طالب رئيس لجنة الطاقات المتجددة بمنتدى رؤساء المؤسسات السيد الواضح مراد، بإنشاء مجلس وطني أعلى للطاقات المتجددة على أن يكون هذا المجلس ملحقا برئاسة الجمهورية أو الحكومة. الخبير في الطاقات المتجددة، أكد أن تطوير هذا القطاع يجب أن يمر بمراحل مستعجلة، منها أولا إخراج الملف من وزارة الطاقة التي لا يمكنها أن تسير ملفا بمثل حساسية ودقة الطاقات المتجددة إلى جانب الغاز والبترول، ويوضع بين أيادي تؤمن حقيقة بأهمية تطوير البدائل الطاقوية، المقترح سيمكّن الحكومة من تسيير وتجسيد برنامج رئيس الجمهورية الخاص بالطاقات المتجددة والذي يعرف تأخرا وتماطلا كبيرا تقف وراءه لوبيات وأطراف لا تريد للجزائر أن تنتقل وتتحرر طاقويا. مراد الواضح، في حديث ل»المساء» أمس، يترقب أن تأخذ الحكومة الجديدة المنتظر الإعلان عنها في الساعات القليلة القادمة، بعين الاعتبار ملف الطاقات المتجددة بأن تخصه باهتمام كبير بعد أن عرف الملف تماطلا وتأخرا كبيرا في التجسيد على أرض الواقع.. الخبير في المجال الطاقوي رافع من أجل إنشاء هيئة مستقلة تتكفل بملف الطاقات المتجددة التي طالب بإخراجها من وزارة الطاقة التي أساءت تسيير الملف المعروض منذ سنوات. المتحدث وفي خضم دفاعه المستميت عن ملف الطاقات المتجددة وبرنامج رئيس الجمهورية، الذي قال عنه إنه المخرج من التبعية للمحروقات باعتبار توفر الجزائر على إمكانيات طبيعية هائلة في هذا المجال، بامتلاكها لأحد أكبر مصادر الطاقة الشمسية في العالم، والبرنامج الذي يعتزم الاستثمار بكثافة في محطات الطاقة الشمسية، خاصة وأنّ بلادنا تتمتع بإمكانيات هائلة لإنتاج وتصدير الطاقة الشّمسية باعتبار تلقيها نور الشمس الساطعة لأكثر من 3500 ساعة سنويا. الخبير أكد من جديد أن مشروع رئيس الجمهورية وبرنامجه الواعد المتعلق ب22 ألف ميغاواط لن يبرح مكانه وسيبقى يتخبط دون أن يرى طريقه نحو التجسيد ما لم يتم إخراجه من التسيير الإداري والكلاسيكي المنتهج من قبل وزراء الطاقة المتعاقبين على الحكومة، والذين فشلوا جميعهم في تجسيد برنامج بوتفليقة كما يقول حيث وضع البرنامج ملف الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي إحدى أولوياته القصوى. مراد الواضح، يقترح إنشاء مجلس أعلى للطاقات المتجددة يلحق برئاسة الجمهورية أو الحكومة ويجمع من حوله الخبراء والمختصين والمهتمين من المجتمع المدني، وتمنح للمجلس ورقة بيضاء لتسيير الملف ومتابعة كل المفاوضات المتعلقة به، والتفاوض مع المجتمع المدني الذي طالب بإشراكه في كل الاستثمارات المتعلقة بالطاقات المتجددة حتى يتم تحسيسه ويكون مسؤولا عن استهلاكه اليومي من الطاقة التي يجب أن تحسب بقيمتها المادية الفعلية لا المدعومة. ومن شأن المجلس الأعلى إرساء رؤية واضحة وإستراتيجية آنية ومستقبلية حول مستقبل الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي، الذي قال إنه يجب أن يبنى وفق استراتيجية محكمة وليست ارتجالية، حيث يحظى الملف بإطار تنظيمي وتشريعي خاص يكون مختلفا عن الأطر القانونية والتنظيمية التي تحكم الغاز والبترول اللذين شكلا على مدار عقود طويلة من الزمن الخيار الوحيد والاستراتيجي لتسيير اقتصاد البلاد. رئيس لجنة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية بمنتدى «الافسيو» ذهب بعيدا بمقترحاته بالمطالبة بإطار تنظيمي خاص بالجنوب الكبير الذي يبقى دوما المنفذ والمخرج الوحيد للجزائريين من أزماتهم المتعددة وهو الذي يتوفر على الطاقة البديلة، المتحدث استشهد بتصريحات الوزير الأول، الذي شدد في خرجاته الميدانية الأخيرة في كل من تمنراست والجلفة على ضرورة العناية بالجنوب الذي بإمكاننا تحويله إلى تحفة فنية إفريقية باستغلال سلبياته وتحويلها إلى ايجابيات، كما هو بالنسبة للحرارة التي سيسمح تطويرها بجر قطاعات عدة نحو التطور كالسياحة والفلاحة والصناعة... حسب المعطيات، تقدّر مساحة الجزائر بأكثر من 2.3 مليون كيلومتر مربع، تمثّل الصحراء منها نسبة ال80%، وما نسبته 20% من مساحة الصحراء الإفريقية مجتمعة. وهي تشكّل ميزة هامة للبلاد، حيث جعلتها تتوفر على مخزون هائل من الطاقة الشمسية، يعتبر من أعلى الاحتياطات في العالم. بالإضافة إلى هذه الطاقة تتوفّر البلاد أيضاً على احتياطي ضخم من اليورانيوم يصل إلى 29 ألف طن، ما يغطي حاجاتها من الطاقة لمدة 60 عاماً.الجزائر يقول مراد الواضح حباها الله بموارد طبيعية عدة يجب استغلالها بما يخدم الأجيال القادمة، بل وحمايتها حتى لا تكون مستباحة للأجانب المهتمين بتطوير البرنامج الذي يجب أن تقحم فيه الخبرات والكفاءات الوطنية القادرة يقول على التكفل به بما يخدم المصلحة العليا للبلاد وتأمينها من أي تهديد، خاصة وأن الجزائر من بين أبرز الدول المرشّحة من قبل خبراء الطاقة في العالم للعب دور رئيسي ومهّم في معادلة الطاقة نظرا لامتلاكها مصادر طبيعية هائلة في مجال إنتاج الطاقات البديلة لمصادر الطاقة الأحفورية السائرة في طريق الانقراض.