تحولت الكتب شبه المدرسية إلى أكثر من ضرورة بالنسبة للمتمدرسين في جميع الأطوار التعليمية، حيث لا يخلو أي منزل يحوى متعلمين منها وتحديدا أولئك المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية، الأمر الذي دفع بدور النشر في السنوات الأخيرة إلى الإسراع للتخصص في مجال إعداد هذا النوع من الكتب التي يفترض أنها في الأساس تساعد على فهم المنهاج ولا تحل محل الكتاب المدرسي. للاطلاع عن كثب على الكتب شبه المدرسية ومدى تفاعل المهتمين بها، كان ل«المساء» جولة بمعرض الكتاب الذي أقيمت فعالياته بفضاء «مصطفى كاتب»، حيث لاحظنا أن الكتب شبه المدرسية في مختلف المواد سواء تعلق الأمر باللغة العربية أو الرياضيات أو الفيزياء أو العلوم أو اللغات الأجنبية ولجميع الأطوار التعليمية حاضرة ومتنوعة، وكان في المقال تهافت كبير عليها من طرف زوار المعرض بشهادة ممثلي دور النشر الذين أكدوا أن الكتب المدرسية الخارجية تتصدر المبيعات، والإقبال عليها كبير طيلة الموسم الدراسي، بينما يبلغ الطلب عليها ذروته خلال الدخول المدرسي وعند اقتراب موعد الاختبارات، يسارع الأولياء والتلاميذ إلى انتقاء عدد منها لتساعدهم على فهم ما استعصى عليهم كونها تقدم دروسا بطريقة جد مبسطة وتحوي حلولا لجميع المسائل. وفي دردشتنا إلى ممثلة «دار عراس» السيدة سهى الجزائري، أكدت أن الطلب على الكتب المدرسية يعرف تحسنا كبيرا سنة بعد أخرى، وهذا طبعا راجع تقول «إلى الإيجابيات الكبيرة التي تتوفر عليها هذه الأخيرة، إذ أنها تساعد أولياء الأمور على تسهيل العميلة التربوية على الأبناء لاحتوائها على الكثير من الأنشطة التي تمكن من الفهم، لاحتوائها على حلول مبرمجة لجميع التمارين المقترحة التي تتوافق طبعا مع المنهاج الدراسي، غير أنني لا أخفي عنكم تضيف المتحدثة «إن خبرتي الطويلة في التعامل مع هذا النوع من الكتب جعلتني أتيقن بأن الكتب الخارجية أفقدت التلميذ إن صح التعبير الرغبة في الاجتهاد أو البحث لأن كل ما تقدمه الكتب شبه المدرسية جاهز يستقبله التلميذ دون أن يحاول بطريقة أو بأخرى الاعتماد على ما يملك من قدرات عقلية يختبر من خلالها ذكاءه، بالتالي أصبح تركيزه على هذا النوع من الكتب مقتصرا على إسراعه للاطلاع على الحلول دون الحاجة إلى الفهم، هذا بالنسبة للتلاميذ، أما بالنسبة للأولياء فقد تحولت هذه الكتب التدعيمية إلى المنقذ، حيث نلاحظ تضيف «الأولياء يسارعون عند اقتراب موعد الاختبارات إلى اقتناء العديد من العناوين التي يعتقدون بأنها تسهل على أبنائهم طريق النجاح وينسون بذلك المعنى الحقيقي للعملية التعليمية. الشعور بالراحة النفسية للأولياء بعد اقتناء هذه الكتب الخارجية ومنحها لأبنائهم يجعلهم تقول محدثتنا «يعتقدون أنهم ألقوا بالمسؤولية على أبنائهم، بعد أن وضعوا بين أيديهم الحلول البسيطة لكل العراقيل التي يمكن أن تصادفهم أثناء المراجعة، من أجل هذا نعتقد اليوم أن الكتب شبه المدرسية رغم أهميتها، إلا أن الأولياء والأبناء أساؤوا استخدامها من خلال التوجه مباشرة إلى الحلول. من جهته محمد لحمر، ممثل دار الدروب، قال «في معرض حديثه حول الكتب شبه المدرسية بأنها أصبحت في الآونة الأخيرة تلقى اهتماما كبيرا، إذ أن الأولياء يسارعون إلى اقتناء عدد منها وفي بعض الأحيان يشترون العديد من العناوين لأساتذة مختلفين في نفس المادة، وأعتقد يضيف «أن سر الاهتمام بهذا النوع من الكتب راجع إلى التخصص، بمعنى أن بعض دور النشر اختصت بهذا النوع من الكتب فقط، إذ يشرف على عملية تجهيز الكتب أساتذة ومختصون في مختلف المواد، ناهيك عن أن هذه الأخيرة أصبحت تخضع للرقابة ولعل هذا ما وسع من دائرة الإقبال عليها إذ كانت فيما مضى تحوي بعض الأخطاء ولا تتوافق مع المنهاج المدرسي، أما اليوم أصبحت تستجيب لكل ما يتلقاه التلميذ في المؤسسة، وفي جميع الأطوار، الأمر الذي يفسر التهافت عليها على مدار السنة.