عرفت حملة جني المشمش بدوائر نقاوس. أولاد سي سليمان ورأس العيون تراجعا بنسب متفاوتة في وفرة هذه الفاكهة خلال هذه السنة مقارنة بسنوات خلت، وقدرت النسب من منطقة لأخرى من 50 إلى 80 بالمائة، وحسبما أوضحه عضو جمعية الإرشاد والإصلاح الفلاحي السيد بلقاسم رفاعة، فإن بلدية سفيان تعد الأكثر تضررا، بعدما تراجع المنتوج هذه السنة إلى ما يقارب 80 بالمائة. وأضاف في السياق أن النسبة تقلصت ببلدية سفيان التي كانت تضم لوحدها خلال سنة 2009 ما يزيد عن 900 هكتار من أشجار المشمش إلى 600 هكتار حاليا. ومرد ذلك دائما، حسب المتحدث، نقص مياه السقي الفلاحي التي تراجعت بشكل ملفت، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة خصوصا بمنبع رأس العين الذي تراجع منسوبه إلى حدود 20 بالمائة. إلى جانب عوامل أخرى أثرت سلبا على عملية إنتاج المشمش بالكميات المعهودة التي وصلت سنة 2012 إلى حوالي 500 ألف طن، أي بمردود من 90 إلى 150 قنطارا في الهكتار الواحد، من أصل 4500 هكتارات من المساحات الزراعية المنتجة للمشمش، منها 4250 هكتارا منتجة. فضلا عن جودة نوعيتها وما تدر به المناطق الجبلية، على غرار عين التوتة، على مساحات زراعية تتراوح بين 600 هكتار و700 هكتار. وساحات أخرى دخلت قبل 3 سنوات مرحلة الإنتاج لأول مرة على مساحات فاقت 150 هكتارا، وكانت قد زرعت سنة 2008 في المستثمرات الفلاحية في إطار الدعم الفلاحي. ومن بين العوامل التي أثرت أيضا على تراجع المنتوج هذا الموسم، عدم تجسيد مشاريع الحواجز المائية التي كان يعلق عليها الفلاحون آمالا كبيرة، وأنجزت دراساتها في وقت سابق، على غرار سد «ثادكارت» بمنطقة إيفران و»تابقارت» بأولاد سي سليمان، دون الحديث عن مشاكل نقص التغطية بالكهرباء الريفية لتشغيل المضخات واستخراج مياه الآبار. للإشارة، تمثل المساحات المنتجة لفاكهة المشمش في ولاية باتنة نسبة 25 بالمائة من مساحة المغروسات المثمرة ب 4.400 هكتار. كما يعد إنتاج هذه الفاكهة مورد رزق رئيسي بالنسبة للفلاحين الذين تفاجأوا بمردود هذه السنة، وما بلغه سقف الأسعار، علما أن نصف المنتوج كان في السابق يخصص للتحويل الصناعي والنصف الآخر يسوق نحو أسواق الجملة. وجرت العادة أن تحضر بلدية نقاوس لحملة جني المشمش في إطار العيد السنوي المعروف بالمنطقة، الذي يُعد فيه برنامج خاص يأخذ في الحسبان أهمية التظاهرة ويشمل إقامة نصف شهر اقتصادي تجاري وأنشطة رياضية وثقافية، فضلا عن تخصيص جوائز تشجيعية لأحسن مستثمر وأحسن بستان ومحل تجاري.