عاد عقد السخاب التقليدي لينافس بقية الحلي والأكسسوارات بقوة خلال صائفة 2017، حيث لم يعد استعماله يقتصر على عرائس ونساء المناطق الشرقية من البلاد كما كان معروفا قديما، بل أصبح يرافق مختلف الملابس التقليدية التي تضمها تصديرة العروس؛ من كراكو عاصمي إلى شدة تلمسانية وبلوزة وهرانية وخاصة الملحفة الشاوية، كما أنه ضروري مع الزي النايلي والجبة القسنطينية. وفي هذا الصدد أكدت السيدة نوال صاحبة محل لكراء لوازم العروس، أن الأكسسوارات والحلي التي تضمها مجموعة الألبسة والتي تقوم بتأجيرها، تتوفر على السخاب الذي أصبح مطلوبا بكثرة من قبل العرائس والمتزوجات، ويتم جلبه من ولايات شرق البلاد أو من ولايتي تيارت والبيّض، حيث تقوم النسوة بصنعه، وهو عبارة عن حبات صغيرة على شكل هرم، تُصنع من مادة القمح والقرنفل وغيرها من المواد، وتُعجن بمادة المسك، وتشكّل كما تم وصفها، وتُثقب بعود الحلفاء أو غيره. وبعد أن تجف تجمع في خيط، حيث يتراوح سعره ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف دينار، حسب الجودة والمواد الأصلية التي تدخل في صناعته، زيادة على ما تضاف إليه من قطع ذهبية أو فضية، حسب ثمن القطع، وينزل السعر إلى أقل من 10 آلاف، وقد يصل إلى 3 آلاف دج كلما كان العقد مقلّدا أو مستعملا. وتلجأ بعض العائلات التي لا تستغني عن هذا العقد كموروث ثقافي تعتز به، إلى شراء النوع المقلد أو المستعمل عند الحاجة بسبب ثمنه؛ حيث لا يزيد عن ثلاثة آلاف دينار بدل الاستغناء عنه نظرا للظروف المادية الصعبة، خاصة ساعة تجهيز العروس، كما هو معروف غلاء التكاليف في وقتنا الراهن. ويُعد عقد السخاب التقليدي من التراث الجزائري الأصيل ومصدر رزق ممتهنات هذه الحرفة والصائغين، إلا أن صناعته تراجعت خلال السنوات الأخيرة بحكم العصرنة ودخول أكسسوارات جديدة في السوق المحلية، غير أنها عادت مؤخرا ضمن الأكسسوارات المرغوبة لدى العروس، حيث يُعرف العقد ببعض دول الخليج بعقد العنبر الجزائري الذي يحافظ على عطره المميز لسنوات طويلة.