كشف الدكتور محمد الشريف لمداوي المختص في علم الأوبئة بمستشفى قسنطينة، خلال اليوم التحسيسي الذي احتضنته نهار أمس قاعة البث المتلفز بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، كشف عن استراتيجية تتبناها الجزائر في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة، مؤكدا أن هناك إرادة للقضاء في آفاق 2030 تماما على إمكانية انتقال فيروس الإيدز من الأم الحامل إلى الجنين. وحسب الدكتور محمد الشريف لمداوي، فإن الجزائر لديها برنامج منتظم لمواجهة الأمراض المعدية وخاصة المتنقلة عن طريق الجنس، وعلى رأسها مرض فقدان المناعة المكتسب أو ما يعرف عالميا بمرض الإيدز، مضيفا أن هناك إرادة وحرصا على تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية للتصدي لهذا الداء والحد من انتشاره وسط المجتمع. وقال إن الاستراتجية التي تتبناها الجزائر تسعى لتخفيض عدد المصابين بهذا المرض والتخفيض من نسبة الوفيات الناجمة عن فيروس «إيتش وان أن وان»، مضيفا أن نسبة انتشار المرض بين الجزائريين تقدَّر بحوالي 0.1 %، وهي، حسب ذات المتحدث، نسبة صغيرة وبعيدة عن النسب العالمية. وحسب الأستاذ عزيز حداد، نائب عميد جامعة الأمير المكلف بالبيداغوجيا، فإن اليوم التحسيسي جاء بهدف رفع الوعي والتحذير من خطورة هذه الأمراض الفتاكة وعلى رأسها مرض الإيدز أو فقدان المناعة المكتسبة، في ظل النقص الذي يعاني منه المجتمع من غياب للثقافة الصحية وسط الأفراد ومن مختلف الفئات، مضيفا أن اليوم التحسيسي عرف حضور أطباء مختصين وأساتذة في العلوم الشرعية والقانونية وعدد من الطلبة المهتمين، وحرص على وجوب معرفة خفايا هذا المرض لتجنبها، وتطبيق تعليمات الدين الإسلامي الذي يحرم العلاقات الجنسية المتعددة وغير الشرعية، التي تُعد أكبر وسيلة لانتقال فيروس هذا المرض. من جهة أخرى، أكدت الطبيبة أمينة عوادي مختصة في الأمراض المعدية، أن مركز تقصّي فيروس فقدان المناعة المكتسبة الذي فتح أبوابه سنة 2011 بجوار عيادة منتوري بحي الدقسي بولاية قسنطينة، منذ ذلك الوقت، أحصى حالتين مؤكدتين بمرض الإيدز، ويتعلق الأمر بامرأة حامل تبلغ من العمر 38 سنة وشيخ يبلغ من العمر 76 سنة، كشفت التحاليل الفجائية قبل إجرائه عملية جراحية، أنه مصاب بهذا الفيروس. ودعت الطبيبة أمينة عوادي المواطنين لتغيير ذهنياتهم والتقرب من هذا المركز، الذي أجرى منذ فتحه، 1300 معاينة لإجراء الفحوصات المجانية والطوعية، وبذلك الكشف المبكر عن أي خلل مناعي في ظل سرية التحاليل التي لا تنشر أي معلومة عن الزائر، مؤكدة أن أعراض هذا المرض قد تبقى مختفية عند المصابين لمدة 10 سنوات قبل أن تظهر بصفة دائمة، وأن الأعراض الأولى قد تكون بسيطة، وعلى شكل أعراض الزكام، وهو الأمر الذي قد يزيد من انتشار هذا المرض في الخفاء.