تعرف بلدية سيدي معنصر إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يتهافتون على شراء أنواع اللحوم في المدة الأخيرة، وقد امتدت طوابير السيارات على امتداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة تيمقاد الأثرية الذي ينتشر بها الجزارون الذين وضعوا أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء في متناول المواطنين. وفي جولة قادتنا إلى سيدي معنصر، وقفنا على حقيقة تهافت المواطنين على شراء اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، إذ يفضل العديد من مواطني مدينة باتنة التسوق بهذه البلدية الواقعة على بعد 30 كلم من باتنة، خاصة في مناسبات الأفراح والأعياد الدينية وخلال شهر رمضان المعظم، لما تمتاز به سيدي معنصر من وفرة اللحوم باعتبارها منطقة فلاحيه رعوية. وأكد العديد من المتسوقين ممن تحدثت إليهم «المساء» أنهم يفضلون شراء اللحوم من هذه البلدية، إذ لا يتعدى سعر اللحوم الحمراء في كل الأحوال 1000 دج، وحسبهم، فإن الأسعار تعد مقبولة مقارنة بما توفره أسواق باتنة وقصاباتها. ويعد القصاب «الوردي» الذي اختار لقصابته اسم الشهرة «دبي» التي تتوسط الطريق بسيدي معنصر أول جزار مارس هذه التجارة منذ 15 سنة خلت. وتحظى قصابته بإقبال واسع، حيث عُرف طيلة مدة ممارسته لمهنة القصابة بمساعدة الفقراء واعتماد أسعار لأنواع لحومه التي تعد مقبولة بشهادة جميع سكان القرية. ورغم المنافسة المفروضة عليه من عديد الجزارين الذين انتشروا بشكل ملفت، فإنه ظل وفيا لتقاليده في «القصابة» التي ورثها عن أجداده، كما أردف يقول إن الواجب يقتضي مساعدة المواطنين، خصوصا في شهر الرحمة وخلال المواسم الدينية، حيث يعمد على تخفيض الأسعار لكسب الزبون والرفق بالفئات المعوزة والمحرومة. ويضيف» الوردي» أنه بقناعته تنتعش تجارته خلال الشهر الفضيل وفصل الصيف الذي تصل فيه مبيعاته اليومية إلى 50 جزرة يوميا، على خلاف باقي أشهر السنة التي تقتصر فيه مبيعاته المحدودة على المارة من أصحاب السيارات الذين يقصدون مدينة تيمقاد الأثرية قصد النزهة وقلة ما يبيعه لسكان القرية بين الفينة والأخرى. وذكر المتحدث أنه رغم الصعاب التي يتلقاها بالنظر لغلاء سعر الماشية والعلف لتوفير أنواع اللحوم من ماعز، خراف وعجول، فإنه يعمل على إرضاء الزبون. مضيفا في هذا السياق، أن مشكلة غياب مذبح بلدي تكلفه مشاقا أخرى للتنقل إلى مدينة باتنة. لم يقتصر حديثنا للجزار «الوردي» على الناحية الاقتصادية التي تخص البائع فقط، إذ قدم نصائح للزبون الذي يمكنه الاستعانة بها لشراء أنواع اللحوم وحتى الكباش في عيد الأضحى وله أسرار مع الماشية وحكايات اكتسبها مع الوقت. وأضاف المتحدث، في هذا الصدد، أن مهنة «الجزارة» تتطلب مهارات تدريبية لتفادي أخطاء الذبح والسلخ، وألح على تطوير محلات بيع اللحوم وإنشاء مراكز تدريب تعمل على تعليم الشباب مهنة وفن الجزارة والذبح والتقطيع في وجود ثروة حيوانية معتبرة بالولاية.