جدّد وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس، بأبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)، التأكيد على موقف الجزائر الثابت «لفض النزاعات بطريقة سلمية» وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع الحث على انتهاج المقاربة السياسية التي تعتمد على الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الأزمات التي طالت بعض البلدان العربية. جاء ذلك في كلمة ألقاها مساهل خلال أشغال الدورة ال4 لمنتدى التعاون العربي-الروسي، مؤكدا بخصوص الأزمة في ليبيا أن الجزائر «بذلت العديد من المجهودات لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي قائم على الحل السياسي والمصالحة الوطنية، من خلال تبني «الحوار الشامل الليبي-الليبي بين جميع الأطراف باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة، بما يحفظ لليبيا وحدتها وسلامة ترابها وسيادتها ولحمة شعبها بعيدا عن التدخلات الأجنبية» . الوزير أشار في هذا الإطار إلى الزيارات المتعددة التي قامت بها إلى الجزائر جميع الأطراف الليبية الفاعلة والمجهودات الحثيثة المبذولة من قبل الجزائر «لتقريب وجهات النظر وتجاوز عقبات الاتفاق السياسي الليبي بهدف حل الأزمة التي تواجه هذا البلد الجار». كما أشاد بالمناسبة بالانتصارات التي حققها الإخوة الليبيون في مكافحة الإرهاب في سرت وبنغازي ومدن أخرى في ليبيا. فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب، أوضح الوزير أن الآفة أضحت «خطرا يهدد المنطقة العربية»، معربا عن «الاستعداد الكامل» للجزائر لتقاسم تجربتها ومقاربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. لبحث دعم وتكثيف التعاون العربي-الروسي، أكد السيد مساهل أن الإرهاب «أصبح خطرا يهدد المنطقة العربية»، مذكرا بأن الجزائر التي «عانت طيلة عشرية كاملة من نار الإرهاب على استعداد كامل لتقاسم تجربتها ومقاربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف مع دول العالم العربي». الوزير أشار إلى «الطابع الشامل» للإرهاب وارتباطه بالجريمة المنظمة بشتى امتداداتها كالمتاجرة بالمخدرات وتبييض الأموال التي تتغذى منها الشبكات الإجرامية والإرهابية، داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى «تعبئة شاملة» لمكافحة هذه المنظمات الإرهابية «بدون هوادة» وإدانة كل مصادر تمويل الإرهاب بما في ذلك دفع الفدية. فيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أن الجزائر تتطلع لأن تدفع محادثات أستانا حول سوريا للوصول إلى «حل نهائي للأزمة في هذا البلد الشقيق». و شدد أنه «في ظل التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، فإن الجزائر تتطلع لأن تدفع محادثات أستانا للوصول إلى حل نهائي لهذه الأزمة التي دمرت منشآت سوريا وخلفت العديد من الضحايا بما يمكن هذا البلد من استعادة الأمن والسلم من خلال التوصل لحل سياسي يجمع السوريين على أرضية وفاق تمكنهم من توحيد صفوفهم لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي جعلت من سوريا مرتعا لها» . من جهة أخرى، دعا السيد مساهل الفلسطينيين إلى «توحيد صفوفهم»، منوها ب»المبادرات التي تسعى إلى مرافقة الإخوة الفلسطينيين لاستعادة وحدة صفهم بما يساهم في تحقيق مطالبهم المشروعة لإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لمبادرة السلام العربية وعملا بقرارات الشرعية الدولية». الوزير أكد أن عقد منتدى التعاون العربي -الروسي بصفة دورية يعكس»التزام الدول العربية و روسيا على تنسيق جهودهما»، مشيدا في هذا السياق «بعمق العلاقات التاريخية التي تربط الجزائروروسيا الاتحادية، الشريك الاستراتيجي للجزائر ونوه بالتعاون المثمر والمتميز القائم بين الجزائروروسيا في جميع المجالات». على صعيد آخر، تحادث مساهل مع وزير الخارجية والتعاون الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وخلال هذا اللقاء الذي جرى على هامش أشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي-الروسي، أعرب الجانبان عن «ارتياحهما للعلاقات المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تعميقها في مختلف المجالات». كما استعرض الطرفان التطورات الأخيرة للأزمة الليبية، مع التأكيد على ضرورة «مواصلة التشاور والتنسيق لمرافقة الليبيين بغية التوصل إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد».