تم صبيحة أمس، إعادة فتح مقطع الطريق السريع بن عكنون زرالدة، الذي تعرض الجمعة الماضي، لانهيار بعد الانتهاء من أشغال إعادة التأهيل التي استغرقت يوما ونصف (36 ساعة)، حسبما ذكره مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، عبد الرحمن رحماني، الذي أفاد أن الأشغال تمت في وقت قياسي، بتجنيد كل الإمكانيات البشرية والوسائل الضرورية ليلا ونهارا، وأن مصالح مديرية الموارد المائية قامت بإصلاح شبكة التطهير، وقد حضر عملية إعادة فتح هذا المسلك الحيوي رئيس الديوان بوزارة الأشغال العمومية والنقل محمد خباش. أنهت "الورشة الاستعجالية" التي فتحتها وزارة الأشغال العمومية على مستوى بالطريق الجنوبي الأول على مستوى حديقة التسلية ببن عكنون، على خلفية حادثة "الفجوة العملاقة"، كل التخمينات والتساؤلات والمخاوف حول مصير إعادة الطريق إلى حالتها الطبيعية، حيث نجحت الوزارة بفضل التنسيق المحكم بين مختلف القطاعات ذات الصلة ب«الكارثة" في إعادة الحياة لهذا المسلك الرئيسي، بعد حالة اختناق وقلق في أوساط مستعملي الطريق. وقال عبد الرحمن شطيبي، مدير الأشغال العمومية بوزارة الأشغال العمومية والنقل، إن إعادة إصلاح الطريق الاجتنابي للعاصمة على مستوى بلدية بن عكنون، تم وفق مقاييس السلامة مما سيسمح للمواطنين باستعمال الطريق بكل أمان. من جهتها أنهت مصالح الشرطة المخطط المروري الاستعجالي الذي طبقته عند بداية الأزمة، ورافقت فتح الطريق الرابط بين بن عكنون والدار البيضاء بانتشارها العادي وذلك منذ منتصف نهار أمس، وحسب العميد الأول للشرطة أعمر لعروم، مدير إدارة الاتصال والإعلام بالمديرية العامة للأمن الوطني، فإنه فور وقوع حادثة انجراف التربة على مستوى الطريق السريع (بن عكنون الدار البيضاء)، ليلة يوم الجمعة، سخرت المديرية العامة للأمن الوطني كل الإمكانيات البشرية والمعدات اللازمة للتكفّل بتأطير إجلاء الجرحى إلى المستشفيات ثم الإشراف في الوقت نفسه على تسيير حركة المرور التي عرفت في الأوقات الأولى من الحادث اضطرابا خفيفا سرعان ما تم التكفّل به من قبل فرق شرطة المرور العاملة في الميدان، مؤكدا أن تشكيلات شرطة المرور شرعت مباشرة في تنفيذ مخطط مروري استعجالي، حيث عزز بفرق راجلة وكذا دراجين بالإضافة لاستخدام طائرتين مروحيتين وعتاد من أجل فك الاختناق المروري وتسهيل السيولة المرورية بتحويلها إلى وجهات محاذية، واستعمال طائرتين مروحيتين لتحديد نقاط الاختناق المروري بواسطة بث صور مباشرة لغرفة العمليات لاتخاذ القرارات اللازمة، وأن المواطنين استحسنوا الجهود التي قام بها عناصر الشرطة وسهرهم الدائم والمتواصل على توفير الأمن وانسيابية حركة المرور منذ اللحظات الأولى للحادث. من جهته أكد الخبير يوسف خبابة، مختص في الطرق والشبكات المختلفة ل«المساء" أن المطلوب بعد هذه الكارثة هو أن تقوم الوزارة الوصية بدراسة جيوتقنية على حافتي الطريق لمعرفة درجة مقاومة التربة الموجودة تحت سطح الأرضية، ومعرفة ما إذا كانت هناك فراغات أخرى من شأنها أن تعيد نفس السيناريو، واستغلال مختلف التجهيزات الحديثة التي يمكن بفضل تقنية "الأنقاب" التي يمكن إجراؤها، مشيرا إلى ضرورة إعادة تشخيص شبكة القنوات القديمة والجديدة خصوصا تلك التي تقطع الطريق، وأن يكون لمصالح الموارد المائية بنك معلومات دقيق لشبكة القنوات والتعرّف على حالتها.