أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أمس، عن حل لجنتها الإدارية التي تسير قطاع غزة في قرار لقي ترحيبا فلسطينيا وأمميا كونه يشكل خطوة هامة نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سنوات والذي أثر سلبا على القضية الفلسطينية. وأعلنت حماس عن استعدادها لإجراء محادثات مع غريمتها حركة التحرير الفلسطينية «فتح» لإنهاء حالة الانقسام التي تنخر البيت الفلسطيني منذ عام 2007، إضافة إلى تنظيم الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية. وجاء في بيان أصدرته الحركة في وقت مبكر أمس، إنه «استجابة للمجهودات المصرية تعلن حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وتعطي موافقتها لإجراء محادثات حول المصالحة وتنظيم انتخابات عامة». وكانت حماس أنشأت هذه اللجنة شهر مارس الماضي، حيث تضم سبعة مسؤولين عنها لتسيير شؤون قطاع غزة في قرار اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمثابة حكومة موازية تزيد من تعميق هوة الشرخ داخل البيت الفلسطيني، وطالب بحل تلك اللجنة قبل البدء في أي مشاورات تتعلق بالمصالحة. وتأتي خطوة حماس بعد أيام قليلة من أول زيارة يجريها رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إلى العاصمة المصرية والتي يبدو أنها قد أزالت الجليد العالق بين غزةوالقاهرة، كما تزامنت مع ووصول وفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين لبحث مساعي إنهاء الانقسام الفلسطيني. وعلى إثر محادثات هنية في القاهرة أعلنت حركة حماس أنها تريد حل تلك اللجنة، ودعت إلى محادثات جديدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع فتح التي يقودها الرئيس عباس. وأبدت حينها «الاستعداد لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقّعة على اتفاق 2011». وسارعت السلطة الفلسطينية إلى الترحيب بخطوة حماس، حيث أكدت حكومة الوفاق الفلسطينية استعدادها للتوجه إلى قطاع غزة وتحمّل كافة المسؤوليات. وبينما وصف يوسف المحمود، المتحدث باسم الحكومة أن قرار حماس «خطوة في الاتجاه الصحيح»، أكد أن حكومته لديها «خطة شاملة سبق أن عرضتها على فصائل العمل الوطني والإسلامي لتستلم مهامها في قطاع غزة، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي» المفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. من جانبه رحب ماجد الفتياني، مسؤول في حركة فتح بإعلان حماس حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة، معتبرا أن ذلك «سيفتح الطريق أمام إنهاء حالة الانقسام داخل فلسطين». وقال أمين سر المجلس الثوري لفتح إن «خطوة حماس أمر مرحب به ونحن ننتظر النتائج النهائية للمباحثات الجارية في القاهرة». ولم يقتصر الترحيب على المستوى الفلسطيني حيث رحب نيكولاي ملادينوف، منسق الأممالمتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط بإعلان حركة المقاومة الإسلامية حل اللجنة والسماح لحكومة الوفاق الفلسطينية بتحمل مسئولياتها فيه. ودعا في بيان صحفي أمس، جميع الأطراف إلى اغتنام هذه الفرصة لاستعادة الوحدة الفلسطينية وفتح صفحة جديدة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الأممالمتحدة مستعدة لدعم الجهود المبذولة في هذا الصدد، وشدد المنسق الأممي على أنه «لمن الأهمية البالغة أن تتم معالجة الوضع الإنساني الخطير في غزة وبالأخص أزمة الكهرباء كأولوية».