أطاحت فرقة البحث والتدخل التابعة لمصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية بومرداس، بشبكة إجرامية مختصة في سرقة السيارات الفاخرة على المستوى الوطني والدولي، وتمكنت من استرجاع 33 مركبة تقدر قيمتها بأكثر من 20 مليار سنتيم، مع استرجاع مبلغ مالي مقدر ب1،459 مليار سنتيم. العملية تم على إثرها إيقاف 17 شخصا ويبقى 4 من جنسيات أجنبية في حالة فرار. أكد محافظ الشرطة عبد الحميد معاشو، رئيس فرقة البحث والتدخل لأمن ولاية بومرداس، أمس، خلال ندوة صحفية بأن التحقيقات التي بدأتها الشرطة خلال سبتمبر 2016، إثر تلقي معلومات بوجود ملفات قاعدية خاصة ببطاقات رمادية كانت مودعة على مستوى بلديتي بودواو وأولاد موسى، إفضت إلى الإطاحة بشبكة إجرامية دولية مختصة في سرقة مركبات فاخرة وتسويقها على محور الجزائر-الإمارات العربية-أمريكا وأوروبا. في التفاصيل يقول المسؤول إن فرقة «بي.أر.إي» لبومرداس كانت باشرت التحريات فور تلقيها لمعلومات بوجود بطاقات رمادية مزوّرة عن طريق التأكد من مصالح بلدية بودواو من صحة الملفات القاعدية الخاصة بكل الأشخاص الواردة أسماءهم، وكذا التأكد من صحة إصدار رخص السياقة وبطاقات التعريف الوطنية، فتبين أنها غير صادرة عن مصالحهم، وهو ما يؤكد أن هذه العصابة قد زوّرت وثائق إدارية مع انتحال هويات الغير قصد استعمالها في إيداع ملفات قاعدية للحصول على بطاقات رمادية لمختلف المركبات وهذا بتواطؤ موظفين من الإدراة العمومية مع العصابة، كذلك تم التأكد من مصالح ولاية الجزائر من صحة البطاقات للمركبات محل التحقيق، وتبين عدم وصولها إلى صحة تلك الأرقام. هذا الأمر جعل فرقة البحث والتدخل تتأكد من مصالح المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصاء التابع للجمارك الجزائرية، بخصوص الوضعية القانونية حول دخول وخروج المركبات محل التحقيق وتبين يضيف المسؤول أن المركبات لم يتم جمركتها مما يعني أنها مهربة عبر الحدود الجزائرية وتحديدا عبر الحدود مع ليبيا. أسفر البحث والتحري عن توقيف 17 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 23 و59 سنة ينحدرون من ولايات: الجزائر، بومرداس، البليدة، المسيلة، تلمسان، وهران وباتنة. مع استرجاع 33 مركبة من بينها سيارات فاخرة ذات علامات عالمية، منها 18 مركبة تم تهريبها عبر الحدود وتم تسويقها في كل من الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية وهولندا واليابان وليبيا. إضافة إلى 6 مركبات هي محل بحث من قبل السلطات الفرنسية، الألمانية والإسبانية كونها محل سرقة، وكذا استرجاع 9 مركبات كانت محل سرقة عبر التراب الوطني. في السياق، أكد المسؤول عن تعاون عن طريق الشرطة الدولية (الأنتربول) في قضية الحال بسبب تعقيدات الكشف عن هوية الفاعلين، ملفتا إلى وجود 4 رعايا أجانب ضمن الشبكة الإجرامية من جنسيات ليبية وصحراويين وفرنسية يوجدون في حالة فرار. وقد كشفت هذه القضية عن استعمال «الفيسبوك» ضمن الجريمة المنظمة، حيث أوضح نفس المسؤول أن التحقيقات قد بيّنت تبادل رسائل مشفرة بين أفراد العصابة عبر «الفيسبوك» تحوي أرقاما تسلسلية للمركبات وبطاقة الصانع ومعلومات أخرى، تمكنت الفرقة من فك شيفرتها والوصول إلى كامل المعلومات المكمّلة للتحقيق. يذكر أن أفراد هذه الشبكة الإجرامية الموقوفين تم إحالتهم على وكيل الجمهورية لمجلس قضاء بومرداس بتهم: التزوير واستعمال المزور من الباطن في ملفات إدارية لمركبات وتقليد أختام الدولة ودمغات رسمية إدارية، سوء واستغلال الوظيفة وإخفاء أشياء مسروقة، والتهرب الجمركي مع مخالفة قواعد تنظيم سند العبور، وانتحال اسم من شأنه التقييد في صحيفة السوابق العدلية وعدم التبليغ عن جناة المتبوع بالتصريح الكاذب والرشوة.