يوضح مدير وكالة الموظفين بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية مهدي رحال، الذي نزل أمس، ضيفا على منتدى «المساء» أن مسألة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية تحظى باهتمام كبير من طرف صندوق التأمينات، حيث يتضمن المخطط الاستراتيجي الثلاثي 2017 / 2019 للصندوق القيام بعمليات تحسيسية ومرافقة المؤسسات وأرباب العمل في زرع ثقافة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، وأن الأبواب المفتوحة التي تنطلق اليوم بالعاصمة تحت شعار «أماكن عمل منظمة، عامل محمي» تعتبر مساهمة في التأسيس لمحيط اقتصادي واجتماعي آمن، كما يكشف عن معايير تحديد حوادث العمل الواجب تعويضها، والزيارات المفاجئة التي يقوم بها الصندوق لمعاينة المؤسسات قصد تحري أسباب الحوادث الحقيقية. نقوم بزيارات مفاجئة، لكن لسنا بديلا عن مفتشية العمل في رده على سؤال بخصوص تنسيق وكالة الموظفين مع مفتشية العمل كجهة ردعية، أوضح ضيف «المساء» أن هناك تعاونا مثمرا بين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء ومفتشية العمل، وقال: «نقوم أحيانا بخرجات مشتركة يحضرها أيضا شركاء في طب العمل وذلك وفق برامج وأولويات، ونمد بالنصائح والاقتراحات اللازمة كل حسب اختصاصه ومجال تدخله، ثم يقوم كل واحد منّا بكتابة تقريره النهائي لوزارة العمل». وأوضح أن وكالته لها صفة المراقبة وليس التفتيش الذي هو من مهمة مفتشية العمل و«أحيانا نقوم بزيارات مفاجئة قد تكون بسبب شكاوى من عمال ويتم فتح تحقيق إثر كل حادث عمل، حيث نقوم برفع تقارير للجهات الوصية وغالبا ما نمد يد العون لأرباب العمل قصد ضمان السير الحسن للعمل وللعمال وبالتالي نحن مرافقين لهؤلاء ولسنا قوة ردعية، نجتهد في التحسيس ونشر التوعية بالسلامة ونقدم اقتراحاتنا، ونلتقي بكل شرائح العمال على اختلاف مستوياتهم المهنية والعلمية ومن خلال خرجاتنا المتكررة لاحظنا مدى التحسن ومدى المجهودات المبذولة وأيضا مدى الانفتاح الإيجابي نحونا.» يضيف السيد رحال. حوادث العمل الواجب تعويضها تحددها معايير أفاد محدثنا أنه يتم تحديد طبيعة الحوادث التي يتطلب التعويض من طرف صندوق «كناص» على ضوء الحوادث التي تقع أثناء تأدية العمل أو بمناسبة تأدية مهمة، أي خارج مؤسسة العمل بتكليف رسمي، أو نتيجة عرض من العوارض لا يمكن لأحد تكهنها ربما نتيجة سهو أو نقص في توفير شروط الحماية أو لغياب تدابير وقائية ما، أو لتهاون العامل في حد ذاته وغالبا ما يهمنا يقول ضيف «المساء» العمال البسطاء في حملات التوعية والتحسيس والتواصل معهم دائما وبلغة بسيطة ومفهومة. وأشار إلى أنه أثناء المعاينة، تقوم مصالح الهيئة بإسداء نصائح وغالبا ما تكون مرتبطة بمكان الحادث نفسه ليكون المثال الحي والفعّال والمفهوم أيضا». وأضاف أن الوكالة وجهت أرباب العمل ليقوموا هم أيضا بهذا الدور لتوعية العمال وتقديم الإرشادات واستخدام بعض وسائل التوضيح منها الملصقات والأفيشات، وكذا تكييف مكان العمل مع العامل وليس العكس وأن يكون للمؤسسات العمومية نظام داخلي يراعي العمال، سلامة العمال البدنية والنفسية. وأوضح أنه