كشف رئيس جمعية طب الأعصاب بالشرق، الدكتور أحمد عليوش، عن تسجيل ما يزيد عن 15 ألف مصاب بمرض الأعصاب على المستوى الوطني، منها 500 حالة إصابة جديدة في العديد من الولايات الشرقية، وقرابة 400 حالة أخرى في الولايات الغربية. وأكد المتحدث على هامش الملقى الدولي التاسع حول طب الأعصاب والأمراض الالتهابية المنعقد يومي الخميس والجمعة الماضيين بقسنطينة، أن مرض الأعصاب بات يعرف ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، غير أن الإحصاءات حول هذا الأخير غير دقيقة وهو ما يؤثر سلبا على تشخيص المرض في بداياته. أضاف الدكتور عليوش أن أسباب مرض الأعصاب متعددة، منها العوامل المباشرة الخاصة بالجسم وعوامل أخرى غير مباشرة، وهي المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية وكذا المهنية التي يعيشها الشخص يوميا، والتي تتسبب في إصابته بالعديد من الأمراض العصبية التي تستوجب في كثير من الأحيان اللجوء إلى العلاج النفسي، باعتباره من بين أهم طرق وأساليب العلاج لمحاربة المرض قبل تفاقمه.مشيرا في السياق، إلى أنه بفضل التقنيات الحديثة والوسائل المتطورة، بات من الممكن تشخيص المرض في بدايته، بالتالي التعرف على طرق العلاج المناسبة مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث كان يصعب تشخيص المرض بسبب نقص الوسائل الطبية. من جهة أخرى، اعتبر المتدخلون في الملتقى من أطباء وباحثين، أن أغلب الإصابات التي يمكن أن تسجل عند المواليد الجدد والأطفال والمراهقين والشباب وكذا المسنين من الجنسين، لا يتم إخضاعها للكشف المبكر ببلادنا في غياب التربية الصحية والحملات التحسيسية بهذا المرض، وطرق الوقاية منه والتكفل بضحاياه، مؤكدين أن الكشف المبكر يسهل العلاج الطبي ويسرّع الشفاء، خاصة إذا تعلق الأمر بالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 أو 25 عاما، أي قبل بلوغ مرحلة النضج الدماغي. كما أكدوا أن مرض الأعصاب من الأمراض التي يمكن الشفاء منها والتغلب عليها، من خلال التكفل المتكامل بالمصابين من مختلف الفئات العمرية، حيث اعتبر المتدخلون أن التكفل الطبي بالأدوية لا يكفي، فلا بد من دعمه بالتكفل النفسي الذي يشمل المرضى وذويهم، زيادة على ضرورة تنظيم حملات تحث على التشخيص المبكر وتحارب المعتقدات والأفكار الخاطئة المرتبطة بمرض يمكن الشفاء منه والتخفيف من أعراضه. من جهته، تطرق الدكتور أحمد عليوش خلال اليوم الثاني من الملتقى إلى الالتهابات العصبية، مؤكدا أن مرض التصلب اللوحي بات من الأمراض النادرة التي تحتل الصدارة في قائمة الأمراض الناجمة عن الإلتهابات العصبية، وأن الجزائر تحصي ما يزيد عن 15 ألف مصاب بهذا المرض الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. كما أكد المتدخل أن المرض أصبح يصيب الأطفال أقل من 18 سنة، بالرغم من أنه مرض شائع أكثر في أوساط الشباب بين 20 و40 سنة، مشيرا إلى أن زواج الأقارب يعتبر من المسببات الرئيسية للإصابة به، وهو ما يضع الوسط الطبي أمام تحد حقيقي لمجابهة احتمالات ارتفاع نسب الإصابة، خصوصا أن العلاج جد مكلف. أما الدكتورة بن حمادة سامية، فأكدت أن الجزائر لا تملك إحصائيات دقيقة حول المرض، حيث كشفت المتدخلة عن مشروع لضبط سجل وطني لمرضى التصلب اللويحي، لأن هذا الأخير سيسمح بمعرفة عدد المصابين، بالتالي التدخل من أجل العلاج. وأشارت الدكتورة إلى أن الإحصائيات المتوفرة تؤكد إصابة ما لا يقل عن 10 بالمائة من الأطفال بهذا المرض الذي تبقى أسبابه غير معروفة بشكل واضح، غير أنه يرجح وجود علاقة وطيدة بين الإصابة بالمرض والنمط المعيشي والغذائي للمصابين. للإشارة، فإن الملتقى الدولي التاسع لمرض الأعصاب والالتهابات العصبية دام يومين وعرف مشاركة مختصين من داخل وخارج الوطن، كفرنسا والأردن، ويدخل الملتقى حسب المنظمين في إطار تكوين الأطباء في مجال العلاج والجراحة وتبادل الخبرات حول طبيعة المرض وتطوراته.