أكد إطار بالشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك أن المجموعة ''لا تعتزم في الحال'' التخلي عن العقود على المدى الطويل لتمنح مكانة أهم للسوق الآنية في إطار تصدير إنتاجها للغاز رغم التغيرات العميقة التي تشهدها السوق الغازية الدولية. وأشار السيد أمين محسن ياسف إطار بفرع تصدير الغاز الطبيعي المميع بسوناطراك على هامش الندوة الدولية ال16 للغاز الطبيعي المميع إلى أن ''خيار العقود على المدى الطويل فرضته الصناعة الغازية التي تسلتزم رؤوس أموال معتبرة لإنتاج هذه الطاقة''. وأضاف ''عندما نستثمر في مجال الغاز يجب أن نتأكد أننا نمتلك مداخيل مستقرة وضمان مردودية''. وأكد السيد ياسف في هذا الصدد أن أغلب الأحجام الحالية لإنتاج الغاز الطبيعي المميع من قبل الشركة الوطنية للمحروقات ''تم التعاقد بشأنها على المدى الطويل''. وبخصوص الإنتاج في المستقبل فإنه ينبغي -حسب السيد ياسف- أن تتطور استراتيجية الشركة الوطنية للتسويق الغازي بالنظر إلى التقدم التي تشهده السوق الغازية الدولية. وأضاف أن ''سوناطراك ستخفض مدة العقود لتتوجه نحو المدى المتوسط بحيث ترتقب الشركة إبرام عقود مدتها 5 سنوات أو أكثر مع اتخاذ الإجراءات المعمول بها بما فيها البند ''خذ أو ادفع''. وفي إطار هذا النظام يلتزم المشترون بدفع سعر كمية دنيا من الغاز مهما كانت حاجياتهم. وتمنح العقود على المدى الطويل لمنتجي الغاز ومستغلي أنابيب نقل الغاز ضمانة بيع كمية دنيا من الغاز تكون محددة من قبل: وذلك ما يسمح بتمويل الاستثمارات الهامة لبناء المنشآت القاعدية وبالنسبة للمشتري تشكل هذه العقود ضمانة في مجال التموين. ولم يستبعد السيد ياسف إمكانية إعادة توجيه جزء من الغاز الطبيعي المميع المنتوج من قبل سوناطراك نحو السوق الآنية مشيرا إلى أن الشركة قد قامت بذلك في الماضي. وأكد أن ''سوناطراك تتوجه نحو السوق الآنية لما ترتفع أسعار الغاز عن الأسعار التعاقدية وتعد من بين أول الشركات التي حققت مناقصات آنية''. وأوضح السيد ياسف أن ''في البداية كان يستعمل هذا النظام للتخلص من فائض الإنتاج غير المتعاقد عليه لكن فيما بعد أدخل ابتداء من 2005 بند مرونة على العقود على المدى الطويل يسمح بإعادة توجيه بعض أحجام الغاز الناجمة عن هذه العقود نحو السوق الآنية ويتم تقاسم الأرباح بين البائع والمشتري''. وفي 2009 لم يتم بيع سوى كمية ضئيلة من الغاز الطبيعي المميع على مستوى السوق الآنية من قبل سوناطراك. وأوضح السيد ياسف أنه ''تم توجيه ثلاث شحنات فقط نحو الأسواق الآسيوية''، مشيرا إلى أن الشركة الوطنية تمتلك كل الإمكانيات اللازمة لتنشط على مستوى هذه السوق. (وا)