خلال الخرجات، يحضر طبيب العمل المختص الذي يراقب ويقدر الأضرار حتى النفسية منها وبالتالي يوجه المتضرر نحو المختصين. وفيما يتعلق بالأضرار النفسية أو حالات القلق والاضطراب الناتجة عن ضغط العمل أو لظروف اجتماعية، تتم الإشارة إليها لتفادي أي تطورات قد تحصل مستقبلا، كما يتم إعطاء حلول للتغيير نحو الأحسن خاصة في محيط العمل. «كناص» بها وكالتا الموظفين والنظام العام أوضح ضيف «المساء» أن وكالة الموظفين هي أحدى الوكالتين اللتين تضمهما المديرية العامة للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء «كناص»، وأن وكالة الموظفين للعمال الأجراء في كل الوزارات، مصالح رئاسة الجمهورية، الحكومة والأسلاك الأخرى مثل الجمارك، الأمن، أي تلك التابعة للوظيف العمومي، أما الوكالة الثانية فهي وكالة النظام العام، وتخص الهيئات والمؤسسات العمومية غير الممركزة. تكوين ورسكلة إطارات الوقاية يتم بشكل دوري أكد السيد رحال بشأن تكوين إطارات مديرية الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، أن العملية جارية وتمس كل إطارات المراقبة والوقاية والمراقبة عبر المؤسسات، علما أن لكل إطاراتنا شهادات علمية وخبرة، بعضهم خريج المعهد الوطني للعمل وكلهم يخضعون لدورات تكوين أو رسكلة، كما ستكون هناك فرصة لاكتساب الخبرة الدولية من خلال ملتقى دولي سينظم بقصر المعارض بين 13 و15 نوفمبر الجاري، يحضره خبراء ومختصون من مختلف دول العالم لهم خبرتهم العالية. وهنا تجب الإشارة إلى أن الجزائر لها تجربتها أيضا من خلال إلمامها بأحدث الوسائل والتقنيات في هذا الميدان، وذكر مثلا تجربة شركة سوناطراك التي تملك وسائل وقاية حديثة ولها تجربة دولية رائدة. من جهة أخرى، أوضح السيد رحال أنه يجب التأكيد على «أن هيئتنا هي بمثابة شركة مواطنة بامتياز تسعى للتحسيس من خلال حملات كثيرة كان آخرها حملة ضد آفة التدخين في أماكن العمل، كما نبقى حريصين على الاستماع للمواطنين وللعمال حتى هؤلاء المنتسبين للقطاع الخاص لتعميم الفائدة ولكي يستفيد الجميع مما نقدمه من معلومات ونصائح، ويسعدنا ما نلقاه من ثقة وإقبال المواطنين علينا في مختلف التظاهرات لطلب النصيحة والاستفسار». كل الانشغالات سيجيب عنها إطاراتنا في الأبواب المفتوحة ذكر ضيف «المساء» أن مهمة الشرح والتوضيح والرد على انشغالات الزوار من عمال وأرباب العمل خلال الأبواب المفتوحة التي تنطلق اليوم، ستتكفل بها إطارات من الشركاء الفاعلين في مجال الوقاية والمهنيين العاملين في الصندوق حاضرين، كالأطباء (طب العمل)، والمهندسين والمفتشين ولجان الوقاية، الذين سيجيبون بالتفصيل على كل الانشغالات المطروحة من طرف العمال وكذا أرباب العمل، خاصة فيما يتعلق بالنزاعات المتعلقة بحوادث العمل ويقدمون معلومات عن الجوانب القانونية والتدابير الأمنية والوقائية، والنصائح الصحية لتخفيف حوادث العمل والأمراض المهنية. هناك مؤسسات لا تطبق قوانين الوقاية أفاد السيد مهدي رحال أنه كما أن هناك عمالا لا يعرفون حقوق الوقاية وآخرون يدركونها لكنهم يتهاونون في تطبيقها، هناك أرباب عمل لا يعيرون هذا الجانب اهتماما، وهي