ساهمت موجة البرد التي ضربت عنابة خلال 24 ساعة الأخيرة، في غياب العديد من التلاميذ خاصة القاطنين بالمناطق المعزولة والنائية منها بلديات سرايدي والتريعات وشطايبي وكذا العلمة وبرحال وغيرها، حيث لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بسبب الوضع الذي تعرفه بعض المؤسسات التربوية خصوصا ما تعلق بانعدام التدفئة على غرار العلمة ومنطقتي سرايدي وشطايبي وكذلك الأشغال المتواصلة التي مست الكثير من الأقسام التي لا تزال قيد الإنجاز. وهو ما جعل البلديات في قفص الاتهام جراء ما وصلت إليه وضعية هذه المؤسسات التي لم يتم ربطها بالتدفئة رغم قساوة الطبيعة، حيث أن هذه الأوضاع حرمت الكثير من التلاميذ من الالتحاق بالمدارس بسبب البرودة الشديدة، على اعتبار أن الأقسام تفتقر إلى التدفئة ناهيك عن بعض المؤسسات التي لا تزال الأشغال قائمة بها، وهو ما صعب الدراسة على التلاميذ وأجبر الأساتذة على الاستعانة بمدفأة كهربائية التي لا توفر احتياجات التلاميذ خاصة منهم في الطور الابتدائي. ناهيك عن استفادة المتمدرسين بأعالي سرايدي من وجبات باردة بعد صعوبة تحويل قارورات غاز البوتان. وفي سياق متصل، لا تزال تدخلات قوات الجيش الوطني الشعبي متواصلة لتحويل الأغطية والأفرشة والمؤونة إلى مناطق عين بربر والرمانات، الأمر الذي صعب الوصول إليها رغم استعمال كاسحات الثلج والجرافات، ويبقى الطريق المحوري زلجا ويصعب السير عليه حتى بالجرارات، وهو ما جعل الأمن ومصالح بلدية سرايدي تتراجع إلى أن ينقص حجم الثلوج. وعلى صعيد آخر فضحت الأمطار الطوفانية الأخيرة، سياسة التلاعب بمشاريع تهيئة الطرقات وتجديد شبكة الصف الصحي والتي أنجزت خلال أوت الماضي، لتغرق في السيول الجارفة ومياه البرك الموحلة. وهو ما تسبب في شل حركة المرور ليلة أول أمس، وقد تدخلت عناصر الحماية المدنية لفك الخناق وامتصاص مياه البرك، وبالنسبة للمتضررين من السكنات الهشة خاصة القاطنين بالمدينة القديمة «بلاص دارم» عبّروا عن امتعاضهم الشديد إزاء معاناتهم مع انخفاض درجة الحرارة، مما زاد من صعوبة الوضع بالنسبة لهم، وقد طالبوا بضرورة تدخل الوالي لانتشالهم من البرد لأن أغلبهم قضى ليلته لدى الأهل والجيران تخوفا من انهيار السكنات بعد هبوب رياح قوية، كانت قد أثرت على الجدران الآيلة للسقوط، وقد هددت العائلات بالخروج للشارع في انتفاضات شعبية في حال عدم ترحيلهم خلال البرنامج السكني لهذه السنة. وفي سياق آخر لم تسجل عنابة خلال التقلبات الجوية الأخيرة انقطاعات في الكهرباء بعد تدخل مؤسسة سونلغاز خلال الشهر الماضي، وتجديدها لكل الكوابل والمحولات الكبرى، وهو ما ضمن بقاء الكهرباء في أغلب الأحياء والتجمعات السكنية النائية بالولاية.