تمكنت الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المواد النفطية «نفطال»، من امتصاص أزمة غاز البوتان في ظل موجة البرد التي تعرفها البلاد، حيث تمكنت المؤسسة من القضاء على ظاهرة الطوابير غير المنتهية ومحدودية المادة الحيوية، مثلما حدث سنة 2012، بفضل التدابير الاستثنائية التي اتخذتها لتزويد المناطق المعزولة بالمكميات الكافية من الوقود. كما طمأنت «نفطال» زبائنها بوفرة قارورات الغاز بمركز سيدي رزين (براقي)، الذي يقوم بتوزيع المادة الحيوية لمعظم ولايات الوطن، حيث وقفت «المساء» على بعض الحقائق بالمركز نسردها خلال هذا الاستطلاع. لا يجد الموزعون صعوبة في تحميل قارورات غاز البوتان وتوزيعها على المدن والولايات الأخرى، حيث سخر مركز سيدي الرزين كل التدابير لتسهيل عملية الموزعين والقضاء على الطوابير التي عادة ما تعرقل مهامهم في إيصال هذه المدة الحيوية للمتضررين من سقوط الثلوج. 700 ألف قارورة توزع يوميا خلال زيارتنا لمركز سيدي رزين، الذي يعد من أكبر مراكز التعبئة بالعاصمة، ويوزع لمختلف ولايات الوطن، على غرار سطيف، برج بوعريريج، البليدة، البويرة وتيزي وزو، حسبما أكده المدير العام لفرع الغاز المميع السيد بادة كمال ل«المساء»، حيث أوضح هذا الأخير أن شركة «نفطال» توزع قرابة 700 ألف قارورة غاز بوتان في اليوم، بدل 100 ألف بسبب الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها البلاد. ونحن نتجول بمركز تخزين الغاز، قدم لنا بادة كمال بعض الشروحات في كيفية وصول الغاز المميع، من ميناء آرزيو بوهران إلى سيدي الرزين، عبر باخرات تحمل صهاريج كبيرة لتفريغ هذه المادة الحيوية بالمركز، مشيرا إلى أن الباخرة الواحدة تضم 5 آلاف طن. وأشار مصدرنا إلى أن نفطال جندت عددا كبيرا من العمال لتوزيع مادة الغاز، عبر فرق متنقلة تقدر بثلاث فرق، كل فرقة تحمل حوالي مليون و400 قارورة. خزان سيدي رزين مملوء بنسبة 80 بالمائة زيارتنا لمركز المراقبة بسيدي رزين، أكدت لنا أن الخزان مملوء بنسبة 80 بالمائة، حسبما أكده لنا رئيس المركز بوخليفة نبيل، حيث أوضح أن المادة الحيوية متوفرة ويمكن تغطية حاجيات المواطن، عكس ما حصل خلال سنة 2012 التي عرفت أزمة حادة في توزيع غاز البوتان، بسبب الاضطرابات التي منعت دخول البواخر. وأكد محدثنا أن عملية التوزيع تتم عن طريق الصهاريج وأخرى عبر الأنبوب، مثلما هو الحال بالبليدة والحراش، وكل المراكز مجندة في سبيل التدخل في حالة تواصل الإضطرابات الجوية. 1700 شاحنة لتوزيع القارورات أكد كمال بادة أن أسطولها في التوزيع عبر الشاحنات، يعتمد على 1400 شاحنة، منها 300 مدعمة من طرف الخواص، إلى جانب كراء باخرتين إضافيتين لجلب مادة الغاز من ميناء آرزيو بوهران. وتم تدعيم فرق الإنتاج باليد العاملة، أي ما يفوق 900 عامل مؤقت بسبب تطور الأحداث بغرب البلاد. مشيرا إلى أن العمل الجواري الذي قامت به السلطات المحلية بالتنسيق مع مدريي الطاقة، طبقا لتعليمات الحكومة، ساهم في فك العزلة عن المناطق التي يصعب الوصول إليها، إلى جانب تدخلات الدرك الوطني والجيش والحماية المدنية ومؤسسة «نفطال». وأشار مصدرنا إلى أن «نفطال» وجدت صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المعزولة بسبب الطرق المغلقة، لكن سرعان ما تفتح. تتدخل «نفطال» لتوزيع القارورات، مثلما حصل بالمدية التي استفادت مؤخرا من 10 شاحنات محملة بالمادة الحيوية، أي ما يعادل 3 آلاف قارورة. وأضاف مصدرنا أن الخواص يغطون 20 بالمائة من السوق الوطنية، حيث يعمل هؤلاء كعملاء مع مؤسسة «نفطال» وساهموا بدرجة كبيرة في عملية التغطية. 