في خرجه جديدة تضاف إلى مسلسل مهازل الكرة الجزائرية، قررت الفاف تحت ضغط أندية القسم الأول وبالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة إلغاء التعديل الذي أدخلته الرابطة الوطنية على الرزنامة والاحتفاظ بالتالي بالبرمجة التي تم ضبطها مع بداية الموسم الكروي على أن يلعب رائد القبة مبارياته المتأخرة يومي الإثنين والخميس . وجاء هذا القرار على هامش اللقاء التشاوري الذي جمع الرجل الأول في القطاع مع مسؤولي الفرق وبحضور أعضاء من المكتب الفيدرالي والخليفة المؤقت لعلي مالك. وكان رؤساء الأندية الذين نزلوا ضيوفا على السيد الهاشمي جيار قد رفضوا البرمجة الجديدة للمنافسة. فرئيس وفاق سطيف حكيم سرار وصف البرمجة ب"الفضيحة" و"المسخرة" واقترح على زملائه في الفرق الأخرى مقاطعة لقاءات نهاية هذا الأسبوع واللعب بشكل عادي يوم الاثنين المقبل، قصد حمل أصحاب القرار على مراجعة هذه الرزنامة. وكان لرئيس مولودية الجزائر الصادق عمروس نفس الموقف، وتساءل إذا ما كان الأشخاص الذين اعدوا هذه الرزنامة واعون بما قاموا به، مشددا على أنه ليس بهذه الطريقة نساعد كرة القدم الجزائرية على التخلص من أزمتها. من جهته لم يخف رئيس اتحاد عنابة عيسى مناد، خيبة أمله واستيائه إزاء الرزنامة الجديدة الى درجة الطلب برحيل القائمين على شؤون كرتنا في إشارة للمكتب الفيدرالي ومسؤولي الرابطة الوطنية. وسار رئيس جمعية الشلف، عبد الكريم مدوار في نفس الطريق عندما أكد ان "الرزنامة الجديدة فوضوية ولا تقوم على أي منطق". نائب رئيس شباب بلوزداد السيد شتوف أكد بدوره ان "التوقف المتكرر للمنافسة لا يخدم مصالح فريقه" الذي يتعين عليه الابتعاد عن السباق لمدة 20 يوما بالنظر إلى البرمجة الجديدة واصفا ذلك ب"العمل الشاذ" الذي يستدعي الوقوف ضده من خلال موقف جماعي. أما الاستثناء فقد صنعه رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم الذي عبر عن احترامه للقرارات المتخذة لتفادي تأزّم الوضع أكثر مما هو عليه. وكان السيد الوزير قد أكد خلال اجتماعه برؤساء الأندية أن "الاحتراف يبقى المخرج الوحيد للنهوض بكرة القدم الجزائرية التي تعيش حاليا مشاكل كبيرة "، وأعرب بالمناسبة عن أمله في أن "تتوحد جهود الفاعلين في القطاع الرياضي الوطني من أجل خدمة الرياضة الأكثر شعبية، وأضاف موضحا: "لقد حان وقت التجند، فكرتنا تمر بأزمة حقيقة واعتقد أن الحل السليم هو العمل على احترافية هذه اللعبة، فالجزائر للأسف الشديد تبقى متأخرة في هذا الاتجاه مقارنة ببعض البلدان العربية والإفريقية، فنحن مجبرون على العمل سويا من أجل المصلحة العامة للرياضة الجزائرية وكرة القدم على وجه الخصوص باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر". وقبل بداية الأشغال التي تواصلت في جلسة مغلقة تعرض السيد جيار في كلمة افتتاحية إلى مختلف المشاكل التي تتخبط فيها كرة القدم الوطنية، حيث قال: "يوجد نقص في المنشآت الرياضية التي تخلق صعوبات جمة لبعض الفرق التي لا تجد حتى الميدان الذي تتدرب فيه وسياسية تكوين اللاعبين المستقبليين لا وجود لها للأسف الشديد، وهذه نقائص تضاف إليها المتاعب المالية التي يجب إيجاد حل لها". كما تطرق كذلك إلى التأطير الفني للفرق والطب الرياضي وآفة العنف في الملاعب التي تبقى حسبه الآفة التي يجب استئصالها بسرعة. وبالمناسبة طرح السيد الوزير على مسؤولي الفرق ورقة العمل المتعلقة ب"السياسة الوطنية للرياضة الجزائري، والتي تركز أساسا على تطوير نظام المنافس، بما يضمن الاهتمام بالفئات الشابة والنسوية، ودعا في نفس السياق إلى التفكير في إنشاء مجموعة رابعة في بطولة ما بين الجهات ورابطة جهوية جديدة.