تم أمس، التوقيع على اتفاقية لإنشاء شركة مختلطة بين كل من «الجزائرية للنسيج» ومجموعة «جيتيكس» عن الجانب الجزائري وشركة «بوينر سانايي» التركية لإنجاز مصنع ينتج خيوطا مصنوعة من مزيج من الصوف والبوليستير. وسيقام المصنع على أنقاض وحدة نسيج قديمة تم غلقها منذ 11 سنة بمسكيانة في أم البواقي. ويعول وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، الذي أشرف على توقيع اتفاق الشراكة من خلال هذا المشروع على إعادة إحياء قطاع النسيج في المنطقة الشرقية، في وقت سيشرع فيه مصنع غليزان بغرب البلاد في الإنتاج خلال الصيف الجاري وكذا التصدير بقيمة ملياري دج. وتحدث الوزير بمناسبة حفل التوقيع الذي أقيم بمقر الوزارة، عن أهمية الحدث من حيث أنه يعطي دفعا آخرا لشعبة النسيج، كاشفا أنها استطاعت لأول مرة منذ فتح الاقتصاد الوطني أن تحقق أرباحا خلال سنة 2016. وذكر في السياق بالحالة المزرية التي وصل إليها القطاع بعد تفكيك كل وحدات صناعة النسيج التي كانت مفخرة للجزائر، مشيرا إلى أن الأمور تسير نحو عودة النمو لهذا القطاع الذي قدر في السداسي الثاني للعام الماضي في أحد فروعه ب11 بالمائة. وينتظر انطلاق المشروع نهاية السنة بطاقة 3000 طن سنويا من خيوط النسيج، وبقيمة استثمار قدرها 16 مليون أورو، مع توقع رقم أعمال في 2020 ب36 مليون أورو. ويتوقع أن يوظف 400 عامل. وهو ما اعتبره بوشوارب، أمرا هاما بالنسبة لمنطقة معزولة لايوجد بها أي مصادر للدخل ولخلق مناصب عمل. وعبّر في السياق عن تفاؤله بشأن تطور هذه الشعبة لاسيما بدخول مصنع غليزان التركي في الإنتاج في شهر جويلية المقبل، قائلا إنه يملك برنامج تصدير بمبلغ ملياري دج. ولم يتردد في القول إنه «قريبا ستقتنون سراويل «جينز» من الخارج من صنع جزائري». لكن الأمور لن تقف هنا- حسب الوزير- الذي شدد على ضرورة خلق سلسلة كاملة للإنتاج تمتد من المواد الأولية إلى المنتج النهائي، مؤكدا وجود مشروع مع مستثمر خاص لزراعة القطن بأدرار، ومفاوضات مع متعامل بسكيكدة لإنتاج الألياف الاصطناعية. كما يجري تحديث كل مصانع النسيج منها من بدأ في الإنتاج وأخرى ستشرع في ذلك قريبا. كل هذا سيمكن في السنوات المقبلة من تقليص فاتورة استيراد الملابس بفضل «مستثمرين جدد» وكذا تحقيق الاندماج الوطني في هذا المجال، مشيرا بالخصوص إلى مدرسة التكوين التي أنشئت بالشراكة مع الأتراك والتي شرعت في تكوين مئات العمال في مجال صناعات النسيج. وعبّر الوزير عن اقتناعه بأن ميزان الصادرات والواردات سينعكس في المستقبل، لتصبح الجزائر بلدا مصدرا أكثر منه مستوردا للملابس. بلارة يبدأ الإنتاج في جوان ومفاجآت في الحجار على صعيد آخر وردا عن أسئلة الصحفيين، أكد بوشوارب، أن مصنع بلارة للحديد سيبدأ الإنتاج في جوان المقبل على أقصى تقدير، فيما ستبدأ أول وحدة لمركب «توشيالي» التركي في الإنتاج يوم 22 أفريل الجاري، كما تحدث عن تحسن تدريجي في إنتاج مركب الحجار، مشيرا إلى أنه بنهاية السداسي الأول 2018 لن تستورد الجزائر أي كمية من حديد البناء. في السياق، تحدث وزير الصناعة والمناجم عن «مفاجآت» تخص مركب الحجار في المستقبل، رافضا الكشف عنها.