نقائص لوحظت خلال خرجات مصالح الوكالة أو مع لجان التفتيش، ولذلك يضيف محدثنا ،«اخترنا أن تكون هذه الحقوق موضوع حملتنا التحسيسية الحالية التي سنقدم من خلالها نصائح لأرباب العمل تخص ضرورة تعزيز وتكثيف أنشطة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، ونذكّرهم بالقواعد القانونية، التقنية الوقائية، والمتعلقة بالنظافة والصحة والسلامة المهنية وطب العمل، مثلما تنص عليه القوانين المنظِّمة للعمل. حوادث العمل المسجلة غير صادمة قال السيد رحال إن كل الأرقام والإحصائيات حول حجم حوادث العمل المسجلة بوكالة الموظفين ترفع للمديرية العامة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء «كناص»، مؤكدا أن الأرقام لا تصدم، كما أن تعويض المتضررين مضمون بقوة القانون، ورغم ذلك نلح على أهمية الحرص على حماية الأرواح والأبدان والسلامة من خلال احترام القوانين، مما سيسمح بتفادي الخسائر المسجلة. أيها العمال جسدوا حقكم في الوقاية.. ينصح محدثنا كافة العمال بتوخي الحيطة والحذر، والمحافظة على سلامتهم وأمنهم، وعدم اللعب بالأرواح، بسبب اللامبالاة، قائلا: «عليكم أولا أن تعرفوا حقوقكم في الحماية والوقاية في أماكن عملكم، فالتشريعات الجزائرية لقانون العمل التي تنص على ذلك موجودة بالتفصيل، وكل مؤسسة ملزَمة بإطلاع العامل على هذه الحقوق، الموجودة في القوانين الداخلية للمؤسسات والتي يفرضها القانون الساري المفعول، كما ننصحهم ثانيا بالالتزام بتطبيق جملة التدابير الوقائية». شعارنا «أماكن عمل منظمة، عامل محمي» أكد مدير وكالة الموظفين بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء «كناص» أنه تم اختيار شعار «أماكن عمل منظمة، عامل محمي» للحملة التحسيسية من خلال الأبواب المفتوحة التي تنطلق اليوم بمركز الدفع بالأبيار في العاصمة، على أساس أن ذلك يدل على طبيعة النشاط التحسيسي، فالموضوع يتطرق في شقه الأول لتنظيم أماكن العمل والإجراءات والتدابير الأمنية التي يجب أن يوفرها رب العمل، أو ما يعرف ب«الأرغونوميا»، وهو توفير علاقة متجانسة بين العامل والمحيط العمل، أي تكييف أماكن العمل بشكل يحمي العامل من كل الحوادث والمخاطر المحتمل وقوعها، وثانيا نتحدث عن وقاية وحماية العامل في مؤسسته، مهما كانت طبيعة نشاطها، ونقدم نصائح للعمال بخصوص حقهم في الحماية والالتزام بشروط الوقاية، ولا يخفى عليكم أن هناك بعض العمال يتهاونون في أماكن العمل، ولا يحترمون شروط السلامة، رغم وجود قوانين وتشريعات تفرض ذلك، انطلاقا من القوانين الداخلية للمؤسسات التي لا تخلو موادها من حقوق العمال في الحماية بأماكن العمل. سنطلب من القنوات التلفزيونية تقديم خدمة التحسيس قال مسؤول وكالة الموظفين بصندوق «كناص» إن هيئته تسعى لنشر ثقافة الوقاية في أماكن العمل، وأنها ستستغل كل الوسائل المتاحة لجعل هذه الوسائل الإعلامية من ملصقات، مطويات، منشورات، مواضيع صحفية وومضات إشهارية في الإذاعة والتلفزيون، تخدم مسعى وكالة الموظفين، وستراسل في هذا الصدد كل القنوات الوطنية من أجل المساهمة في هذه الخدمة العمومية، خاصة أنها حق من حقوق المواطن.