تعدت استعمالات «الفيسبوك» في الآونة الأخيرة من وسيلة للتواصل الاجتماعي ليصبح أكثر استخداما من قبل النساء لأغراض أخرى مثل التسوق، طرح المشاكل والبحث عن الحلول، ولم لا الحصول على زوج، أو إيجاد عمل، وغيرها من المجالات الأخرى التي تتسع يوما بعد آخر بفضل تفتح الجزائريين على هذا الموقع الذي يحصي اليوم أكثر من 4.4 ملايين مستخدم بصفة يومية، ذلك الموقع الذي استغله البعض لتسهيل الحياة اليومية بصفة كبيرة وبات اليوم من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا في مجال «البيع والشراء». لا يخفى على مستعملي هذا الموقع الشهير ملاحظة العديد من الصفحات التي تحمل أسامي مختلفة، منها الترويجية للسلع، أو أخرى للتعرف والزواج، أو صفحات لحركات جمعوية، وغيرها من التسميات التي لا تعد ولا تحصى. فقد أصبح «الفيسبوك» موقعا مهما للعديدين، هؤلاء الذين استغلوه من أجل الترويج لشيء ما، سواء لسلعة أو فكرة، خصوصا النساء اللواتي يتعذر عليهن مثلا الحصول على محل لعرض ما يريدنه. حول هذا الموضوع، كان ل«المساء» حديث مع العديد من مستخدمي هذا الموقع الاجتماعي الذي أخذ شهرة لا منافس لها في السنوات القليلة الأخيرة. بداية كان حديثنا مع الآنسة وسام، 27 سنة، ومن رواد موقع «الفيسبوك» منذ سنتين، أشارت إلى أنها اليوم لا تستغل هذا الموقع للتواصل مع صديقاتها وعائلاتها، بل تعدت ذلك وتفتحت على مجالات عديدة، سواء للبقاء على اطلاع متواصل بأخبار العالم، أو لإمكانية مواكبة كل جديد فيما يخص السوق بمختلف فروعها، عن طريق متابعة صفحات الشركات والمحلات المحلية والعالمية التي تضع صفحة خاصة لها على هذا الموقع. الجدير بالذكر أن «الفيسبوك» أطلق في الأشهر القليلة الماضية لمستخدميه سوقا خاصة بالبيع والشراء محليا، انطلقت في الولاياتالمتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا، لمستخدمي أجهزة «أيفون» و«أندرويد»، إذ سيعرف هذا التطبيق تعميما مستقبلا، وهذا دليل واضح على نجاح عملية التسويق عبر هذا الموقع، حيث ارتأت الشركة إيجاد سبيل جديد للإبقاء على مستخدميها بعدما اتسع مجال «البيع والشراء» عبر صفحات الفيسبوك، بعدما سجلت الشركة أكثر من 450 مليون شخص شهريا يزورون مواقع البيع والشراء، وستظهر الميزة الجديدة كأيقونة «متجر» بأسفل تطبيق «فيسبوك»، وستسمح للمستخدمين بعرض الأشياء للبيع في الجوار أو البحث عن المعروض منها، كنوع جديد من التجارة الإلكترونية. وفي ظل انتشار ما سماه البعض «بالسوق الحرة» تعبيرا عن إمكانية بيع الممتلكات الخاصة، اجمع العديد ممن مسهم استطلاعنا أن موقع «الفيسبوك» أصبح سوقا واسعة الترويج، حيث قالت نسرين 21 سنة، لها صفحة خاصة باسم «بيع سلع مستعملة» على الموقع بأكثر من 700 متتبع، أن موقع «الفيسبوك» يحصي آلاف الخواص الذين يعرضون سلعا مختلفة، لاسيما الفتيات اللواتي يجدن فرصة لعرض مختلف ما يريدنه على تلك الصفحات، من ملابس أو مستحضرات التجميل أو أكسيسوارات أو حقائب يدوية، مضيفة أن العنصر النسوي يسجل حضوره بقوة في تلك الصفحات، سواء اللواتي يبعن أو الأخريات اللواتي يشترين، فانعدام القيود على تلك الواقع كضرورة حيازة محل تجاري أو دفع الضريبة، يجعل من تلك الصفحات المساحة المثالية للتجارة والتسوق. من جهتها، قالت سميرة ماكثة في البيت بأن «الفايسبوك» أصبح يوفر للنساء غير القادرات على الذهاب للتسوق فرصة الاطلاع على ما هو موجود في الأسواق واختيار احتياجاتهن بدون عناء، وهذا مع إمكانية مشاهدة ما يتم بيعه بفضل صور أو فيديوهات، كما يمكن مناقشة السعر عبر المحادثة، ليتم استلام تلك البضاعة في غضون أيام قليلة، وأضافت المتحدثة أن التسوق الإلكتروني له متعته الخاصة، حيث يمكن الوقوع على فرص لا يمكن تفويتها، كسلعة جلبتها صاحبتها من دولة أجنبية ومثلا لم تعجبها أو لم تكن بنفس مقاسها أو غير ذلك، فتبيعها بسعر معقول، وأكدت سميرة أنها سبق لها واقتنت العديد من السلع عبر «الفيسبوك» على غرار مستحضرات التجميل، وحقائب يد، عطور ومنامة وغيرها.. من جهته، حدثنا أنيس، صاحب أحد تلك الصفحات الخاصة التي سماها «الكابة» والمعروفة بالمنتجات المقتناة من دول أجنبية، ويقصد بمصطلحه أو بتسميته لتلك الصفحة بذلك الاسم أن سلعته أصلية، حيث قال: «لقد تخصصت في عرض منتجات خاصة بالنساء، عبر تلك الصفحة، مشيرا إلى أن له العديد من المتتبعات لصفحته ممن يفضلن التسوق «إلكترونيا»، حيث تكون بذلك غير مقيدة بالوقت، أو بعناء التنقل، فقد تكون المرأة بذلك مرتاحة في البيت تتصفح «الفيسبوك» متى شاءت للبحث عما يناسبها، وتستفيد بذلك من خدمة التوصيل.