، وانخفضت نسبة موافقة البنوك على تمويل أصحاب مشاريع المؤسسات المصغرة من 258 إلى 96 ملفا أي بنسبة 63 بالمائة، وبموجب ذلك تقهقرت نسبة استحداث مناصب الشغل ب39 بالمائة. وفسّرت مسؤولة «أونساج» جنوب العاصمة، في ندوة صحفية عقدتها أمس بمقرها بالعاشور، هذا الانخفاض المحسوس بكون التوجهات الجديدة للدولة، التي صارت تشجع الاستثمار في الفلاحة، الصناعة، والبيئة، فرضت أيضا على أصحاب المشاريع امتلاكهم لشهادات التأهيل سواء للتكوين المهني أو الجامعي، وهو ما قلص عدد الملفات، وتوزّع من لا يمتلكون ذلك على مختلف أجهزة التشغيل الأخرى مثل «كناك» و»أونجام»، وفي هذا الصدد ذكر تقرير «أونساج» أن نسبة الجامعيين المودعين لملفات إنشاء مؤسسات مصغرة ارتفع من 3 بالمائة في 2012 إلى 26 بالمائة في الأشهر السبعة الأولى من 2016، كما ارتفع عدد الشبان المتخرجين من مراكز التكوين المهني من 15 إلى 47 بالمائة، خلال نفس الفترة. وسجلت الإحصائيات أن قطاع الخدمات حصد حصة الأسد من المشاريع الممولة نالها قطاع الخدمات ب820 ملفا خلال 2012، 387 خلال 2013، 296 خلال 2014، لينخفض إلى 114 في 2015، وما يلاحظ أيضا هو أن قطاع الصناعة والصيانة الذي شهد إنشاء 121 مؤسسة في 2012، ارتفع في 2015 إلى 136 مؤسسات، وتراجع حجم الاستثمار في قطاع الحِرف من 174 مشروعا في 2012 إلى 5 مشاريع في 2015. وذكرت المسؤولة أن إقبال العنصر النسوي على استحداث مؤسسات مصغرة ارتفع بشكل محسوس، حيث كانت النسبة لا تتعدى 9 بالمائة في 2012 لترتفع في 2015 بنسبة 22 بالمائة، وب33 بالمائة خلال 7 أشهر من السنة الجارية. وبشأن تحصيل قروض البنوك، ذكرت ممثلة «أونساج» أن نسبة التحصيل لم تتعد 46 بالمائة، كون العديد من أصحاب المشاريع التي لم ينجح في تجسيدها المستثمرون الشباب، وأن صندوق ضمان القروض قام بتعويض 1186 ملفا، كما لجأت «أونساج» إلى استرجاع التجهيزات المقتناة من طرف، لإعادة بيعها وتسديد الديون، وكشفت المتحدثة أن هناك شبانا قاموا بتحويل أموال الدعم إلى وجهات غير تلك المطلوبة، وعددهم محدود لا يتعدى نسبة 0.7 بالمائة من مجموع الملفات غير المجسدة. وتعمل «أونساج» في إطار مهامها المنوطة بها على التكوين والتحسيس، حيث تمكنت خلال 2016 من تكوين 191 شابا صاحب مؤسسة، من بينهم 49 امرأة، كما أشرفت تنشيط ثلاث حملات تحسيسية بدار المقاولاتية الكائنة بالمدرسة الوطنية العليا للأشغال العمومية بالقبة، لفائدة الطلبة، وتعتزم تنظيم الجامعة الصيفية بين 17 و20 أكتوبر 2016، إلى جانب أيام تحسيسية بمراكز التكوين المهني بمعدل 7 مرات خلال 2016. ومن ثمرات إنشاء المؤسسات المصغرة بالعاصمة، حسب المصدر ولوجها ميدان الخدمات، منها صيانة المصاعد الكهربائية ملثما هو مسجل بحي «عدل» بالعاشور، وكذا مؤسسات للنظافة، في انتظار اقتحام قطاعات أخرى، خاصة أن الدولة قررت منح 20 بالمائة من الصفقات العمومية لفائدة الشباب أصحاب المؤسسات المصغرة.