جدد وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، أمس، تمسك الجزائر بالمساعي السلمية وجهود تكريس السلم ومعالجة النزاعات عن طريق الحوار في ظل احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية للجزائر والمبنية على مبادئ ثابتة، سمحت لها أن تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، وجعلت الوساطات التي قادتها تكلل بنجاحات، دونها تاريخ الدبلوماسية في سجلاته الذهبية إلى الأبد. مساهل عدد بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية المصادف لتاريخ 8 أكتوبر من كل عام، مساهمات الجزائر في حل الأزمات، على غرار فض النزاع الحدودي بين العراق وإيران سنة 1975 وإنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين سنة 1981 وكذا وضع حد للنزاع بين إثيوبيا وارتيريا سنة 2000، فضلا عن اتفاق السلم بين أطراف النزاع في مالي ومساعيها المتواصلة لحل الأزمة الليبية، مذكرا في هذا الصدد بالزيارات العديدة التي أدتها مختلف الأطراف والقادة الليبيون إلى الجزائر، علاوة على الزيارات التي قام بها كرئيس للدبلوماسية الجزائرية إلى مدن الشرق والغرب والجنوب الليبي بتوجيه من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وجدد الوزير بالمناسبة دعم الجزائر لجهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل سياسي دائم للأزمة بما يحفظ وحدة وسلامة التراب الليبي وانسجام شعبها الشقيق. وفي معرض حديثه عن مبادئ السياسة الخارجية للجزائر، قال مساهل إن الجزائر أكدت دوما دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ،فضلا عن مساندتها للجهود من أجل تصفية الاستعمار من آخر منطقة في إفريقيا، من خلال دعم حق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الأممالمتحدة طبقا للشرعية الدولية واللوائح الأممية. وإذ أقر بالقفزة النوعية التي عرفها العمل الدبلوماسي بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة عام 1999، ذكر مساهل بما عانته الجزائر من ويلات الإرهاب أمام صمت ولا مبالاة المجتمع الدولي، مضيفا أن الجزائر استطاعت بفضل حكمة رئيسها وصمود شعبها ومؤسساتها العسكرية والأمنية، التغلب على هذه الآفة في، وقت لم يع فيه بعد المجتمع الدولي مدى خطورة هذه الظاهرة على السلم والأمن الدوليين. وأشار في نفس السياق إلى أن الجزائر طلبت ولا تزال تنادي بوضع إستراتيجية دولية شاملة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة وتفكيك شبكات دعمها اللوجيستي وكذا تجفيف مصادر تمويلها، مبرزا بأن تجربة الجزائر أصبحت مرجعا دوليا محوريا في مكافحة الإرهاب ومثالا يحتذ به فيما يخص سياسة المصالحة الوطنية. واغتنم الوزير الاحتفاء بيوم الدبلوماسية التي احتضنها لأول مرة المركز الدولي للمؤتمرات، «عبد اللطيف رحال» بحضور رئيس المجلس الدستوري وأعضاء من الحكومة، لاستذكار أرواح الدبلوماسيين الذين دفعوا حياتهم وهم يؤدون مهمتهم النبيلة، مؤكدا بأن هؤلاء كانوا مثالا للوطنية والكفاءة والتفاني في أداء الواجب.