يستقطب منتزه الصابلات ببلدية حسين داي، خلال عطل نهاية الأسبوع، عددا كبيرا من العائلات التي تتوافد على الشاطئ للاستماع بأوقات مرحه رفقة الأطفال في أجواء تطبعها الرفاهية، حيث أصبحت تعتبر تلك المنطقة متنفسا يقصده الكبير والصغير من مختلف البلديات المجاورة للعاصمة. يشاهد مستعملو الطريق الوطني الرابط بين العاصمة وبلدية باب الزوار زحمة كبيرة يعرفها المنتزه خلال ساعات طويلة من الفترة المسائية، إذ تشكل طوابير من السيارات التي تنتظر دورها للدخول إلى الحظيرة للركن. ويزداد الإقبال عليها خلال الفترة المسائية من الأيام "الربيعية" التي تتميز بالنسمات اللطيفة وأشعة الشمس الدافئة التي تعطي الرغبة في الخروج من البيوت، بعيدا عن ضوضاء المدينة والاستمتاع بسكينة الهواء الطلق وضحكات الأطفال الذين يركضون من هنا وهناك، معبرين عن فرحتهم العارمة وشعورهم بالحرية في الركض وفعل ما يشاءون في المساحات الشاسعة. وقد أصبح هذا المتنزه ينافس منتزه "كيتاني" بباب الوادي، وعدد من الحدائق القليلة الأخرى التي كانت القبلة الوحيدة للعاصميين، وبات هذا المنتزه مكانا مميزا لطرح موائد الغذاء خارج المنازل ووسط المساحات الخضراء وتحت النخيل، وكذا فضاء للراغبين في ممارسة بعض التمارين الرياضية، ركوب الدراجات أو فقط المشي على الرمال في الشاطئ. وعلى طول 4 كيلومترات من ذلك المنتزه، يلاحظ المتجول هناك العدد الكبير للعائلات التي اخترن تلك المنطقة لتخفيف ضغط الأسبوع، وتحرير طاقة أولادهم الكامنة، أو فقط لتصفية الذهن قبل الانطلاق في أسبوع جديد تملؤه واجبات الحياة اليومية. وقد ظهرت العديد من النشاطات التجارية بتلك الساحة للعارضين لبضاعتهم على الأرصفة، منهم باعة الألعاب التي تثير بألوانها الطفل والذي يقف أمامها مطولا للدلال على أوليائهم واقتناء واحدة منها، من جهة أخرى يتجول بائع الشاي والفول السوداني بين العائلات، حيث تجد تلك الأخيرة راحتها في مشاطرة تلك الأوقات مع مختلف أفراد الأسرة، لتترك الطفل يصرخ ويضحك ويركض بكل أريحية وتستغل النسوة المناسبة للدخول في دردشات مختلفة مع نساء أخريات لا يعرفن بعضهن البعض من قبل.. وتقدم بعض النساء اللواتي يأتين خلال فترة "القهوة المسائية" لإحضار أباريق القهوة والشاي وبعض الحلويات وسندويتشات للأطفال، حيث يفترشن الحصائر لاحتساء الشاي والقهوة في الهواء الطلق رفقة أزواجهن وأبنائهن في المساحة الخضراء أو على الموائد الخشبية المثبتة على الأرض ومحاطة بكراس وفرها المسؤولون في المنتزه للعائلات. أدى الإقبال الغفير للعائلات على شاطئ الصابلات خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى تجنيد السلطات العمومية والأمن الوطني العديد من قواتها لضمان الراحة والسلامة في ذلك المنتزه، مما جعل الأمر يبعث الطمأنينه في نفوس المتنزهين هناك وسط هدوء وحراسة أمنية، من خلال وحدات أمنية متنقلة ووحدة للحماية المدنية، وكذا سيارة من مصلحة حماية الطفولة.