تطرق الدكتور أحمد طقش في كتابه العاشر "التطبيع مع المرأة"، إلى أسس التعامل مع هذا الكائن الحساس الذي يهز المهد بيد ويغيّر خارطة العالم بأخرى، وأشار في لقاء حصري مع "المساء" إلى أن سر تأليفه هذا المصنّف الواقع في 350 صفحة، مرده أن "الاضطهاد له وجه امرأة"، وقال "منذ اللحظة الأولى عندما تفتح المرأة عينيها على هذه الحياة الجميلة، تبدأ التعازي لوالدها.. أنت رجل مؤمن .. كن صبورا.. زوجتك أنجبت بنتا! كأن البنت كارثة"! أضاف الدكتور السوري، عميد كلية الإعلام في جامعة لاهاي للعلوم التطبيقية بهولندا، وسفير دول الخليج في المنظمة العربية للعلاقات العامة وممثل مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب، أنّه سعى من خلال هذا الكتاب إلى معالجة مجموعة خرافات تتعلق بنصفنا الأجمل والألطف والأرق والأدق "المرأة"، فهي "ريحانة" وليست "قهرمانة"، كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، موضحا أن الهدف من كتابه هو محاولة قص أظافر الظلم الواقع ضد البنت والأخت والخالة والعمة والجدة والزوجة والأستاذة والتلميذة وقبلهن جميعا "الأم"، وقال "كيف تصرخ في وجه من علمتك الكلام؟.. ألّفت الكتاب كي أقول بأن قمة الرجولة في احترام المرأة، وقلة الرجولة في احتقار المرأة". يوضح الدكتور أنه تطرق في الكتاب أيضا إلى الآليات العلمية التي يجب أن تؤسس لمفهوم العدالة من الذكور نحو الإناث وفق آلية شرعية، وبالاستعانة بما صح من نصوص تشريعية لسيد البشرية عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى بعض القصائد الشعرية لأحلام مستغانمي ونزار قباني ومحمود درويش وغازي القصيبي، وغيرهم من الأدباء وأهل الفكر ممن قدموا أراء أو أفكارا أو طرحوا قضايا في الموضوع، مثل "أنصفوا المرأة" للدكتور سلمان العودة، "لا تحاول فهم الحياة بل عشها" لأوشو، "شهادة امرأتين مقابل رجل واحد" و«خلقن من ضلع أعوج" للدكتور علي منصور كيالي، "نوع الحب" لنجيب محفوظ، "يا ليت هذا الحب يعشق مرة" لقيس بن الملوح، "لا يحتاج الحب إلى أن نفهمه" لباولو كويلو، "عيناك آخر معجزات الحب" لأحمد بخيت و«السعادة" لواسيني الأعرج. ويواصل الدكتور في عرض ما جاء في كتابه بالإشارة إلى أنّ التطبيع مع المرأة هو جعل العلاقات طبيعية معها بصفتها تاج حنان على رأس الرجل، وقال بأن المرأة مثل الحديقة التي تعطي الرجل الهواء والشمس والاخضرار، وهو يرمي بها.. فهناك أمثلة كثيرة من واقعنا، يمرض الزوج فتتّصل الزوجة بأهله وبأهلها وبالإسعاف وطبيب العائلة وتسرع إلى مداواته، وحين تمرض الزوجة يقول لها زوجها "توقفي عن ادعاء المرض!. يشرح الدكتور "حاولت من خلال الكتاب أيضا التعريج على بعض الكلمات الخاطئة والمغلوطة مثل؛ "الرجل لا يعيبه شيء"، هذه الفكرة المريضة هي نبع لمعظم مشاكل الحياة الزوجية المظلمة بالظلم"، قائلا "لا نهائيا"، وأكد أن الرجل كالمرأة، كالطفل، يعيبه كل عيب، كالبخل والغلظة والتصخر في المشاعر والكذب والتسويف وإهانة الآخرين، فظلّ الحائط -حس المتحدث- خير من ظلّ الرجل الظالم، كما توقّف أيضا عند صورة أخرى للظلم في المثل القائل "اكسر للمرأة ضلعا.. نبت لها 24 ضلعا"، فهذه الصورة الجاهلة الظالمة خارجة عن تعاليم ديننا الجميل، "استوصوا بالنساء خيرا فمن يحب النبي عليه الصلاة والسلام بحق لا يكتفي بتطويل اللحية وتقصير الثوب وإنّما يعمل بما جاء في صحيح البخاري؛ "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط"، فحبيبنا عليه الصلاة والسلام عندما أصابه روع لم يذهب إلى صديقه المفضل أبي بكر، بل ذهب إلى حضن العالم الدافئ أمنا؛ خديجة رضي الله عنها. وفيما يخصّ الرسالة التي أراد إيصالها للرجال، قال "إذا كنت مسلما وشهما قويا وإنسانا سويا، تعامل بنبالة الفرسان مع نصفنا الأفضل، عامل المرأة كما عاملها سيد البشر عليه الصلاة والسلام، أثبت رجولتك بالحكمة لا بالضرب والصراخ والتهديد والوعيد والزمجرة... إذا كنت رجلا حقيقيا طبّع علاقاتك مع المرأة، ضعها تاج حنان على رأسك الجميل أيها الرجل النبيل، توقّف عن ضرب زوجتك يا شهم، توقّف عن إهمال والدتك يا بار، توقّف عن إهانة المطلقات والأرامل والعوانس، توقّف عن تجاهل خالتك وعمتك يا محسن، توقف عن احتقار مديرتك يا ذائق وتوقّف عن التسلّط على أختك يا منصف، توقف عن التجبر على موظفاتك يا مدير وتوقّف عن البخل مع ابنتك يا كريم".