200 دينار للقارورة والسماسرة في الموعد تحدث بن بادة عن السماسرة الذين يغتنمون فرصة مضاعفة أسعار قارورة الغاز، حيث وجه نداء لهؤلاء بضرورة التمتع بالروح الوطنية والتضامن مع بعض لتجاوز الأزمة. وأشار إلى أن السعر المقنن من طرف الدولة يقدر ب200 دينار، وهو السعر الذي تبيع به مؤسسة «نفطال» لمختلف ولايات الوطن، بما فيها وهران، قسنطينة والجزائر. مدير مقاطعة الغاز المميع لتيزي وزو ل«المساء»: «نفطال» وزعت 700 ألف قارورة غاز خلال التقلبات الجوية الأخيرة أكد السيد شريفي عبد الحق مدير مقاطعة الغاز المميع بتيزي وزو ل«المساء»، أن مؤسسة «نفطال» تيزي وزو اتخذت كل الإجراءات الضرورية لتلبية الطلب على غاز البوتان طيلة الموسم الشتوي 2016 /2017، حيث سطرت المؤسسة مخطط عمل سمح لها بتزويد حاجيات السكان من الغاز، من خلال إنتاج 700 قارورة وزعت على كل بلديات وقرى الولاية، مما مكن المؤسسة من تحقيق استجابة كلية للطلب طيلة فترة التقلبات الجوية دون تسجيل أي نقص أو مشاكل في التموين. وذكر السيد شريفي أن المؤسسة لم تبخل في بذل أي جهد يضمن تلبية احتياجات سكان الولاية، فيما يتعلق بغاز البوتان، لاسيما في الأوقات الحرجة التي شهدت خلالها بلديات الولاية انخفاضا كبيرا لدرجة الحرارة والحاجة الكبيرة للغاز كانت أكثر من ضرورية، مما سمح للسكان خاصة القاطنين بالمناطق النائية والمنعزلة من تجاوز هذه الفترة دون مشاكل، بفضل جهود المؤسسة وعمال مقاطعة الغاز المميع التابعة ل«نفطال». قدم مدير (مقاطعة الغاز المميع لتيزي وزو) حصيلة نشاطات «نفطال» خلال التقلبات الجوية، فيما يتعلق بتوفر قارورات غاز البوتان للمواطنين، إذ تمكنت المؤسسة عبر وحدتي الإنتاج المتمركزة بوادي عيسي وفريحة، من إنتاج 700 ألف قارورة غاز البوتان وزعت على مختلف نقاط بيع غاز البوتان، حيث تم تسجيل بيع 660 ألف قارورة «ب13» عبر كل بلديات وقرى الولاية حتى الجبلية والنائية منها، كما زودت المؤسسة مركزي إنتاج الغاز بكل من وادي عيسي وفريحة ب9 آلاف طن من مادة البوتان السائلة. وأشار المتحدث إلى أن المؤسسة كانت تضمن تلبية احتياجات المواطنين من غاز البوتان من خلال الأيام العادية، بإنتاج 35 ألف قارورة غاز يوميا، ومع انخفاض درجة الحرارة نتيجة تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة، ارتفع الطلب على الغاز، مما كان وراء رفع المؤسسة لإنتاجها الذي بلغ «القمة» يوم الجمعة 20 جانفي، حيث أنتجت «نفطال» 41 ألف قارورة غاز في يوم واحد، استجابة لاحتياجات المواطنين فيما يتعلق بقارورة الغاز. يؤكد نفس المتحدث. وقد تمكنت المقاطعة لأول مرة منذ عام 1994 وبترخيص من الولاية، من توزيع غاز البوتان لسكان منطقتي واسيف وبني يني، من خلال إيصال الغاز إلى المنطقة عبر الشاحنات. وذكر السيد شريفي أن عملية التموين لم تنقطع، رغم أن الطرق كانت مشلولة بفعل تساقط الثلوج، وهذا بفضل «مخزون الأمن» للمؤسسة الموزع بكل من المركز الصغير لواضية الذي يضم 9 آلاف قارورة غاز بوتان، ومركز عين الحمام الذي كان يحتوي 10 آلاف قارورة غاز بوتان، حيث تم تدعيمهما بالكمية اللازمة التي تكفي لتلبية الطلب في تلك الفترة. ❊س.زميحي