أشار وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل، إلى أن الجزائر قد تتخلى عن العقود على المدى الطويل لصادراتها الخاصة بالغاز الطبيعي لصالح عقود على المدى القصير أو المتوسط مما يتيح مرونة أكبر في التفاوض من جديد على الأسعار· وتطرق الوزير إلى إمكانية تطوير صادرات الغاز الطبيعي المميع إلى أقصى حد لنفس الأسباب· وفي حديث مع قناة التلفزيون الفرنسية (بور· تي· في) بث مساء أمس قال السيد خليل: "نفضل المضي نحو عقود الغاز الطبيعي المميع وعقود على المدى القصير (5 - 10 سنوات) بالنسبة للغاز الطبيعي بغية التمكن من التفاوض من جديد بسهولة على الأسعار وبالتالي الاستفادة من سوق التعاملات المباشرة بعد انطلاقه"· وأشار الوزير إلى الخلاف الذي طرأ مع إسبانيا حول سعر الغاز المسلم عبر أنبوب نقل الغاز (جي· أم· أو) الرابط بين البلدين ليوضح إستراتيجية سوناطراك المحتملة مستقبلا لصالح عقود على المدى القصير مما يمكن - كما قال - من تفادي "تبعية" الجزائر لزبائنها الأوروبيين· كما أشار السيد خليل إلى أن بطء المفاوضات حول مراجعة أسعار الغاز ألحق خسائر بسوناطراك التي اضطرت إلى اللجوء إلى التحكيم الدولي للدفاع عن حقها في رفع أسعارها دوريا· وأكد أنه ينبغي من الآن فصاعدا أن يضمن مختلف زبائن سوناطراك لهذه الأخيرة "معاملة عادلة ومنصفة في الوقت المناسب" · وتصدر الجزائر حاليا 62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا سيما نحو السوق الأوروبية وتعتزم رفع حجم صادراتها إلى 85 مليار متر مكعب في أفق سنة 2010· وردا على سؤال حول احتمال عقد شراكة بين شركتي سوناطراك - وغاز دوفرانس وهو موضوع تم التطرق إليه خلال زيارة العمل التي قام بها إلى فرنسا خلال شهر نوفمبر المنصرم، اكتفى الوزير بالقول:" أن الأمر تعلق خلال هذا اللقاء سيما بأمن الامددات بالغاز"· وأوضح السيد خليل قائلا: "أن الشراكة مع شركة غاز دو فرانس قائمة"، مضيفا أن الهدف من اللقاء تمثل في معرفة كيفية ضمان أمن إمدادات أوروبا بالغاز وتجسيد أمل الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي قطع أشواط أكبر في مجال التعاون النووي"· وبخصوص هذه النقطة الخاصة بالشراكة مع المؤسسات الطاقوية الفرنسية، أعرب الوزير عن أمله في أن تصبح "أكثر نشاطا" في مجال الاستكشاف· كما أعرب السيد خليل عن أسفه "لبحث المؤسسات الفرنسية عن مشاريع طاقوية جد مضمونة ورفضها للمغامرة" في مجال الاستكشاف، مشيرا إلى أن أغلبية كتل الاستكشاف التي تم اقتراحها قد فازت بها مؤسسات صينية وأنجلو - ساكسونية· إلا أنه نفى الفكرة القائلة أن شركة سوناطراك مهتمة بسوق التوزيع الفرنسية، موضحا "نحن لسنا مهتمين لا بالتوزيع ولا بامتلاك أنابيب الغاز" بفرنسا· وخلص الوزير إلى القول "هذا في الحقيقة ليس تصورنا للأمور"، مؤكدا أن الدخول المباشر للسوق الفرنسية مضمون حاليا بقدرة شركة سوناطراك على إعادة تغويز نهائي مونتوار بفرنسا·