لا يحقق مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم القديم الجديد جورج ليكنس الذي أمضى على عقده يوم الجمعة الماضي مع الفاف إلى غاية 2019، الإجماع عند كافة المتتبعين، والشارع الرياضي الجزائري وبعض التقنيين الجزائريين، الذين كانوا ينتظرون أن تتعاقد الفاف مع مدرب «أحسن» من ليكنس. ليكنس سبق له أن درب الجزائر في 2003، وتركه في منتصف الطريق حين فسخ عقده بعد ستة أشهر فقط، كما قال: «لدواع شخصية»، فإلى حد الآن لم يهضم الشارع الرياضي تلك «الخرجة» من المدرب البلجيكي وفي تلك الأوقات التي كان فيها المنتخب يحتاج إلى المدرب، مؤكدين أن زوجته هي التي فرضت عليه ترك الفريق الوطني، معتبرين أنه لم يكن على رئيس الفاف أن يتعاقد معه من جديد. ولا يملك ليكنس في رصيده أي إنجازات كبيرة تجعله يقود فريقا أصبح من الكبار في القارة الإفريقية، مثلما يضيف هؤلاء المتتبعون، حيث تضاربت الآراء حول استقدام هذا المدرب من جديد إلى الفريق الوطني، فمنهم من يؤكد أنه لا بد من وقت لهذا المدرب حتى يتم الحكم عليه، إلا أن البعض الآخر يرون أن رئيس الفاف محمد رورواة، ونظرا لأن الوقت لم يكن لصالحه وبعد أن رفض ويلموتس العرض ولم يتفق مع مدربين آخرين، لم يجد سوى ليكنس، الذي لم يشتغل منذ سبع سنوات كاملة، ليقترح عليه العمل في الجزائر. ويؤكد هؤلاء أن رورواة يعلم بأن حظوظ الجزائر في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، تضاءلت بعد التعادل المسجل في الجزائر ضد منتخب الكاميرون، وأن الفوز على نيجيريا في الجولة الثانية من التصفيات، سيكون أمرا صعبا، لهذا فإنه تعاقد مع ليكنس، الذي لن يتحمل أي مسؤولية في حال الخسارة في نيجيريا، والذي يعني بأن التأهل سيكون مرهونا، وبالتالي فإن الرهان سيكون على كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، حيث سطرت الفاف مع سابقي ليكنس الفوز بها، إلا أنه لم يتم التطرق للأهداف المتفق عليها بين الرئيس روراوة والمدرب الجديد بعد أن أمضى الأخير على عقده، وهذا ما أثار تساؤلات الشارع الرياضي. وسيكون أمام المدرب البلجيكي 5 أيام فقط للتحضير لموعد نيجيريا، حيث سيدخل المنتخب في تربص يوم 7 نوفمبر ليسافر إلى «أيو» النيجيرية في 10 نوفمبر، على أن يلعب المباراة في 12 من نفس الشهر. وحسبما جاء في الموقع الرسمي للفاف، سيتم الإعلان عن قائمة اللاعبين المعنيين بهذا التربص يوم الثلاثاء المقبل، قبل أن يعقد ليكنس الندوة الصحفية، هذا الأخير الذي تؤكد مصادر مقربة من الفاف، أنه تلقّى الورقة البيضاء من قبل رئيس الاتحادية، حيث يملك حرية التصرف واختيار اللاعبين، بعد أن أبقى على نفس أعضاء الطاقم الفني السابق، الذين سيواصلون العمل معه إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا القادمة. رولان كوربيس: «روراوة اقترح عليَّ عقدا لمدة شهر قابلا للتجديد!» كشف المدرب الفرنسي رولان كوربيس حيثيات تفاوضه مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وما الذي عرقل التحاقه بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني، قبل التعاقد مع المدرب جورج ليكنس. وقال كوربيس في تصريح لإذاعة «أر أم سي» الفرنسية التي يشتغل فيها كمحلل، بأنه كان هناك سوء تفاهم بينه وبين الرئيس روراوة حول قيمة العرض: «طلبت 80 ألف أورو لكن ذلك يخص ثلاثة رواتب كاملة. صحيح أنه كان لدي فرصة لتدريب المنتخب الجزائري، لكن لم نتفق على الجانب المالي»، حسب المدرب السابق لاتحاد العاصمة، الذي يضيف: «لقد سمعت كلاما حول قيمة 80 ألف أورو شهريا، لكن هذه القيمة تخص ثلاثة رواتب الخاصة بي وبمساعدي الذي يُعد لاعبا سابقا في الفريق الفرنسي، حيث كنت أريد المجيء مع إيريك أبيدال»، قال كوربيس. وتطرق كوربيس للعقد الذي عرضه عليه رئيس الفاف محمد روراوة، والبند الذي يحير أكثر من متتبع، والذي ينص على إقالته في نهاية كل شهر: «مدة العقد التي اقترحها علي كانت 20 شهرا، لكن يمكن فسخه كل شهر بدون الحصول على أي تعويض، يعني أنني لو أقبل تدريب المنتخب الجزائري فكأنني أقبل عقدا لمدة شهر قابل للتجديد. وإذا تكلمت مع لاعب قبل مباراة مهمة ويكون على علم وإن خسرت، فإنه يمكن فسخ العقد»، ليعبر كوربيس عن أسفه لذلك، مشيرا إلى أنه سيبقى وفيا للمنتخب الوطني، الذي يتمنى له الكثير من السعادة والنتائج الإيجابية.