أوضحت جميلة بوشعلي، مختصة في تصبير الخضر والفواكه، أن عملية «التصبير» من أقدم عادات الطبخ التي عرفتها المرأة منذ عقود من الزمن، حيث كانت العديد منهن يستعن بهذه الطريقة في تخزين الخضر والفواكه لمدة أطول، إلا أن هذه العادة باتت تزول تدريجيا، رغم أنها عملية توفر المال والوقت.. تتمثل عملية التصبير في إخذ خضر أو فواكه وطهيها، ثم وضعها داخل قنينات زجاجية وسكب عليها مواد حافظة طبيعية، كالملح أو السكر أو الزيت، أو زيت الزيتون أو الخل وغيرها، حتى تدوم مدة صلاحيتها لفترة أطول. حول هذا الموضوع، اقتربنا من جميلة بوشعلي، مختصة في تصبير «كل ما يؤكل»، وهذه العبارة هي الشعار الذي أطلقته على عملها، حيث أكدت قائلة: «يمكن للفرد أن يصبّر كل ما يشاء من حضر وفواكه وزيتون، فلكل من ذلك طريقة معينة للتحضير والتصبير»، حيث أضافت أن عملية التصبير توفر المال والوقت والجهد لسهولة استعمال المادة المصبرة في وقت لاحق. أشارت المتحدثة إلى أنه قديما أغلبية النسوة إذا لم نقل كلهن، كن يلجان إلى هذه الطريقة لحفظ المنتجات، ففي ظل غياب الثلاجة آنذاك التي تسمح بحفظ هذه المواد من خضر وفواكه، لتناولها بعد فترة، وكذا غياب المنتجات المصبرة التي تسمح للفرد بتناول ما يرغب فيه خارج موسمه، جعل المرأة تبحث عن وسيلة لحفظ أطعمتها، وكانت لها هذه الطريقة الفعالة للقيام بذلك، فسمحت لها تجربة سنوات إلى معرفة ما يتطلبه كل نوع من خضر أو فواكه للحفاظ عليها. وعن طريقة الحفظ، تقول المتحدث؛ يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين، ثم كل قسم يختلف باختلاف ما نريد تصبيره، أو كما يقال باللغة الدارجة «ترقيد»، حيث الفواكه تصبر على أساس مربى ومعجون محلى يستعان بالسكر في ذلك، حيث تعتبر هذه المادة أكثر المواد فعالية في الحفاظ على الطعام، إذ تلعب دور «الحافظ الطبيعي» تمنع من تكون الفطريات، وبذلك ضمان مدة أطول لتلك المصبرات. من جهة أخرى، تقول المتحدثة، يمكن كذلك تصبير مختلف الخضروات، ويتم ذلك بالاستعانة بالزيت وزيت الزيتون، فتلك المادة هي الأخرى قادرة على حفظ الحضر وتحافظ على ذوقها الأصلي دون أن يتغير، كما يمكن تصبير مواد أخرى تقول بوشعلي، على غرار السمك الذي يتم باستعمال كمية كبيرة من الملح، أو تصبير الزيتون باستعمال الملح والماء المخلل، أو تصبير الفلفل الحار كذلك باستعمال الزيت أو الخل وغيرها، ويختلف التصبير باختلاف المادة التي نريد «حفظها»، وكذا باختلاف ذوق ما نريده، لنختار بذلك الملح أو الزيت أو الخل أو زيت الزيتون، فتلك الوصفات ابتكرتها النسوة قديما ولا تزال إلى يومنا هذا تستعملها المرأة الحديثة، إلا أن ذلك بدرجة أقل، وفي هذا الصدد قالت المختصة في التصبير بأن العديد من النسوة اليوم تراجعن على تلك العادات، وأصبحن يكتفين باقتناء بضاعة معلبة أو مباشرة طازجة كالخضر، لتكتفي أخريات فقط بتصبير بعض الفواكه من أجل تحضير المربى التقليدي، فاليوم كل شيء متوفر في السوق وفي متناول الجميع، لذا قليلا ما تتفرغ المرأة الحديثة لتحضير تلك المنتجات المصبرة.. وعن فترة تخزينها، تقول المتحدثة؛ يمكن أن تبقى تلك المنتجات لعدة سنوات، مواد أخرى قادرة على البقاء تقريبا 5 سنوات، لكن يجب احترام شروط حفظها ولابد أن تكون مغلقة بإحكام.