تتواصل معاناة سكان بلدية الولجة، الواقعة بأقصى المنطقة الشرقية لولاية سطيف، مع أزمة الماء التي قاربت شهرها الثالث، مما انعكس سلبا على يوميات سكانها الذين يجبرون على قطع مسافات طويلة للتزود بهذه المادة الحيوية، أو اقتناء صهاريج تكلفهم أموالا طائلة، فضلا عن الصهاريج المخصصة من طرف مصالح البلدية. وقد أرجعت مصالح بلدية الولجة، سبب الأزمة إلى تراجع منسوب مياه الآبار التي باتت غير قادرة على ضخ متطلبات السكان من الماء، بحيث تزود قرابة 10 آلاف نسمة من مركز البلدية وبعض القرى التي تتوسطها قناة الضخ القادمة من آبار حدود بلدية الطاية إلى الولجة. أكد مصدر من البلدية أن الآبار التي تمون سكان الولجة المتواجدة بالحدود الجنوبية للبلدية جفت نهائيا، الأمر الذي زاد من معاناة السكان، رغم أن البلدية تقوم بتزويدهم عن طريق صهاريح من أنقاب بلدية الطاية وحمام السخنة وغيرها من المناطق المجاورة، غير أن ذلك لم يعد كافيا في ظل الطلب المتزايد، فيما لجأ البعض من السكان إلى شراء صهاريج من الآبار الفلاحية في ظاهرة اغتنمها أصحاب الصهاريج للربح من خلال رفع في سعر الصهريج الواحد إلى أزيد من ألف دينار. واستنادا لنفس المصدر، فإن الجفاف الذي تشهده معظم آبار المنطقة منذ بداية الصائفة الأخيرة، أرجعه المختصون إلى شح الأمطار، بالإضافة إلى الاستغلال غير العقلاني للمياه والإسراف فيها، لأن سكان القرى التي تتوسطها القناة يستغلونها مجانا ويبالغون في الإسراف فيها لاستغلالها في أغراض فلاحية وتجارية، عن طريق عداد جماعي تتكلف خزينة البلدية بدفع مستحقاتها، حيث بلغت ديون بلدية الولجة لدى «الجزائرية للمياه» ما يقارب 600 مليون سنتيم، عبارة عن مستحقات مياه بعض القرى، على غرار سي حمانة، بير الجر وغيرها من المناطق التي تتوسطهما القناة الرئيسية القادمة من الطاية وتزود مركز البلدية، ويستفيد كل سكانها من هذه المادة مجانا عن طريق عداد جماعي. وهو الأمر الذي كبد البلدية خسائر جمة بسبب الإسراف في المياه واستغلالها لأغراض فلاحية وتجارية، متسببة في تراجع منسوب المياه وجفاف الآبار، ومنه معاناة سكان مركز البلدية من العطش لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر. وقد تستمر الوضعية لأشهر إضافية. وكإجراء ظرفي للتقليل ولو نسبيا من الأزمة، قامت مصالح البلدية بربط خزان مركز البلدية من أحد آبار الخواص، رغم بعد المسافة بين النقب والخزان، التي تقدر بأكثر من 1.5 كلم، في انتظار ما ستجود به السماء من كميات أمطار خلال فصلي الخريف والشتاء المقبل.