سجل الصندوق الوطني للتأمينات للعمال الأجراء، «كناص» أزيد من 14 مليون يوم عطلة مرضية معوضة خلال سنة 2016، مقابل 14 مليون يوما خلال 2015، كلفت الصندوق 17 مليار دينار مقابل 18 مليار دينار في السنة التي سبقتها. وأرجع المدير العام للأداءات ب«كناص»، عبد الحفيظ جغري التراجع المسجل والذي بلغ نسبة 10 ٪ إلى تشديد عملية الرقابة الإدارية منها والطبية والتي أعطت ثمارها. جغري أوضح خلال ندوة صحفية نشطها رفقة مدير المراقبة الطبية الدكتور محي الدين وقنوني على هامش دورة تكوينية نظمت لفائدة الصحفيين خصصت للرقابة الإدارية والعطل المرضية أن الصندوق رغم أنه يقوم في الظرف الحالي بكل الأداءات والخدمات ويقدم التعويضات للمؤمن اجتماعيا عن العطل المرضية والأدوية، إلا أنه مجبر على تشديد الرقابة أكثر واعتماد الصرامة في إجراءات الرقابة حفاظا على أموال صندوق الضمان الاجتماعي وحقوق المريض الحقيقي. مسؤول صندوق الضمان الاجتماعي شدد من خلال تصريحاته على أن الصندوق عازم على عدم التساهل واستغلال كل الآليات الممكنة لمواجهة العطل المرضية المزيفة وإحباط كل محاولة تحايل للحصول على تعويض بدون وجه حق، معترفا بأن مداخيل الصندوق من اشتراكات المؤمنين اجتماعيا لم تعد تكفي لتغطية النفقات من تعويضات عن الأدوية أو العطل المرضية، مرجعا ذلك إلى انخفاض الاشتراكات وقلة التوظيف من جهة وظهور الأمراض الجديدة الثقيلة التي تعرف بأمراض التطور واتساع رقة الفئة المسنة غير العاملة. وفي هذا السياق، شدد المتحدث على ضرورة مكافحة العزوف عن الاشتراك في نظام الضمان الاجتماعي الذي يعتبر إجباريا فضلا عن مكافحة التزوير والتحايل للنيل من أموال الصندوق، مشيرا في نفس الإطار إلى ضرورة العمل من أجل تفادي الدخول في مرحلة عدم التوازن النظام الذي يعتمد أساسا على مبدأ التضامن. خلال السنة الماضية التي عرفت اعتماد إجراءات جديدة للمراقبة والتطبيق الصارم للقوانين التي بقي جزء كبير منها حبرا على ورق ومنها مراقبة كل العطل مهما كانت مدتها والانتقال إلى مسكن المريض للتأكد من صحة مرضه، رفض الصندوق تعويض 386 ألف يوم عطلة «مزيفة» بعد أن أكدت عملية المراقبة أنها غير مبررة وغير صحيحة مما سمح ل «كناص» توفير ما قيمته 456 مليون دينار. مدير الأداءات، عبد الحفيظ جغري كشف أن مصالحه تحارب ظاهرة التغيّب عن العمل بلا هوادة التي تفاقمت ببعض القطاعات رفض ذكرها إلا أنه أكد أن أرباب العمل طلبوا من الصندوق مراقبة أكثر لكشف العطل المزيفة والغيابات عن العمل غير المبررة، وهي الظاهرة حسب المتحدث التي تضر بالاقتصاد الوطني وحقوق المريض الحقيقي. من جهته، كشف مدير الرقابة الطبية الدكتور محي الدين وقنوني أن 80 بالمائة من النفقات المتعلقة بالعلاج والتكفل الصحي التي تضمنها «كناص» تصرف على تعويض الأدوية، مؤكدا أن التكفل بالأمراض المزمنة المعترف بها ضمن القانون وعددها 26 مرضا مزمنا يكلف الصندوق أموالا كبيرة، علما أن التكفل بهذه الفئة من حيث العلاج والأدوية مجاني.