تعيش مدينة الحسيمة المغربية حالة غليان متزايدة وسط مؤشرات انفجار جديد للوضع العام في كل منطقة الريف بعد وفاة الناشط المغربي عماد العتابي متأثرا بجروح بليغة أصيب بها في مواجهات وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن نهاية شهر جويلية الماضي أدخلته غرفة الإنعاش قبل أن يفارق الحياة. وتقاطعت نداءات كل نشطاء حراك الريف خلال اليومين الأخيرين في الدعوة الى تنظيم مظاهرات احتجاجية جديدة تنديدا بمقتل الشاب المغربي ورفض النيابة العامة الملكية الكشف عن ملفه الطبي والسبب الحقيقي لوفاته في المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط. وكتبت معظم الصحف المغربية، أمس، أن أزمة منطقة الريف عادت إلى نقطة الصفر بعد تجدد المواجهات بين تعزيزات قوات الأمن والمتظاهرين الذين يرفضون رمي منشفة المسيرات الاحتجاجية الرافضة لحقن التهدئة التي ما انفكت حكومة الوزير الأول سعد الدين العثماني مدهم بها في محاولة لإسكاتهم. ويعد العتابي أول ناشط يقتل في أحداث منطقة الريف المتأججة منذ شهر أكتوبر الماضي وهو ما أكسبه لدى زملائه صفة شهيد الحراك وهي تسميه تزيد المشهد المتوتر في كل مدن شمال المغرب تصعيدا أكبر ويجعل السلطات المغربية في مأزق حقيقي حول سبل إرضاء سكان هذه المنطقة التي تكن عداء تاريخيا للمخزن المغربي وكل من يمثله في العاصمة الرباط أو على المستوى المحلي. ويبقى التصعيد قائما خاصة بعد قرار قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء غضبا شعبيا واسعا الذي طالب بإنزال عقوبة السجن المؤبد والاعدام في حق قيادات حراك الريف المعتقلين بمن فيهم ناصر الزفزافي القابع في سجن عين السبع بالعاصمة الاقتصادية المغربية. وينتظر أن يمثل «الزفزافي ومن معه» أمام هيئة المحكمة في جلسة منتظر عقدها مباشرة بعد عيد الأضحى بداية الشهر القادم وهو ما يجعل كل المملكة المغربية على فوهة بركان انفجار اجتماعي عاصف قد تبدأ حممه الأولى في منطقة الريف قبل انتقالها الى مناطق مغربية يشعر سكانها بالحيف والتهميش.