فاز الفنان عصام تعشيت بجائزة «علي معاشي لرئاسة الجمهور» لأحسن دور رجالي في فئة الفنون المسرحية، سيتسلمها في الحفل الذي سينظّم يوم الثامن من جوان المصادف لليوم الوطني للفنان. بالمناسبة، اتّصلت «المساء» به وطرحت عليه أسئلة حول فوزه هذا، عن دور البروفسور بابار في مسرحية «شاكازولو» لعلي جبارة، وكذا عن مشاركته في فيلم «ابن باديس». قال الفنان تعشيت ل«المساء»، بأنّ التتويج بجائزة «علي معاشي» للمبدعين الشباب في فئة الفنون المسرحية كأحسن دور رجالي، جاء في وقته لأنّه تعب من تجاهل مؤهلاته الفنية، من خلال عدم اختياره في الكثير من الكاستينغ سواء الخاصة بالمسلسلات أو الأفلام، معيبا عدم استغلال المخرجين الجزائريين لمواهب الفنانين الشباب المبدعين. وأضاف أنّ هذا الفوز النابع من دوره في مسرحية «شاكازولو» له مذاق خاص بفعل «إقصائه» من طرف لجنة تحكيم مهرجان المسرح المحترف، مشيرا إلى أنّه وبنفس الدور وأمام الآلاف من الشباب المشاركين في هذه المسابقة، تمكّن من الحصول على المرتبة الأولى، ليقول «أحمد الله الذي لا يضيّع تعب أي كان». اعتبر الفنان أنّ هذه الجائزة ستكون له حافزا كي يقدّم المزيد، كما ستدفع به إلى أن يطلب من وزير الثقافة، فتح الأبواب أمام المبدعين الشباب، ليتساءل «كيف لشاب فاز بجائزة الرئيس ولا يجد نفسه حتى في سيتكوم رمضاني»؟، كما اعتبر عصام أنّ ظفره هذا يعدّ حملا ثقيلا على عاتقه باعتباره يمثّل جائزة رئيس الجمهورية، وهو ما اعتبره خارجا عن المألوف. تحكي مسرحية «شاكازولو» لعلي جبارة، قصة بروفسور يحرّض طلبة الجامعة التي يدرس بها، ضد السلطة، بغية تنويرهم وتوعيتهم، لكنّه يتعرّض لمضايقات كثيرة، وتقوم «السلطة» بقتل حبيبته وتوهمه أنّها انتحرت، كما يتهم بالاعتداء الجنسي على إحدى الطالبات، فيدخل في صراع مع نفسه، بل يصاب ب«سكيزوفرينيا» في جوّ ممزوج بالضحك والبكاء. في المقابل، سبق لعصام أن ظفر بالعديد من الجوائز في فن آخر يتمثّل في السينما وبالأخص «الفيلم القصير»، وفي هذا يقول «لكلّ جائزة طعمها الخاص، لكنني أميل كثيرا إلى الجوائز التي أظفر بها في مجال السينما، رغم أنني لا أقلّل من قيمة جائزة الرئيس التي أدخلت إلى قلبي الكثير من الحبور»، لينتقل إلى تمثيله لدور الطالب الوفي لابن باديس في فيلم «ابن باديس» للمخرج السوري باسل الخطيب، وكتابة الجزائري رابح ظريف، وقال بأنّ دوره كان أكثر من رائع، وعبر من خلاله على وفاء التلميذ لمعلّمه ومرافقته له في كلّ مكان سواء المسجد أو الحلقة، أو حتى أمام جنرالات فرنسا، كما أشار إلى إعجابه بالعمل تحت إدارة الخطيب الذي قال بأنّه تعلم منه الكثير، وكان يناديه ب«بوحميد» على الطريقة السورية، ليضيف أنه تعرف من خلال هذا الفيلم على الوجه الحقيقي لابن باديس، خاصة جانبه الإنساني وعلى شخصيات أخرى احتكت بالعلامة، ليؤكد أن الفيلم أكثر من رائع وأنّ التصوير كان جميلا جدا ووفق تقنيات كبيرة. وعن حذف بعض مشاهد الفيلم التي شارك فيها عصام، قال إنه كان يود لو شاهد كلّ المشاهد التي صورها، لكنه متأكد من معرفة مخرج العمل بما هو صالح، خاصة أنّه مخرج هو أيضا، ويدرك تماما مدى صعوبة حذف بعض المشاهد، ومع ذلك عبّر عن سروره بعمله مع باسل الخطيب وتمنى أن يستمر هذا التعاون بينهما في أفلام أخرى. أما عن مشاريعه المستقبلية، فأشار عصام إلى إمكانية إخراج فيلم حول قصة حب كبيرة لأحد أهم الأساطير الأمازيغية، إذا تحصّل على دعم وزارة الثقافة، كما يصبو إلى المشاركة بهذا الفيلم في أكبر المهرجانات الدولية للفيلم القصير، في حين تمّ اختيار فيلمه القصير «Human» للمشاركة في مهرجان إسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط والذي سيتم انعقاده في الفترة الممتدة بين 7 و12 أكتوبر المقبل. للإشارة، سبق لعصام تعشيت إخراج أربعة أفلام، علاوة على فيلم «Human» الذي صوّره في خمس دقائق و25 ثانية، والذي تناول فئة تريزوميا، وهي أفلام الرسول ونهاية سيجارة والضوء الأحمر، كما تحصّل على العديد من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى لمهرجان توات سينما بأدرار سنة 2015، جائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني للفيلم القصير الجامعي بباتنة سنة 2014 والجائزة الثانية مسابقة أهراس الوطنية للفيلم الروائي والوثائقي القصير سنة 2015 وغيرها.