يحتضن المركز الثقافي الجزائريبباريس، العديد من النشاطات التي تروج للثقافة الجزائرية والتراث الذي تزخر به مختلف مناطق بلادنا الممتدة بين التل والصحراء. كما يحرص المركز كعادته على أن يكون فضاء لتبادل الأفكار والنقاشات الفكرية التي تفتح أفق التواصل وتقضي على التشنج الذي يفرضه الإقصاء. برنامج نهاية السنة حقق التميز وأعطى مسحة من الدفء، وجال في ربوع الجمال وسافر بأهل باريس إلى «جزائرنا الحبيبة». طغت على البرنامج المعارض، من بينها معرض»المنمنمات العصرية» للفنانة إيدا آيت إيدير، ستستمر فعالياته إلى غاية 6 جانفي القادم. الفنانة مولودة على أرض الجزائر وعاشت بباريس، وانطلق مشوارها الفني سنة 1984 مع بعض الأساتذة الذين قدموا لها الدعم، وهكذا تمكنت من تعاطي فن المنمنمات الذي هو جزء من الهوية الثقافية الجزائرية، له خصوصياته ومدارسه ورواده، لكنها أيضا استلهمت من المنمنمات الإيرانية لتري تجربتها وابتداء من سنة 94 تحولت لمنمنمات تركية، ليترسخ مشوارها في الفن والمنمنمات الجزائرية، خاصة مع الراحل محمد راسم. للفنانة براعة منقطعة النظير في في تصور رسمها، ثم تشكيله وفق ذوق راق، ونتيجة تكوينها وبحثها، استطاعت أن تقحم هذا التراث الجزائري والإسلامي العريق في الفن المعاصر، وهذه التجربة جعلتها تتعمق أكثر في المدارس الفنية الغربية، خاصة تلك التي تعاملت مع فن الشرق واستلهمت منه الروائع. قدمت الفنانة كتابات وشخوصا وعمدت إلى إعارة المنمنمات تواجدا مطلقا على محيط اللوحة ونسخت بذكاء على مساحات منخفضة إبداعات متحركة في اتجاه قد يتعدى حدود المكان. معرض آخر للفنان زروقي بعنوان «سر المظاهر» تستمر فعالياته إلى ال26 ديسمبر الجاري، وهو محاولة لجعل الرسم جسرا نحو الوطن، علما أن هذا الفنان يجعل من كل معرض رحلة رجوع نحو الجزائر من خلال سفر ممتع ليلتقي خدة، وعبد القادر علولة وغيرهما من الرواد ويخلص إلى فكرة أن الفن وطن يسكن في الوجدان. يعتمد هذا الفنان على الأضواء التي تشع من بلاد الجزائر، عابرة حدود البحر المتوسط، حاملة معها الدفء والنور والألوان التي تمسح كآبة المكان. يمزج هذا الفنان بين الأسلوب التشخيصي والتجريدي ويحاول أن يجعل من لوحاته مقاطعا شعرية وبصرية، كما تبدو رسوماته كأنها خطت على الماء من فرط استعمال الأزرق، وما عداه من الألوان الأخرى تكون محتشمة منها الأصفر والأسمر والبنفسجي، لكنها كلها تجتمع وتتكامل لتثير حاسة التخيل، وتنقل العين من البصر إلى البصيرة، وهكذا تتلاشى الحدود بين الفن والحياة وتصبح اللوحة استعارة من الحياة. في مجال الغناء، ستنشط بهجة رحال ليلة 12 جانفي حفلا فنيا أندلسيا تقدم فيه نوبتها الجديدة. كما سيكون للأطفال (حتى عمر ال15 سنة) نصيب من النشاطات، منها العروض المسرحية والموسيقية وورشات العرائس، تستمر إلى غاية ال31 ديسمبر. للتذكير، نظم المركز خلال الأسبوع الفارط العديد من النشاطات، منها عروض أفلام كان منها فيلم كريم بلقاسم لأحمد راشدي، وتكريمات منها تكريم الراحل مكالك شبل وكمال مسعودي ودرويش. كما استضاف فنانين من طبع الأندلسي، منها جمعية مصطفى بلخوجة من وهران وحفل الصحراء مع نبيل بالي من جانت وموسيقى العالم مع لطيفة عامر وغيرها من النشاطات.