يعرف «سيرك عمار» المتواجد بملعب «19ماي 1956» توافدا كبيرا للأطفال وعشّاق الترفيه بعنابة، الذين وجدوا ضالتهم فيه لقضاء وقتهم في الاستمتاع بألعاب الخفة واستعراضات بعض الحيوانات التي تم استقدامها لصنع الفرجة. إقبال كبير وطوابير طويلة تشكّلها العائلات العنابية التي غيّرت وجهتها إلى الخيمة المنصوبة بالملعب لكسر الرتابة وتغيير حرارة ورطوبة المنزل القاتلة، حيث أعطت هذه التظاهرة الثقافية والترفيهية حركة لمدينة عنابة، التي تعرف هي الأخرى توافد سيل من البشر من الجهات الأربع، وللتخلص من الزحام، توجت عشرات العائلات إلى خيمة «سيرك عمار» الذي اعتاد عليه سكان المنطقة سنويا ودخل في أجندة العطل الصيفية. من بين العروض الترفيهية المقدّمة للصغار، رجل السيرك الذي يروّض الحيوانات المفترسة، مثل الأسد والنسر، مع إدخال تقنيات عصرية تعطي للطفل مساحة للإبداع، من خلال تدريبه على التعامل الروحي والإبداعي مع الحيوان، وهو ما يركّز عليه القائمون على «سيرك عمار»، بعد أن نسجوا شبكة صداقة مع الأطفال. الحصان كذلك كان متواجدا بقوّة وحظي بإعجاب عشّاق السيرك، حيث كان يتصدّر قائمة الصور الفوتوغرافية التي تعرف هي الأخرى طلبا واسعا لتأريخ اللحظة داخل الخيمة العملاقة، إلى جانب الأسد والقردة وغيرهم. كما ساهم اللباس والألوان كذلك في استحداث فضاء للراحة، تليها الدراجة النارية ومناورات المغامرين. في هذا السياق، أجمعت العائلات على أن «سيرك عمار» كان مميّزا هذه السنة، والدليل على ذلك، الإقبال الواسع للجمهور والباحثين عن التجديد، خاصة في عالم الأطفال، ويظهر ذلك جليا في عرض حركات «باتمان» و»سبيدرمان». كل هذه المقاطع الخاصة بالسيرك، حوّلت بونة في عز الصيف إلى عروس حقيقية تتباهي أمام سياحها الذين عشقوا البحر والغابة، وحتى «سيرك عمار»، رغم غلاء التذاكر الخاصة التي وصلت إلى ألفي دينار، حسب المكان المخصّص للزوار.