استؤنفت في الساعات الأولى من صباح أمس، عملية ترحيل 98 عائلة من سكان الحي القصديري الأقواس الرومانية بقسنطينة، حيث ودّعت العائلات حياة البؤس والحرمان، بعد أن أشرفت السلطات البلدية بالولاية مع الساعات الأولى، على ترحيلهم نحو سكنات لائقة بالوحدة الجوارية رقم 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي. وتم الاستعانة ب 40 شاحنة خاصة بالشباب المستفيدين في إطار تشغيل الشباب، لنقل أغراض السكان المرحلين وكذا 15 شاحنة أخرى تابعة للبلدية، زيادة على تجنيد مصالح دائرة قسنطينة بالتنسيق مع المديريات التنفيذية المعنية بملف السكن وشركات سونلغاز وسياكو ومصالح البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية، كافة الإمكانيات اللازمة من أجل أن يرحَّل السكان في ظروف حسنة. وقد شهدت عملية الترحيل التي مست في مرحلتها الأولى 98 عائلة من حي الأقواس الرومانية، أجواء عادية وسط فرحة كبيرة للسكان المستفيدين من السكنات الجديدة، حيث أكد رئيس دائرة قسنطينة بشير كافي، أن عملية ترحيل سكان حي الأقواس الرومانية جاءت بعد استيفاء المرحلين كل الشروط الإدارية والمالية مع ديوان الترقية والتسيير العقاري، مضيفا في ذات السياق أن مصالحه قامت ببرمجة 16 عائلة أخرى للترحيل إلى الوحدة الجوارية 20 أواخر شهر مارس المقبل، بالإضافة إلى أزيد من 100 عائلة كانت قامت بدفع مستحقات الاستفادة من سكناتهم في أحياء أخرى بالمدينة، حيث تم منحهم نهار أمس مفاتيح السكنات الخاصة بهم. من جهة أخرى، كشف رئيس الدائرة على هامش عملية الترحيل، عن منح ديوان الترقية والتسيير العقاري حصة مكونة من 820 سكنا في الوحدة الجوارية رقم 20 من برنامج 2050 وحدة مبرمجة في المدينة الجديدة علي منجلي، انتهت الأشغال بها، وهي الحصة، حسب كافي، التي ستضم عدة أحياء، على غرار التجمعات الواقعة فوق أراضي الانزلاق والمدينة القديمة والسكنات الهشة، وكل السكنات التي كانت مبرمجة والتي تحوز على استفادات مسبقة، الذين سيتم ترحيلهم في الآجال القريبة. للإشارة، كان سكان الأقواس الرومانية قاموا قبيل عملية الترحيل، باحتجاجات كبيرة بعد أن أقدموا على شل الطريق المزدوج في الاتجاهين، الرابط بين حي جنان الزيتون وحي سيدي مبروك على مستوى محطة المسافرين الشرقية؛ تعبيرا منهم عن استيائهم من الوعود الكاذبة التي طالتهم بشأن الترحيل، حيث أكدوا في وقت سابق، أنهم تلقوا وعودا بترحيلهم من سكناتهم الهشة نحو سكنات لائقة بالمدينة الجديدة علي منجلي الشهر الفارط، لكنهم تفاجأوا بتراجع السلطات المحلية عن وعدها بدون تقديم أي تبريرات. لضمان ترحيل قاطني حي الأقواس ...تسخير 100 عون بلدي و40 شاحنة سخّرت بلدية قسنطينة إمكانيات مادية وبشرية معتبرة لضمان عملية الترحيل التي أطلقتها الدائرة نهار أمس، وشملت 116 عائلة كأول مرحلة ضمن حصة 820 مسكنا خاصة بسكنات القصدير، الانزلاق وسكنات المدينة القديمة، حيث قصد أعوان البلدية منذ الساعات الأولى لصباح أمس، حي الأقواس الرومانية المعنية بالترحيل، والتي يعود تاريخ نشأتها إلى العهد الكولونيالي، وتقع بمحاذاة محطة المسافرين الشرقية. وأكد ل «المساء» رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد محمد ريرة الذي تابع العملية عن قرب، أن البلدية خصصت أكثر من 100 عون من عمالها بالاستعانة بمختلف المندوبيات البلدية، من أجل مساعدة العائلات على نقل أغراضهم وتنظيف المكان، حيث تم الاستنجاد أيضا، حسب محدثنا، بعمال المؤسسة العمومية البلدية للنظافة. ووضعت بلدية قسنطينة العديد من معداتها وآلياتها في خدمة عملية الترحيل التي مست إحدى أقدم المزارع بالمدينة إبان الاستعمار الفرنسي، وكانت مختصة في تربية حيوان الخنزير قبل أن تتحول بعد الاستقلال، إلى مجمع سكني، يضم أكثر من 116 عائلة. وحسب السيد محمد ريرة فقد دعمت البلدية عملية الترحيل ب 40 شاحنة لنقل أغراض السكان نحو السكنات الجديدة بمدينة علي منجلي. كما تم تسخير، حسب ذات المتحدث، محملين كبيرين، جرافة ومعول من أجل مباشرة عملية الردم التي انطلقت في حدود التاسعة والنصف صباحا بعد إخلاء كل السكنات. وقال رئيس المجلس الشعبي البلدي لقسنطينة، إن البلدية تنسق مع مختلف القطاعات، على غرار الري والأشغال العمومية لإنجاح العملية، مضيفا أن الردوم التي ستنتج عن هدم هذا الحي القصديري، سيتم تحويلها عن طريق شاحنات البلدية، نحو مركز الردم التقني الخاص بالنفايات الصلبة، وفقا لما جاء به اجتماع اللجنة المشتركة بالولاية التي ترأّسها الوالي كمال عباس في وقت سابق. وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لقسنطينة، أن البلدية بمختلف مندوبياتها العشر، ستضع إمكانياتها البشرية والمادية في خدمة عمليات الترحيل التي ستعرفها ولاية قسنطينة خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، مضيفا أن هناك تنسيقا كبيرا بين مختلف القطاعات لتفادي بعض الأمور السلبية التي شهدتها عمليات الترحيل في السنوات الفارطة، خاصة في مجال عدم هدم البنايات بعد ترحيل أصحابها؛ ما نتج عنه عودة شغل هذه البنايات من جديد من طرف عائلات أخرى للمطالبة مجددا بالسكن.